بين المجال و المدى



هيفاء حيدر
2010 / 4 / 4


كثيرة هي الأمور التي لا تلبث المرأة الأ وتجد نفسها تخوض غمار عبورها بين الحين و الأخر , أو على الأقل تمر عبر محطات الزمان بواحدة منها , تقترب و تبتعد من مجالها بحسب ما تمليه ظروف الأخرين عليها. تعيش ردحا" من الزمان متلقية و منفذة لما يتوجب أن تفعل بما يملى عليها من أوامر حينا" وراضية مرضية حين أخر .
حتى و لو حاولت أن تدخل في صراع مع الأولويات التي تحتم عليها أن تعطيها وقتا" مستقطعا" من وقتها الذي يمضي و هي ما تزال تعد ساعاته و دقائقة لعلها تنجز فيه و لو القليل من بعض الأمور التي وجدت نفسها فيها أولويات تتقدم و تتأخر تحتل مكان بعضها البعض , تتصارع من أجل البقاء المنشود و لا تجد مكان لها للأستقرار في كثير من الأوقات و المرأة تتابع أسئلتها المعهودة ألم يعد هناك من وقت؟ هل فاتني الوقت ؟ اذ أنه في أحيان من غفوة الزمان و ترتيب الأولويات يعبر الزمان و يمر دون استئذان لمن حوله.
أنها طبيعة حياة المجموعات و عناصرها الأحادية و الثنائية منها والتي ترسم للمرأة منا خطوط مستقبل قادم قد ـأجبره البعد الرابع أن يتكئ على ماضي ما زال يمضي ببطئ و كأنه لا يريد أن يمر الوقت حتى لا يتسنى لمنطق العمليات الرياضية أن يجد بصيص النور في أن يرى ظلمة العالم من حوله.
وما بين مجموعة القيم المدخلة و مجموعة القيم الناتجة حسب منطق الرياضيات تجد المرأة نفسها رهينة المجموعتين معا" تشاء لهما لو ترك الخيار لها أن يمشيان بخطوط مستقيمة ومتوازية , لكن الخيار ليس لها فالخطان المتوازيان لا يلتقيان مهما طال المسير بهما و هي أي المرأة تريدهما أن يلتقيان ان أمكن ذلك في بعض الأحيان و هذا متروك لقدرة الخالق فأن صدف و التقيا فلا حول و لا قوة الأ بالله ,
المجموعة الأولى من القيم المدخلة من كل صوب و حدب تسمى المجال , ذاك المجال الواسع الفضفاض والمتحرك عبر الزمان و المكان لكنه غير حر في تحديد مساره بالحركة وخاصة ما يتعلق بالعلاقة مع الشق الثاني من حيث الأتجاه و التحول فيه ذاك المتمثل بالقيم الناتجة عن المجموعة الثانية , والتي تسمى المدى , المدى الغير منظور في كثير من الأحيان . تشوبه غشاوة
تشبه الى حد كبير خيوط شبكة العنكبوت من حيث التشابك و المتانة و التناهي في الذوبان في الضوء .
وفي أحيان اخرى يأخذ المدى مداه فيسمح له بالتجول و في سبر أغوار أعماق جديدة فيأخذ أشكال عديدة و يمكن القول أن المدى من يوجه المجال في بعض المحطات التي يكون مطلوبا" من المرأة فيها أن تحدث تغييرا" ما . كيف و لماذا و لمصلحة من ليس هو السؤال الأن ؟ المهم في غمرة المسارات المتعددة هذه يكون السؤال حول كيف لمنطق الرياضيات أن يصوغ براهينه و مسلماته على ضوء الواقع هذا .
فالمعادلة هنا تتطلب أن نصيغ ما يسمى الأقتران و هو علاقة يرتبط كل عنصر في مجالها بعنصر واحد فقط في مداها . لكن سوف لن يكتب لهذه المعادلة أن ترى النور اذا ما كان الكل معروف لدينا من فضاءات كل مجموعة على حدا بشكل واضح و محدد المعالم , سوف لن يستطيع عنصر من قيم المجال بالأقتران مع عنصر من قيم المدى اذا لم يكن عالم كل منهما معروف بمكوناته و تداعياته عبر رحلة الدوران و البحث عن تحقيق الذات و المرأة تحاول التماثل و البقاء للخطوط متوازية مستقيمة تحافظ على مساراتها كما تقتضي معادلة المنطق الرياضي في برهنة قيم المجموعات و اقتران عناصرها بشكل متساوي عنصر لعنصر لا زيادة و لا نقصان , لكل من المجال و المدى على قدم المساواة التي تمثل شرطا" لبناء المعادلة و في نفس الوقت شرطا" وجوبيا" للبرهنة عليها ألم نقل منذ البداية أن فهم المشكلة يكمن في صعوبة أن نطبق عليها المنطق و نجردها من كونها تعيش و تنمو و تتفاعل مع ظروف واقع محال أن يتوافق فيه مسار المدى و المجال بدون تدخل في عملية تلاقي الخطوط المستقيمة من دون أن نسقط عليه من أي نقطة خارجه أي محور لقضايا اخرى لا علاقة لها بالموضوع سوى تأخير عملية استكمال دورة منظومة القيم هذه ليس في حياة المرأة فقط و أنما في رسم مسارات حياتها أيضا" .