المبشرون بالبنات



نورالعربي
2010 / 4 / 30

المبشرون بالبنات
ماهاج حزنك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

الحديث ذو شجون ومآسي في عالم واسع متخم بالقساة ... وأفكار متزمتة غير قابلة للنقاش أو تمحيص وخاصة مايتعلق في حياة المرأة وأحلامها وطموحاتها
فهو عالم مغلق مجرد لايحق لأحد الاقتراب منه اوسوال عنه غير المحرم أو الوكيل وهو الأب ,الأخ ,الزوج وعلى الرغم من أننا في القرن الواحد والعشرين
وكان من المفترض إن تتلاشى وتتغير المفاهيم والتقاليد والأعراف البالية التي تهدر كرامة المرأة وتحط من إنسانيتها وتعاملها مخلوق نجس لابد من اجتنابه
وإنها عار فلابد من قتلها وتدميرها ...وبقيت المرأة تعاني عبر ردحاً طويلاً من الزمن اشد أنواع الظلم والجور وإهدار للحقوق ومن اقرب الناس ومازالت
تعاني فقد تعددت طرق التعذيب واختلفت فما كان لها ذنب إلا أنها خلقت أنثى وهناك الكثير من المفاهيم المغلوطة التي التصق بسيرة المرأة والتي تحط من قدرها وينظر لها كائن غريب من فضاء أخر محمل بالخطيئة والرزايا فهي داء خبيث مدمر وهادم للقيم والمثل الذكورية وعلى الرغم هناك الكثير من الدعوات والثورات التي انطلقت من اجل مناصرة المرأة لفك قيدها وكسر دائرة الصمت التي تغرق فيها ولم تكن هذه الدعوات من النساء فقط بل كان هناك رجال أيضا طالبوا بدعم دورها ولها كامل الحقوق لوسألنا من الصق هذه التهم بالمرأة بأنها كائن يحتوي الخبث والنجاسة والعاطفة المفرطة ونقص العقل والدين ؟
وان المرأة ليست مبدعة ولا مفكرة بل أنها خلقت لتكون مجرد وعاء لاستقبال مني الذكر من اجل الإنجاب فهي ارض ميتة لاحياة فيها لولا الذكر فهي ليست محدثة ولا خيرة ولا صالحة ولا عاقلة وكيف تكون كذلك وهي (مرة ) وتعني بالفصحى (امرأة ) فمازالت قضية المرأة وتحريرها من النظام السلطوي للأب أو الأخ أو الزوج وكأنها تركة أو ارث لتتناقل عبر الأجيال الثلاثية فالبعض ينظر لقضية المرأة بأفكار مشوشة وملتوية فهي قضية غير قابلة للنقاش المرأة يعني البيت وإبداء فروض الطاعة وإلزام الصمت لاغير...وان هذه الأجيال الثلاثية لها الحق أن تفعل بها ماتشاء ... فالظلم الكبير والقاسي التي تعاني منه المرأة اليوم اشد بكثير مما تعانيه كانت بالأمس إذ كان الخلاص منها بالواد للفظ أنفاسها الأخيرة والخلاص من عارها دون ذنب سابق بل الخوف من الأتي وبموجب المتغيرات الفسيولوجية والبيولوجية التي تطرأ على مجتمعنا ألا أنها لم تمكنه من فهم الدور الحقيقي للمرأة ككائن بشري حي ينبض ويشعر وليس يأكل ويشرب فقط بإمكانه إن يبدع ويناقش ويثور ولها القدرة على قيادة البلد ..فلماذا هذه المخاوف من جانب الرجل الذي يكون نصيبه البنات فقط فيقوم بهجر زوجته أم البنات تاركا خلفه كل شي وزواج بأخرى لعلها تنجب له صبيان..فهوس الرجل بالولد هو من اجل حمل الاسم لإمداد النسل..إذا كان تغير مثل هذه المفاهيم مرتبط بالمرأة نفسها لتدرك مدى قدرتها ولا تستسلم لمسلمات ومعوقات الحياة لتحد من دورها الفعال فهي ليس نصف المجتمع فقط بل تربي وتعلم النصف الأخر...... k

نورعبدالكريم العربي /واسط