بين الرجل والمرأة والمجتمع.. الثقة ليست هي الاساس



ماجد محمد مصطفى
2010 / 2 / 3

هل تحقق العدل في قضية طفلة(بريدة) حينما ارتضت بزوجها الثمانيني بعد الشد والجذب في المحاكم السعودية؟
الاجابة ستكون نعم طالما الطفلة(الصف الخامس الابتدائي) وافقت بمحض ارادتها زوجها الكهل.. وتكون سلبا لو تصفحنا مفردات واتفاقيات حقوق الطفل وسن البلوغ وكذلك اذا قيم الموضوع تقيميا عقليا واقعيا من مفهوم المنطق والعصر واهتمامات الطفل ونموه السليم الذي يعبر عن كينونة المجتمع ومدى وصوله اسباب التقدم.

ولكن متى تحقق العدل في قضايا المرأة في المجتمعات الشرق الاوسطية بالخصوص.. كونها مقياس لتقدم المجتمع بقوانينه ودور صفوته المثقفة وسائر المنظمات النسائية في ظل ايديولوجية سياسية ليست لها بديل الا دعم نساء الحزب عبر تاريخ يفتخر به ومناسبات لاتستطيع تفويتها باموال طائلة فضلا عن دور الحكومة في اقرار قوانين منصفة تضمن الحقوق والواجبات لكلا الجنسين لضمان سلامة خططها والمجتمع.

ومنذ سنين طويلة دشنت قضية المرأة مراحل عديدة صوب غاياتها وغايات المجتمع بانصار ومدافعين وقوانين واعلام وقدمت التضحيات والقرابين على مذبحة الحقوق والمساواة الا ان الاحصائيات الدقيقة تكشف تزايد الجرائم ضد المرأة غسلا للشرف او تنتحر حرقا طواعية في ظل اعراف بالية مازالت سائدة مثل الزواج العرفي والمسيار والمتعة والكصة بكصة وليس اخيرا السياحي ببروز منظرين ومتفلسفين حول القضية.. اراء وتقيمات تخوض غمار تاريخ تحرر المجتمعات والثقافة وتقهقرها امام قوانين السلطة الحالمة بتأييد من الشعب.

ومازال ختان البنات سائدا ليس ضمن حالات فردية طارئة تتناوله الاعلام ولكن كحقيقة توضح فشل الجهات والمعنيين والمسؤولين تدارك اسباب حقوق الانسان ورقيه عبر مؤسسات التربية والتعليم والتثقيف والتوعية.. يبدو انه نجح علميا في ايجاد غشاء بكارة بثمن رخيص حوالي 15 دولارا يباع سرا في بعض الصيدليات واشباه الصيدليات بديلا عن الرتق البدئي للقابلة او اطباء يهمهم تدارك الفضيحة بسعر 500 ـ 750 دولار.. فهل الغشاء الاصطناعي انقاذ للشرف او هو سخرية للذين لم يؤمنوا بالغشاء مقياسا للعفة والشرف وهل يصلح غشاء البكارة كمقياس لبلوغ التمدن والتحرر وكيف امست مسيرة تقدم المجتمعات البشرية مع الاعراف والتقاليد والايديولوجات ومظاهرها الشكلية بخلاف دين الدولة الرسمي وما يتيحه شرعا ترهيبا وترغيبا.

اسئلة واخرى غيرها تصلح للمكاشفة والمصارحة لايجاد حلول منطقية ترضي العقل وحلول اخرى تستند على القانون عدا قضايا الارامل ونساء الانفالات وجرائم الاغتصاب زمن الحرب والسلم والعنوسة والطلاق المتزايد ودور التربية والتعليم والثقافة في ايجاد مجتمع متوازن سليم مستقبله الطفل وحقوقه وسائر حقوق افراده وقوتهم لدى السلطة والتسلط في زمن اغبر يعلو فيه اصوات نساء برفقة ( المحرم) وغيرهن من اللائي تحولن الى دمى لاغراض حزبية او منافع شخصية بحتة.

لاشك ان الصراع الايديولوجي والاثني يؤثر سلبا في ايجاد روية سليمة توافق تطور المجتمعات الانسانية بمزيد من التعصب الاخرق وممارسات باطلة واعرف بالية تخالف القانون والعقل والتقدم مما يدعو الى حزم السلطة وعدم تهاونها في وجه اعداء الطفولة والمرأة والانسانية بقوانين صارمة تمنع الانتهاكات ضد الانسان رجلا كان ام امراة لان السلطات هي المسؤولة عن سلامة وامن ونهج تقدم مواطنيها بقوانين عادلة وليس الاستهلاك المريع وسبله ضمانا لمصالحها.

طفلة (بريدة) السعودية ضربت عرض الحائط اصوات مناصريها والاعلام شريطة مواصلة دراستها في الصف الخامس الابتدائي وفي المقابل تمسك الزوج الثمانيني بزوجته الطفلة دون وازع ضمير.. ماذا لو تزوجت امراة كهلة بطفل في الثانية عشرة من العمر او اكبر بقليل؟! الاعلام لايخوض كل المسائل والمصائب بعدالة.. شعبيا سيدور الزواج على الالسن بالقيل والقال.. ثم ماذا؟ هل كل ذلك حالات شاذة او امور شخصية يفرقعها الاعلام تضخيما مثل زواج فتاة هولندية من كلبها والسبب بحسب تعليقها عدم ايجادها الرجل الثقة.. اجابة منطقية ولكن كيف يجيز القانون الغربي هكذا الزيجات غير الطبيعية مثلما لم يبطل القانون السعودي زواج طفلة واية طفلة (ما شاء الله) في الخامس الابتدائي!!