جرائم اغتصاب الفتيات والنساء في كردستان



خيال ابراهيم
2010 / 3 / 30

تنتشر في العراق ظاهرة تجارة النساء لغرض البغاء. واخص اليوم منطقة كردستان العراق حيث تشيع ظاهرة بيع الفتيات حتى سن 12– 14 الى ما يسمى ب ”الدلالات“ (وهي مرادف لمهنة القوادة)، حيث يتم بيع الفتاة الى هذه الدلالة التي تمتلك بدورها داراً تجمع فيه العشرات منهن لممارسة البغاء او اخذها مباشرة من قبل عائلتها او زوجها الى مثل تلك الدور التي تزايد عددها بشكل كبير جدا في كردستان مؤخرا.

وحسب مصادر ووثائق حول انتهاكات حقوق النساء في كردستان حصلنا عليها، فأن الفتيات وخاصة الباكرات يتم اغتصابهن اول الامر من قبل الاثرياء والمسؤولين لانهم الاكثر قدرة على الدفع. وتتعرض الفتيات اللواتي يدفعن الى بيع اجسادهن في كردستان من قبل العائلة او بضغط الحاجة والفقر من صنوف العذاب والاهانة فهي تضرب ضربا مبرحا اثناء عملية الاغتصاب وتواجه الاذلال. فالفتاة وهي تدفع الى هذا المسلك لا تمتلك ارادتها في الامتناع او الرفض لانها تكره وتهدد على سلوك هذا الطريق. وعند شكواها من عدم رغبتها او هربها فانها لا تجد سوى الرفض والصد والخشونة من قبل اقرباءها والغرباء بسبب تخوفهم من تحمل مسؤوليتها. وهكذا فان هؤلاء الفتيات يهربن من اجواء الاعتداء الجسدي والاغتصاب وبيع الجسد على يد الدلالات واثرياء كردستان ليجدن انفسهن في الشارع وحيدات تماما بعد ان يرفضهن المجتمع ويمارس ظطدهن العنف والتهديد بالقتل واظطهاد الاقرباء.

تدفع هذه الاجواء الحقيرة اللا انسانية الفتيات الوحيدات والمنتهكات الى طلب المساعدة والاستجداء من عابري السبيل بغرض ادامة معيشتهن مما يعرض حياتهن اكثر الى الانتهاكات على يد الرجال والحثالة ومن قبل قوات الشرطة، الى درجة اعتداء ضباط الشرطة عليهن جسديا او جنسيا او لفظيا بدءا من الرتب الاعلى الى الرتب الادنى، حيث اصبحت تلك الاعتداءات تمارس من قبل افراد شرطة السجون على نطاق واسع. ان هذه الظاهرة الفظيعة تحدث لنساء وفتيات لا يمتهن مهنة بيع الجسد او البغاء وانما يجدن انفسهن رغما عنهن وقد دفعن دفعا الى هذا الطريق. وتوضح الوثائق ان بعض هؤلاء الفتيات يتم اغتصابهن جنسيا من قبل اكثر من 100 رجل في اليوم الواحد في حين تقوم الدلالالة ( القوادة ) باستلام مئات الاف الدنانير لقاء هذه الانتهاكات الوحشية عن كل امرأة. ان وضع هذه الشريحة من النساء هي في ادنى درجات الضعة وانعدام الانسانية. فان المرأة تجد نفسها في دوامة وحشية لا مثيل لها حيث ليس ثمة سبيل لها لانقاذ حياتها بعمل اخر سوى عند الدلالات اللواتي يوفرن للرجال الاثرياء والمسؤولين في الحكومة هؤلاء الفتيات. وليس للنساء العاملات في هذا المجال اي رعاية او عناية صحية سواء في حالة الحمل او المرض والذي غالبا ما تصاب به نتيجة تعرضها الى اغتصابات متعددة وفي ظروف واوضاع غاية في السوء وغياب كلي للاشراف الصحي او العناية.

ان الكثير ممن يمارس الاعتداء على هؤلاء الفتيات هم اعضاء في الاحزاب الحاكمة ومسؤولين في الحكومة يقومون بدفع اموال هائلة الى الدلالات من اجل الحصول على هؤلاء الفتيات ويقومون ايضا بتوفير الغطاء لهذه البيوت من الانكشاف وصولا الى توفير الدعم والاسناد المباشرين للمتاجرين بالنساء. وتقول نفس الوثائق ان بعض الفتيات اللواتي اجريت معهن لقاءات صحفية غالبا ما يتعرفن على وجوه المسؤولين من خلال شاشة التلفزيون او من العدد الكبير والضخم من افراد الحماية والسيارات الفارهة التي تقلهم الى تلك البيوت. اما المنظمات النسوية العاملة في كردستان او في عموم العراق فلا تقوم باي جهد يذكر في هذا المجال للكشف عن اعمال الوحشية والنذالة السائدة ضد هذه الشريحة المظطهدة في المجتمع من الفتيات والنساء. بل بالعكس تماما حيث العديد من تلك المنظمات تابع للاحزاب القومية والاسلامية الحاكمة ومرتبطة بالمسؤولين حيث تقوم تلك المنظمات بدفع الفتيات الى العمل في البغاء للمسؤولين الحكوميين والمتنفذين والاثرياء من اجل الحصول على المكانة والنفوذ جراء القيام بهذه الخدمات الدنيئة والتجارة بالبشر وخاصة بالفتيات والمراهقات.

اننا في منظمة تحرير المرأة في العراق ونحن نقوم برصد هذه الظاهرة فاننا سنوصل اصوات النساء المظطهدات اللواتي دفعتهن الظروف الاجرامية التي خلقتها الاحزاب الاسلامية والقومية والصراع الوحشي داخل المجتمع وظروف التجويع والاحتلال والقهر الى بيع الجسد وتحت السلطة الذكورية للاحزاب الحاكمة الى كل المنظمات العالمية من نسوية وعمالية وتحررية وانسانية. سنوصل هذه الفضائح الى كل المنابر الانسانية العالمية وسنفضح القوى التي تتواطئ من اجل ادامة هذه الظروف الوحشية في المجتمع ضد النساء والفتيات والاطفال. أدعو كل التحرريين والتحرريات في العراق والمنطقة والعالم الى التصدي لهذه الاعمال الاجرامية بحق النساء وكشف المسؤولين عنها.