تحرير المراه مضمونا



ادم عربي
2010 / 4 / 4

في مقالي السابق عن ثورة المراه ونيل حقوقها بل انتزاعها من الرجل لفت نظري الكثير من التعليقات التى تقول كيف لنا ان نثور في وجه الرجل لنجد انفسنا في الشارع دون معيل او ماوى ناهيك ان محاصرة المجتمع وازدراءه.

الحقيقه اتفهم مخاوف النساء العربيات المضطهدات خصوصا في واقع مجتمعاتنا حيث الرجل يحتاج الى تحرر ايضا من مخزون طال عليه الزمن. استطيع القول ان العقلية الشرقية التي شبّ عليها الرجل على أنه السيد الأوحد في الأسرة الذي لايُشق له غبار....وكل ماعدا ذلك تابع مطيع لايناقش أو يحاور.

ليس تحرير المراه هو شكل لباسها او ما شابه وانما ياخذ مضامين منها : نضال المرأة ضد العادات والتقاليد المتخلفة ونعني بالمتخلفة : الخرافات والأوهام والترهات التي تعوق تطور المجتمع,والشكل الاخر هو الإسهام مع الرجل في بناء الوطن من خلال العمل المشترك في المجالات كافة لأن العمل من العوامل الأساسية لتحرر المرأة.
على اننا نريد امراه ناضجه فكريا وثقافيا ولا نريد ان نحكم على المراه من منظار شكلها ,فالشكل ياتي لاحقا في منظومه متسقه مع التطور الفكري الذي يطرا على المراه .

يكمن الإشكال الذي مازال بعضهم يظن أن من ارتدت ثوباً طويلاً هي رجعية, ومن ارتدت ثوباً قصيراً هي تقدمية وان كان ذلك مقياسا اوليا يظهر نوعا من بذور الثوريه عند المراه

كل امرأة تحمل فكراً يؤمن بالعلم ومعطياته بعيداً عن التعصب فهي تقدمية... وكل من تحمل فكراً لايؤمن بالعلم والمعرفة هي بالضرورة رجعية... ومسألة التحرر لم تأت في يوم وليلة, إنما تأتي عبر تراكم معرفي علمي يحتاج إلى زمن طويل... فالنضال في مجتمع المرأة في وقتنا الحاضر يسلك طريقين: -الطريق السهل الذي لايتعدى دائرة الشكل, فمثلاً فلانة متعصبة ورجعية لأن لباسها طويل وشعرها غير ظاهر دون دراسة البيئة الاجتماعية المحيطة بهذه المرأة أو تلك , ودون العمل على خلق الشروط الاقتصادية التي تؤدي بالضرورة إلى تطوير العلاقات الاجتماعية.
ان خلق الظروف الاقتصاديه المناسيه هي ضروره ملحه من اجل الاسهام في تطور المراه

الطريق الصعب هو الطريق الصحيح الذي يتوجه إلى فكر المرأة لا إلى لباسها, لأن الفكر هو الأساس في التطور...أما الشكل لابد أن يتغير طوعياً عندما تنضج العلاقات الاجتماعية من خلال تغيير الشروط الاقتصادية فيجب عدم الوقوف عند الشكل وتضييع الوقت دون فائدة... فالأمر يتعلق بالفكر وتطويره والإيمان بالعلم وكل ماعدا ذلك يعد من الأمور التي تخص بيئة المرأة وعاداتها.... ومايهمنا في تحرير المرأة هو فكرها وإسهامها في العمل جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء صرح الوطن...