كشف النقآب عن المرأة / سلطة المرأة



إبتهال بليبل
2010 / 3 / 3

المرأة والسلطة ، ضربان متنافسان من ضروب الحياة ، قد لا يعتمدان دائماً على أنوثة المرأة ولا على علاقتها بالسلطة ، بل يتجوهران تحت مضمون سلطوي ، وبمعنى أصح ، فقد أوجز بعض علماء وفلاسفة على أن السلطة تكمن في التفكير والأرادة وإنها قوى تتحول الى مبادىء عن بعض أعمال يقوم بها العقل وفق قدرة لا تبتعد في مفهومها عن ادراك القوى ، حتى وجب على الكائن البشري مراقبة نفسه ، فالأحساس بالسعادة أو التعاسة ما هما إلا فعلان من أفعال السلطة التي ما تبرح في شق طريقها الى مستوى آخر من الأفعال ، ليبرهنوا في نهاية المطاف أن السلطة تتواجد في الجسم .. ولا يمكننا تجاهل الأختلاف في الوسيلة أو في نوع الجنس ( رجلاً كأن أو إمرأة ) لتحديد كيفية أستخدام السلطة ، ليستحيل لنا مطابقة السلطة بين الرجل والمرأة كأفتراضية التي ما تلبث دائما الى النزوح نحو القوة ...
من هنا قد لا أبالغ في وصف السلطة بـإنها كــ (العقدة ) في حياة كل امرأة ، عقدة السلطة عند المرأة إرث يعيد دائما أبعاده التاريخية من حيث الخبرة والإنجاز البشري الذي ما يبرح أن يسترد الماضي ويحدد مسار الأحداث التي جرت على المرأة حتى يومنا هذا ... وحتى أن تطورت ونمت وتنوعت أشكال الثقافة الإنسانية على أسس سليمة إلا أن الواقع يبرهن محكوميتها من قبل ذلك الإرث الثقيل ...
نحن نجهل الكثير عن النساء في مختلف المجتمعات كانت لهن سلطة في الحياة العامة من حيث الدين والطب والفنون وغيرها ، وكذلك في بنيان الأسرة ، والسبب في هذا الجهل هو تورط العنصرية والتحيز الجنسي في السكوت عنهن ..
النساء يقفن دائما على هامش عصور التاريخ ، وأن بحثنا في ثقافات الشعوب لوجدنا قصص مأساوية لإمهات نُصّبن شيوخ لعشائر وكاهنات وعرافات ونساء مارسن الطب والعلاج و مختلف الفنون ...
وبالرغم من أن السلطة الأنثوية تختلف اختلافا كبيرا من ثقافة إلى أخرى ، ولا سيما من حيث المفاهيم والعقائد والطقوس والعادات الشعبية ، إلا أن بعض الشعوب أحتفظت بحق تقرير مصيرها من قبل المرأة ، بينما غيرها من المجتمعات أصرت على التبعية القانونية للإناث من قبل الذكور ، وكم أشارت المصادرالتاريخية بذلك التفاعل الكبير بين روحية المرأة والقيادة السياسية وخاصة في العديد من المجتمعات التي يكون زعيمها أو قائدها رجل دين ، حيث لا تعتمد السلطة فيها كطابع مؤسسي في القيادة النسائية ، بل بالسلطة الشخصية ، والى الآن نجد أن الجرأة عند الإناث في العديد من المجتمعات باتت مطلوبة للدفاع عن حريتها الشخصية وحقها في تقرير مصيرها ، والتي أعتبرت نوعاً من أنواع السلطة والقوة عند المرأة ، رغماً من تلك القيود التي يفرضها الرجل ... سلطة المرأة في القوة ذات مفاهيم متنوعة يحملها تاريخ دائما ما يقلب صور العرق والطبقة الاجتماعية وهياكل مختلفة من هيمنة الرجل على المرأة ..