عندما يباع السمك في الماء والطير في الهواء



سحر خان
2010 / 5 / 5

عن
في الأونة الأخيرة وبسبب البطالة النسائية والرجالية،نشأت من الفراغ فكرة فتح مكاتب للنصب والإحتيال ،هذه المكاتب تدعي أنها تزاول مهنة تجارية وهي في الأساس خاوية من المنتج والموظفين والعملاء ،مجموعة من الفتيات حوالي خمسة في جدة توجهن حسب إعلان توظيفي بصحيفة مجانية ،لمؤسسة تتاجر باللحوم الطازجة المذبوحة لتوها ،حيث تقوم بأخذ الطلبية عن طريق الهاتف ويتم بعد ذلك ذبح الخروف وتوصيله للمنزل ،الفكرة نوعا ما مقبولة لدى المجتمع ،ومستهجنة من ناحية أخرى لإن هناك ناس لايثقون بهذه الطريقة لتسويق اللحوم الطازجة ،المهم
شروط الوظيفة أن لاتنال الفتاة الموظفة مرتبا إلا بعد ثلاثة شهور تجربة ،وعليها في الشهور الثلاثة بيع ستين ذبيحة ،وتأخذ نسبة 50 ريال على كل عملية بيع ،بينما تكلفة المواصلات عليهم ،ورغم كل تلك الشروط القاسية ،وافقت الفتيات على مضض على هذه الوظيفة مع إن ثلاثة منهن جامعيات ولديهن خبرات وشهادات ،المهم احدى الموظفات قبل أن تبدأ عملية البيع قررت أن تشتري من هذه اللحوم لتختبرها وحسب كلام صاحب المؤسسة أن لحومه طازجة وحسب الطلب،المهم اشترت نصف ذبيحة حري ،وجاءت الذبيحة مقطعة ومغلفة حتى باب المنزل ،وعندما جاء وقت الإختبار وطبخ اللحم ،مكث على النار ثلاث ساعات بدون أن ينضج نهائيا ،
مما أثار غضب والدة الفتاة لإنهم طلبوا ذبيحة حري لخروف صغير في السن ،والذبيحة التي جائتهم يبدو أنها لخروف كبير في السن ،
وقد عرضت الفتاة المشكلة على صاحب المؤسسة أمام صديقاتها ،مما سبب حرج لصاحب المؤسسة ووعدها بتبديل الذبيحة في أقرب وقت ،ولكنه لم يصدق في قوله بل بدلها بعد أسبوع كامل ،تمت هذه القصة أثناء فترة تدريب الفتيات على تسويق اللحوم ،وبعد الدورة أتت فترة العمل فكانت المفاجأة لكل الموظفات أن هناك شرط تعجيزي ،يقتضي بعدم بيع الموظفات لأي شخص من معارفها وأقاربها ،مما سبب صدمة كبيرة وخيبة أمل للفتيات فلمن إذن سوف تكون المبيعات ومن هم العملاء الذين سيشترون اللحوم منهن،صاحب المؤسسة الذكي جدا قرر إعطائهن أرقام خاصة به ليكتشف مهارتهن في التسويق ، والعلة الثانية أن الهواتف وخطوط النت لم تعمل إلا بعد أسبوع مماجعل الفتيات يتراجعن عن الوظيفة الوهمية ،أما الفتاة التي عرفت سر المؤسسة ولحومها الغير جيدة فقد تم الإستغناء عنها عمدا بينما تم توظيف فتايتن حاصلتين على شهادة المتوسطة ؟؟كما قد كذب عليهم صاحب المؤسسة في مسألة المواصلات فقد وعد بتوفيرها ،ولكنه وفر سيارة متهالكة لهن ليس بها تكيف ،وعندما اعترضن على ذلك قرر إعطاء كل واحدة منهن مبلغ 350 ريال بدل مواصلات ،فأي سائق يقبل بهذا المبلغ الزهيد؟؟
أما القصة الثانية فهي قصة مخيفة ومؤثرة تظهرإلى أي مدى وصل الحيل والنصب في بلاد الحرمين الشريفين ،قدمت إحدى الفتيات في جدة عن طريق النت سيرتها الذاتية لعدة شركات ،وجائها اتصال من شخص سمى نفسه أبو خالد وقال لها عندك اليوم مقابلة شخصية في المساء ووصف لها العنوان ،الفتاة طارت من الفرحة فهي تبحث عن وظيفة منذ سنوات ،المهم ذهبت للعنوان المزعوم ،وتكلفت أجرة التاكسي ،وفي النهاية وجدت المكتب في عمارة على الشارع ويقع المكتب داخل البناية ،الغريب الهدوء الذي في البناية وعدم وجود أي لوحة تشير إلى نشاط المكتب حتى أن رجلا غريبا فتح لها الباب وقال لها أدخلي ،ولاأعرف من أين أتت تلك الفتاة بالشجاعة لتدخل مكانا مجهول ليس فيه سوى حجرتين احدهما يوجد داخلها رجل وسيم سعودي هو مدير المكتب ،ويدعي أنه توجد موظفتين تسويق بالمكتب رغم إن الفتاة لم ترى سوى المدير وسائق المؤسسة ،أخبرها المدير أنه بحاجة لموظفة تسويق ميداني ،والمكتب عبارة عن مكتب وكالة دعاية وإعلان تدعى مواسم ،فكرة الوكالة عمل دعاية وإعلان للشركات التجارية عبر موقع على النت ،والمطلوب منها أن تحصل على مبلغ عشرين ألف ريال في الشهر الأول حتى يقبل تعينها ؟؟؟
فتحت الفتاة فمها ورددت أمامه عشرين ألف ريال في شهر؟؟
فضول الفتاة دفعها للسؤال عن الموقع الإلكتروني ،فسألت المدير أريد رؤية الموقع إذا سمحت ،فقال لها ببرود الموقع لم ينفذ حتى الآن وغير مفتوح ،فسأله بجرأة إذن من سيصدقني ولمن أبيع ياسيدي ،هل تريدني أن أبيع السمك في الماء والطير في الهواء ؟؟؟
عندها أخرج لها المدير فواتير لاتعرف هل هي مزورة أم حقيقية لناس مغفلين دفعوا ثلاث ألاف ثمن الإعلان الواحد ؟؟؟
فسبحان من سخر النصابين لخدمة الأغبياء ...
لقد وصل حال البطالة إلى حد مزري ،إلى وضع تستغل فيه كل فتاة بريئة تبحث عن العيش الشريف ولقمة العيش ..فلاحول ولا قوة إلا بالله ،أين وزارة العمل عن تلك المكاتب المحتالة ،وأين يمكن شكوى تلك المكاتب ،وكيف تنال فتياتنا حقوقهن إذا مانصب عليهن أحدهم ؟؟؟
مع تحيات إمرأة في خدمة الشعب
[email protected]