حقوقنا واحدة .....ولسنا كارثة طبيعية



عفراء الحريري
2010 / 4 / 13

ما هو ذاك الذي من حق النساء؟ وما هو ذاك الذي ليس من حقهن؟ و للأسف الشديد أضحت النساء لا تعرف ما هي حقوقهن وماذا تردن من الحقوق ؟ فحين لا يتفق قطبان متشابهان فيزيائيا لا يعني أن المعادلات الفيزيائية تنطبق على البشر" الإنسان" فعدم اتفاق النساء على قضايا جوهرية تمس مصائرهن وتلحق بهن الضرر ، وتشتت جهودهن التي إذا تجمعت لحققت العديد من الأهداف التي تسعى النساء لتحقيقها ولا صبح اليوم أفضل من الأمس .. ولاستطعن الوصول إلى مستوى الإنصاف مع أشقائهن من الرجال ..ولكن أن يحدث العكس تلك هي المأساة برمتها ، فقد أصابني الإغماء حين شاهدت المسيرة النسائية التي تدعو إلى عدم تحديد سن الزواج والتي قادتها نساء من التيار الإسلامي المتطرف الذي أكدت المسيرة النسائية له أنه على مستوى من التآزر والقوة أكبر من تلك التي تمتلكها منظمات المجتمع المدني و الأحزاب الأخرى ومن ضمنها الحزب الحاكم ، الذي لم تستطع نساءه الخروج في مسيرة مضادة كتلك التي خرجت بها أولئك النساء / وذاك الأمر يؤكد أن الكثير من الحقوق سيتم سحقها من قبل النساء أنفسهن ، وإذا لم ننتبه نحن النساء اللواتي نقع خارج دائرة ذلك التيار وخارج الأحزاب إلى ذلك فالكارثة ستلحق بنا ، لأنه كما يبدو لي - وأتمنى أن أكون مخطئة – أن النساء في الأحزاب لا يتحركن إلا في الأطر التي يحددها الرجال في أحزابهن حتى على مستوى حقوق النساء في الحزب ثم المجتمع ككل .
أن ما حدث يؤكد لنا بدون أدنى شك أن نضال النساء يجب أن يستمر وأن يبدأ من ذاته خارج إطاره الحزبي من نقطة الصفر وأستدل بذلك: ( أنه وأثناء مروري من جانب أحد المساجد في العاصمة /صنعاء وتحديدا شارع الحصبة أثناء تأدية صلاة العشاء وإذا بخطيب الجامع وقد عرفت فيما بعد بأن عضو في مجلس النواب يقول في خطبته : ماذا تريد هؤلاء النسوة بالأمس قدمن دراسة عن الزنا والدعارة الموجودة في فنادق عدن ، حيث توجد 2000- 3000فتاة وأنه لأمر خطير، واليوم يطالبن بتحديد سن الزواج ب17 سنة ويرفضن ما شرعه الله في سنة نبيه بوجوب تزويج الصغيرة في سن مادون السابعة عشر-أي أقل من السابعة عشر- وصرخ في الجمع الحاضر: هل يرضيكم هذا الفسق يا معشر المسلمين ) شعرت وكأن صاعقة اقتطعت رأسي عن جسدي ، ودارت في خلجاتي أسئلة كثيرة ، هل سيعالج الزواج المبكر قضايا الزنا والدعارة وفقا لمنطق ذاك الخطيب ؟ هل سيمنع الزواج المبكر الفتيات والنساء من بيع أجسادهن في عشش السواحل والشقق المفروشة والفنادق من بيع أجسادهن ، ويحد من ظاهرة الزواج السياحي والعرفي ؟ أوليس الطلاق للزواج المبكر والسياحي والعرفي هو سبب من أسباب الزنا والدعارة ؟ عموما ليس ذلك موضوعي / وإنما هو للفت الانتباه ...فدغدغت المشاعر باسم الإسلام لدى الرجال في مجتمع تسوده الأمية ليس خطيرا كما هو تأثيره لدى النساء وهذا التأثير يبلغ من القوة مداها إذ أنه ينتقل للأجيال ، واليوم أمام النساء مرحلة صعبة من النضال والمواجهة مع بعض السلوكيات التي يمكن أن نصفها بالإجرامية خاصة وأنها تمس الحقوق مثل قضية الطفلة القتيلة " إلهام" ضحية الزواج المبكر والتي مازالت العديد من الأسر في جميع المحافظات تلجئ إليه كمخرج من شبح الفقر، وتتمسك به معتبرة أنه إذا لم يتم فهو مخالفة لشريعة الإسلامية وأن النتائج التي تحدث جراء ارتكابه للفتيات الصغيرات من وفاة ومرض وطلاق وهروب وربما انتحار وجرائم ...وغيره هي مسائل قدرية لا علاقة لها بالزواج المبكر...
أن مسألة المساواة مع الرجال تتطلب العديد من مظاهر النضال والتضحيات النسائية وكذلك الرجالية ولا أظن بأن الوضع الاجتماعي والثقافي السائد حاليا في اليمن يشجع ذلك أو يسمح به وطالما بأن ذلك أمرا مستحيلا وليس فقط شبه مستحيل ، فالا جدر بالنساء لملمة صفوفهن والدفاع عن حقوقهن حتى وأن كان ذلك أيضا من أشباه المستحيلات ، لكنه الأسلوب الأمثل للحصول على أدنى الحقوق بنضالهن وليس بقرار رئاسي أو جمهوري أو حكومي يمنح لهن كي لا يتسنى لأحد سلبه منهن مرة أخرى ، والنضال المستمر ليس هينا وبسيط ، فالنضال لا يحقق أهدافه بمجموعة هنا وجماعة هناك ولا يكون بفرقة النساء وشتاتهن ، وواقع حال النساء في هذا مؤلم للغاية ، وقد أثبت ذلك عدم اعتراف جماعة نسائية بإنسانيتها ووقوفها ضد حقوقها حاملة فكر ذكوري متسلط لا علاقة له بمبادئ الإنسانية التي أوردتها سلفا شريعتنا الإسلامية بالإنصاف والعدل والمساواة في الحقوق ، هذه الحقوق التي ينبغي ألا تتجزأ بين النساء بأنانية مفرطة ، فتسمح بالتوغل في صفوفهن وسهولة ثنيهن وفصلهن جماعات ..جماعات وبالتالي سهولة حصارهن في جزئيات ثانوية تسهل بدورها جعل النساء شماعة لكل المشاكل والمآسي الاجتماعية وغير الاجتماعية التي تحدث وربما تعتبرهن سببا للكوارث التي تحدث في البيئة والطبيعة .