الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية



امين يونس
2010 / 4 / 26

بدأتْ يوم السبت 24/4/2010 أعمال وفعاليات [ الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية ] في مدينة دياربكر [ آمد ] الذي نُظِمَ مِنْ قِبَل ( الحركة الديمقراطية الحرة للنساء ) ، بحضور نخبةٍ من النساء الكرديات من أجزاء كردستان الاربعة ومن بعض الدول الاوروبية ، إضافةَ الى العديد من الشخصيات السياسية الكردية وممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية .
قبل الكونفرنس كانت النساء الكرديات مدعوات لحضور معرضٍ تشكيلي للفنانة الكردية " نيفين كونكور رشان " تحت عنوان [ حُريتي مُخبأةٌ في هويتي ] . اللوحات الجميلة كانتْ مُعّبرة عن المعاناة المُرّكبة للمرأة الكردية تحت نَير الإضطهاد القومي من قِبَل الحكومات العنصرية من جانب وضغط العادات والتقاليد البالية في مجتمعاتنا الذكورية من جانبٍ آخر .
" نحنُ جميعاً الآن على أرضنا "
يقولُ عنها الشاعر خلدون جاويد :
" لا لأنكِ ليلى زانا ... بهيبتِها ونيافتِها ... بل لأنك إمرأة شجاعة ... أكتبُ اليكِ من أعماق الروح ... بلا عروبيةٍ ولا كردنةٍ ... لا آشورياً ولا بابلياً ... أكتبُ اليكِ معجباً بالذرى ... بالرصانة ..." . " .. كمْ هي لُغتكِ نارية ... وصوتكِ مُرعب ... حتى تؤخذينَ الى الزنزانةِ ... بسببِ كلمتين ... وأي نوعٍ من بشرٍ هؤلاء ... الذين يرتعشون كالسعفةِ أمامَ قدمكِ ؟ ... برلمانٌ بِرمتهِ يخبو كفقاعةِ الصابونِ أمامَ خُطاكِ ! " . " ... ليلى زانا يا مانديلا كردستان العظيمة ... قريباً تبتسمُ قارة ... ياإبنة كاوه الجبار ... شمسُ الصباحِ على راحتيكِ ... ومِنْ فمكِ ... يهمسُ الوردُ بأنغامِ كوران ... أنتِ مليكةُ جمال الكون ! .
هذهِ المرأة الباسلة ألقتْ كلمةً في الكونفرنس المُنعقد في صالة ( سومر بارك ) عّبرتْ فيها عن "شُكرِها وإمتنانها للنسوة الكرديات اللواتي لّبَينَ الدعوةَ للمُشاركة ، وقالتْ بأنها على يقين بأن الكونفرنس سيشكل دفعاً قوياً لنضال المرأة الكردية من أجل تحررها وإنعتاقها من ظلم المجتمع والأنظمة المُهيمنة على كردستان " . وأضافتْ " آمَد هي منزل جميع النساء الكرديات ، نحنُ جميعاً الآن على أرضنا " .
أبرز الحضور
- غولتان كشاناك : رئيسة حزب السلام والديمقراطية .
- ليلى زانا : عضو البرلمان التركي السابق ، المناضلة السياسية البارزة .
- يوكسل كينج : رئيسة مؤتمر المجتمع الديمقراطي .
- شيرين آميدي : رئيسة إتحاد نساء كردستان ، القيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني .
- البروفيسور كاجال راحماني .
- سهيلة قاضي : ابنة القاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد .
- آلا طالباني : عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني .
- فلك ناز أوجا : العضو السابق في البرلمان الاوروبي .
- أمل جلال : البرلمانية عن حزب الاتحاد الديمقراطي .
- أمينة زكري : عضو برلمان إقليم كردستان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني .
- كيستان محمد عبدالله : عضو برلمان إقليم كردستان رئيسة كتلة حركة التغيير .
- خلات أحمد : شاعرة .
- سوزان خالة شهاب : عضو برلمان إقليم كردستان عن الاتحاد الوطني الكردستاني .
- شكوف رشيد محمد : ممثلة مركز المرأة الحرة .
- روشن وردي آيتاج : من مكتب باريس – أربيل .
- أمينة أوزبك : عضو مبادرة امهات السلام .
- روناك علي حسين : رئيسة إتحاد المرأة في كركوك .
- صبرية باهماني : عن الحزب الشيوعي الايراني .
- آيسل دوغان : عضو مجموعة سلام قنديل .
- كولبهار جيجك : عضو مجموعة سلام مخيم مخمور .
- تانيا كمال درويش : عضو حزب كادحي كردستان .
- برام صالح أمير حسن : مستشار حقوقي .
- رؤساء بلديات وبرلمانيو حزب السلام والديمقراطية .
كلمات
" ملكية بيرتان " ممثلة حركة المرأة الكردية الحُرة والديمقراطية ، قالت في الكلمة الإفتتاحية للكونفرنس : ..." ان لمؤتمرنا هذا أهمية تأريخية لِما سيتيحهُ من مجالٍ للمرأة الكردية في التعبير عن آراءها وأفكارها المُختلفة وعقد نقاشات وحوارات مستفيضة حولها ، للتوصل الى أفضل الصيغ للنهوض بنضال المرأة الكردية وإنتزاعها لحقوقها وتحررها من الظلم الواقع عليها داخل المجتمع " .
" شيرين آميدي " قالت من جانبها : " ان عقد المؤتمر في دياربكر ( آمد ) له معنى كبير " ، وأضافتْ : " لو ألقينا نظرةً الى التأريخ فأن إنعقاد الكونفرنس في آمد له أهمية كبيرة . وان تجمع نساء الكرد من مناطق كردستان الاربعة المتجزئة يُثير الإرتياح ، لأن الشعب الكردي ضحى بالكثير من أجل بلوغ هذهِ المرحلة التي وصلتْ اليها الحركة التحررية الكردية " . وأشارتْ ان نساء الكرد في دياربكر ناقشنَ مواضيع مهمة مثل التعلم بلغة الام ، والعنف ضد المرأة والضغوطات التي تتعرض لها ، وسُبل تحقيق دورٍ ريادي للمرأة الكردية في المجتمع والحياة السياسية العامة " . وأوضحتْ " انها كإمرأة قادمة من كردستان الجنوبية أصبحتْ شاهدة ومُشارِكة فعالة في النقاشات التي دارتْ حول المشاكل التي تُعاني منها المرأة على الصُعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية وطُرُق تحقيق دورٍ ريادي لها في صناعة القرار ".
مَنْ كانَ يُصّدِق ؟
خاطيءٌ مَن يعتقد ان زمن الثوراتِ وّلى ، واهمٌ مَنْ يَظُن ان عصر نهوض الشعوب إنقضى ، فها هو الشعب الكردي يفيق من سُباتهِ الطويل ، وها هو ينفض الغُبار المُتراكم عن جنباتهِ ، فقبلَ خمس عشرة سنة لاغير ، كان مُجرد التكلم بالكردية ممنوعاً في تركيا ، وكان التعبير عن الذات جريمة في آمد ووان ، لم يكن ممكناً عقد لقاءٍ بسيط يضُم بضع عشرات من الكرد ، فكيفَ بمؤتمرٍ كبير تُدعى له مئات النساء الكرديات علناً من أربيل ودهوك والسليمانية وكركوك والقامشلي والحسكة وعامودا ، من كرمنشاه ومهاباد ، من الجاليات الكردية في اوروبا ؟ انه حدثٌ كبير بكل معنى الكلمة . ان مؤتمر النساء الكرديات صرخة مدوية من أجل السلام في عموم الاقليم بكل بلدانهِ تركيا ، العراق ، ايران ، سوريا ، نداءٌ في سبيل حماية الطفولة والبيئة ، هذهِ البيئة التي أهم مافيها هو " الانسان " ، وأروع ما في الانسانية هي [ المرأة ] ، صانعة الحياة ! . ليس غريباً ان يدعو المؤتمر ليكون الكونفرنس القادم شاملاً للمرأة في الشرق الاوسط كله ، فالمرأة الكردية أثبتتْ مَيلها الى التضامن والى الاممية بعيداً عن التقوقع والفردية .