قسوة المرأة



بشرى العزاوي
2010 / 5 / 25

أن الواقع يتكلم ,والحقيقة واضحة كوضوح الشمس لا يمكن حجبها,وان ما نعيشه اليوم هو اشبع ما يكون بمعادلة حياتية بين الرجل والمرأة ,وان لكل بيت خصوصيات ويكمن بداخله أسرار وهذه الأسرار وطبيعة سلوكياتهم لا يتم كشفها إلا من خلال الاحتكاك بتلك العوائل ,واني تعايشت مع حالات واقعية ,من واقع مجتمعنا القاسي والمنطوي حول أفكار مقترنة بماضي متزمت بعادات سيئة للغاية سواء للرجل أو المرأة .
لقد تناولت بمقالة سابقة كيف تعاني المرأة من قسوة الرجل ,وان ما تحدثت عنه فيها هو من واقع حال لمسته من بعض المقربين ,وعند احتكاكي لبعض العوائل الأخرى اتضح لي العكس ,وهي معاناة الرجل من قسوة بعض النساء ,فرأيت من العدالة أن أتناول هذا الموضوع ,والكشف عن واقع لا تستوعبه العقول ,ولا يتقبله المنطق.
أن بعض الزوجات يفرضن سيطرتهن على أزواجهن ,وبالتالي تنعدم شخصية الرجل في البيت تماما ,والآية تنقلب نرى المرأة هي الرجل بقراراتها ,والزوج عليه السمع والطاعة في كل شي ,حتى ولو كان غير مقتنع في داخل نفسه ,لذا إن انعدام شخصيته ِتؤثر كثيراً على احترام الآخرين له, فنرى أطفاله يتمردون عليه ولا يسمعون لكلمته , أما نظرة المجتمع له ستكون مختلفة أيضا ,فنلاحظ الجميع لا يستشيروه بأمر, وإذا أرادوا شيء لا يلتجئون إليه بل لزوجته ,وحضرتها مرتاحة على الوضع, ونسيت أنها امرأة وهو الرجل .
أن الرجل عندما يكبر في السن يحتاج إلى عناية خاصة واهتمام أكثر,وهذا لم أشاهده عند بعض النساء ,فأراها تهمل زوجها ولا تهتم لوجوده وأحيانا تهجره تماما ,وتترك زوجها على يد بناتها و كناتها للاهتمام به,وتلبية متطلباته ,والبعض لا يطيق احدهما الأخر فنرى علاقتهما شبه معدومة ,حيث تزداد المشاكل والمشاحنات بينهما ,وتتحول الحياة في البيت إلى جحيم والتأثير الأكبر سيكون على أفراد العائلة الباقين ,لهذا أن الزوجة بتصرفها جنت على زوجها وأبنائها أيضا ,وان بعض الحالات تقود المسن إلى الوفاة بسبب سوء حالته النفسية وازدياد درجات الاكتئاب لديه.
إن بعض النساء يسلبن حقوق الرجل بتجريده من أملاكه تحسبا وظماناً لمستقبلها بعد وفاته ,وخاصة إذا كان لديه زوجة ثانية ,فبطريقة أو بأخرى تحول جميع أملاك زوجها بأسمها ,وبالتالي يصبح الرجل في منزله مجرد نزيل فيه ,وهذا ما يضعف مكانته داخل الاسره أو خارجها ويكون مهدد بالطرد إذا تفاقمت المشاكل بينهما .
إن غيرة المرأة تدفعها أحيانا إلى شد الخناق على زوجها ,والتحكم بما يملكه ,على سبيل المثال تمنعه من استخدام جهاز الموبايل أو استخدام الانترنت , باعتقادها أنهما يسهلان عليه خيانتها , فاذكر حالة حدثت أمامي أن امرأة أجبرت زوجها على تحطيم جهاز الموبايل, وأيضا ترك عمله وعدم الرجوع إليه, بسبب اتصال إحدى المراجعات للسؤال عن معاملتها ,فثار جنون الزوجة, وشكت بوجود علاقة بينهما ولم تصدقه, ولم تتقبل فكرة امرأة غيرها تتكلم مع زوجها, وبالتالي خضع الزوج لرغبات زوجته لأنه لا يستطيع العيش بدونها ولا يرغب بنهاية علاقتهم الزوجية بالطلاق.
أما عن حالة أخرى فان امرأة كانت تعامل زوجها بقسوة وهو كبير بالسن ,ولا تتحمل وجوده في البيت ,وهو لاحول ولا قوة له, فكانت ترغمه على الجلوس عند الباب الخارجية , ويقضي وقته هكذا , وبقي على هذا الحال لحين معرفة إخوته بذلك فهانوها وأذلوها بكلامهم ,واخذوا أخاهم الكبير معهم, ولكن كانت تذهب لإحضاره قبل يوم من موعد استلام راتب التقاعد ,بعدها ترجعه إلى إخوته ,ولم يبقى الحال كما هو , بل أجبرته على عمل وكالة لها لكي تستلم الراتب مباشرة بدون حضوره ,بهذه الوكالة قُطعت الصلة بينهما وبقي الزوج عند إخوته لحين وفاته .
إن البعض يعطي لزوجته كثير من الاحترام ,والحرية المطلقة ,و يفضلها على والدته وأخواته , ولا يقبل على نفسه إزعاجها ولا يرفض لها طلب ,وتكون فوق الجميع في كل شي ,كل ذلك نابع من محبته لها, لكن للأسف بهذا الاحترام والتقدير الزائدين عن حدهما ,سيدفع المرأة إلى التمرد و العمل بما يحلو لها ,وستفرض سيطرتها بالتدريج عليه وعلى عائلته ,شيئا فشيئا و ستنعدم بالتالي شخصية الزوج ,وستحاول دائما ترضي غرورها ,وتتلذذ بذاتها المسترجلة.
فالخطأ هنا يقع على الرجل الذي اعدم شخصيته بيده ,وهد الحبل لزوجته فهذا حال بعض النساء إذا أعطيتهم مجال أكلوك .
واني من خلال اسطر كتاباتي هذه انصح كل زوجه الرفق بزوجها ولا تحد أنيابها عليه, لان سعادة عائلتها وإنجاح الحياة الزوجية بيدها ,فان أرادت حولت بيتها إلى مصدر سعادة وراحة وطمأنينة لزوجها وأطفالها وشاءت حولته إلى جحيم .