كشف النقآب عن المرأة / المرأة ساحرة!



إبتهال بليبل
2010 / 2 / 23

قد لا يخفى على الجميع أن تبعية المرأة للرجل هي ثمرة تقاليد وعادات سار عليها المجتمع منذ أمد طويل ، وصوّر فيها المرأة على أنها أقل شأنا من الرجل ، وعند محاولة الوقوف عليها ، نجد أن المؤسسات الدينية ساهمت على خلق أساس رصين حول المفاهيم الاجتماعية والمادية والسياسية وحتى الدينية للمرأة ، حتى أُعُتبر الدين مصدرا رئيسيا لتلك المعتقدات والمواقف التي نمّت وترعرت تحت غطاءه وتشعّبت ضد المرأة ، رغم أن الهجوم على المرأة سابقاً ، كان من خلال صور سلبية عن القيم الأنثوية للمرأة بالمقارنة مع الصفات الإيجابية الذكورية ، ولو عُدنا الى الوراء قليلاً لأطلعنا على تلك الممارسات التي حصلت بأسم الدين ومنها حرق المرأة وأتهامها بالسحر والتي بحث فيها الكثير من المهتمين بشؤون المرأة ومنهم من أعتبر هذا النهج ما هو إلا ممارسة علنية لإضهاد المرأة في وقتها ، حيث ذكروا ، أنه من الصعب أن نصف مواقف العداء ضد المرأة وقمع أي نشاط لها ، ولكن من السهل أن نكتشف ونرفع الغطاء عن تلك اللعبة التي ارتأت اليها التقاليد في حرق الساحرات وبين واقع المرأة اليوم ، حتماً أنها كانت لعبة لإضطهاد المرأة لا غير ، اضطهاد النساء تحت مظلة الساحرات بلغ ذروته في وقت كان فيه الدين يأخذ مواقف غريبة وعنيفة ضد الجنس ، لتتحول الكراهية في وقتها نحو المرأة ، فهناك مقولة تقول " يأتي السحر من الشهوة ، الذي منبعه النساء " لذا فقد كان معنى هذه المقولة برهاناً عن مدى فداحة وخطورة الأمر ... لذا جاء تأكيد المصادر التاريخية التي طالما أثارت وتثير الدهشة فينا ، في أن الرجل في ذلك الوقت كان مهووسا بالمرأة ، وأنها معوقاً من المعوقات الروحانية الحقيقية في الإيمان والتقرب الى الله ، ففي أوربا كان للدين باع طويل الأمد في تحريض الكراهية ضد المرأة بل وحتى قتلها وقمعها ، حتى جرى التأكيد على أنها عدو الله والدين والمفروض بل والواجب على كل رجل مواجهتها والقضاء عليها ، بعضهم حجج ذلك واتهمها بأن المرأة تعبد الشيطان .... وبالرغم من كل ما حصل ويحصل فأن هذا العداء لم يختفي حتى يومنا هذا ، حين أبعدت وتُبعد المرأة كل يوم خارج مواقع الحياة منها الأجتماعية والمهنية ، سابقاً وفق للمصادر ، كانت هناك قرى بأكملها أعترفت النساء فيها بممارسة السحر تحت وطأة التعذيب الذي أجبرهن على القول بأنهن قد تزوجن من الشياطين ، وتشير نفس المصادر الى ما يقارب (600) امرأة اتهمت بالسحر في اوربا آنذاك ، و أن اضطهاد النساء كان بحجة السحر وبأنهن ساحرات ، على هذا النحو كانت رموز أضطهاد المرأة بشكل عام ، من خلال أتهامها بأنها ساحرة وتأكيد الرجل لما يشعر ويصاب به من هواجس وغرائز تجاه أي امرأة يراها ، ويزعم إن شهوته حصلت بتأثيرها ، لأنها ساحرة وتمارس السحر عليه ، وما هي في الواقع إلا حالة واضحة من إسقاط الخيال ، مبتعداً عن ميكانيكية الرجل تجاه المرأة ، والتي أسقط العلم الحجة عليهم الآن ، من تطور علمي موضوعي في فهم غريزة الرجل ...... كما وأن هناك أدلة تاريخية تقول ، أن المرأة التي تمتلك قوة ومبدأ أو قضية تجاهد في تحقيقها أو المرأة التي تدافع عن النساء وتقف ضد اضطهادهن ، أو تلك التي تقوي من عزيمة النساء في التحمل والصبر محاولة إيجاد سبلا لهن من الخلاص من معاناتهن ، تكون هدفاً لمثل هذه التهم ، ومنها ما يذكره التاريخ عن (جان دارك ) تلك المرأة التي حققت الكثير لتكون نهايتها ، الحرق كالساحرات .... واليوم يمارس هذا الأضطهاد بوجه آخر على المرأة ، فمن غير المعقول في عصر التطور التقني ، أن تتهم مئات النساء بالسحر لتحرق ، وتتهم جميع النساء القياديات والسياسيات وغيرهن من المطربات الشهيرات أو عارضات الأزياء وفنانات الكليبات ، مثلا لا على الحصر بأنهن ساحرات ، لانهن يثرن غرائز الرجال ، بفتنة جمالهن وأغرائهن ، ولكن ، لما الإستغراب ؟! فهناك عادات أندثرت طيلة فترات متباعدة بدأت تطفو على السطح مرة أخرى ، حتى يأتي اليوم الذي نشهد حرقهن امامنا وهن معلقات على اعواد المشاق ، قد يكون من الصعب الاعتراف بالخطأ ، ولا سيما عندما ينطوي على الظلم الجسيم الذي يتسبب في معاناة وموت النساء ، ولكن ، قد تكون هناك حاجة في بعض الأحيان تبرر تصرفات الرجل السلبية التي تقوده إلى استخدام أساليب وحشية عنيفة وظالمة بأسم الدين ..