فضفضة



بهية مارديني
2004 / 7 / 3

بهية مارديني :اعتبر زوجي"الشرقي جدا " أن عملي الصحافي فيه خيانة للوطن ورغم قسوة التهمة الا أنني ضحكت فقد ظننت ان الغيرة تنهش فكره الرجولي الشرقي وانه مازال لم يستوعب بعد ان لزوجته دماغا يفكر وخاصة بعد ان تعدت استفسارات القراء حدود الايميلات وأصبحت شكاواهم وأوجاعهم تطرق هاتفي .
ولكني وبينما اجهز سلسلة أخبار "يحدث في سورية" اعاد على مسمعي فكرة ان الصحافي خائن لانه يفضح بلده والمراسل جاسوس ينقل اخبارها الى الخارج عن طريق الصحف والمجلات وقنوات التلفاز الامر الذي جعلني افكر اذا كان كشفي للفساد والرشوة والاستغلال الوظيفي وعدم توقيع الموظفين والمسؤولين على اية ورقة الا بثمن او مقابل مصلحة شخصية يعتبر خيانة ،فنعم انا خائنة.
ولكن تتوقف خيانتي عندما اشعر بأن هذه المعلومة او تلك القضية يمكن ان تسيء الى بلدي وتهدد اقتصادها او تشنع برموزها الوطنية .. و احاول جاهدة عبر عملي نقل المعلومة السلبية والايجابية … السلبية حتى يأخذ الناس بها علما ويعملوا على تجاوزها او اصلاحها والايجابية حتى نفعلها ونلقى الضوء عليها ونسعى الى تعميمها .
إن التخوين سلعة لم تعد تباع في سوقنا نحن النساء بعد ان فشلت كل الاتهامات الاخرى فالزمن لن يعود الى الوراء ونحن، مادامت "الخيانة" من النوع الذي تحدث عنه زوجي ،سنبقى نخون حتى لا يبقى في هذا الكون حدثا نستطيع فضحه.