حقوق المراة الضائعة



محمد خضوري
2010 / 4 / 9

انا لست من المدافعين عن حقوق المراة او من انصار الدفاع عنها ولكن الذي دفعني للكتابة عن المراة هو ما يحصل في الوقت الحاضر من غبن واضح وانحياز كامل ضد المراة العراقية في العراق وعندي ما يثبت ذلك الظلم ضد المراة وان اقول الحقيقة كاملة بدون تزيف او ترقيع .فقد كنت جالس في احد المقهي وعيني تنظر واذني تستمع الى حديث بين مجموعة من الرجال تتروح اعمارهم ما بين الاربعين الى الستين او اكثر وكان الموضوع هو المراة او الزوجة لان احدهم كان يتحدث عن زوجته ويقول والله زوجتي احسن خبازة والاخر يقول زوجته احسن طباخة والاخر يقول ان زوجته مربية اطفال ماهرة .وهنا تدخلت وقلت هل هذه هي المراة بنظركم فقط وكان احدهم جالسا وقد استشاطت عينيه غضبا وقال نعم هذه هي المراة وماذا تريد .والاخر قام وقال للجميع هذا الرجل علماني يريد مساوة الرجل بلمراة ويدعو الى تحررهاوسفورها واختلاطها بلرجال .وقلت نعم انا من انصار تحرير المراة فلماذ نعامل المراة كجارية لماذا لا نعاملهة على انه ام او اخت او صديقة .
احدهم قام وقال انا اشعر بالحرج الشديد لانك تتكلم وكانك مدافع عن حقوق المراة .ولااخر قال ان المراة تعني عورة لايجوز لها الاختلاط او العمل مع الرجل سوية لان هذا حرام في حرام .وهنا اشتد غضبي ضد هذا الكلام فقلت المراة تعاني الكثير من المصاعب الحياتية بكافة انوعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .والسبب واضح بعدم الاهتمام بملف المراة منذا الزمن الماضي والحاضر من قبل الحكومات المتعاقبةوحتى ان هناك غبن واضح للمراة الريفية بشكل خاص فلمراة في الريف تعيش حياة صعبة من الجهل والتخلف وانعدام التعليم وفقدان الرعاية الصحية وهذا بسبب غياب دور الدولة في الريف .فنسبة الجهل بين نساء الريف كبيرة ومخيفة وهناك سبب اخر لتخلف المراة الريفية هو الطابع العشائري والديني الذي يفرض على المراة الكثير من القيود .ولكن الفترة الماضية اخذت المراة جزء بسيط جدا من حقوقها المفقودة فاصبحت وزيرة وعضو برلمان ومديرة عامة ومهندسة وعالمة وهي بذلك اخذت مكانها في مجتمع مازال لا يومئن بحقوق المراة العراقية التي دخلت المعترك السياسي واخذت مكانهة الصحيح في العملية السياسية الجارية في العراق واخذت تنافس الرجل وهذا هو مكانهة الصحيح في المجتمع بعتبار المراة هي نصف المجتمع فان الاهتمام بمشاركتها في الحياة السياسية والمجالات الاخرى هو كشف عن قيمة المراة يضاعف حجم القدرات لدى المجتمع ويدفع بلتالي نموه الى مستوى اعلى وارقى.قد تغفر المراة القسوة والظلم ولكنها لا تغفر عدم الاهتمام بها.