انطلاقة منتدى معا النسائي بالناصرة



حنان منادرة
2004 / 8 / 7

هل يجب ان تعيش المرأة فقط من اجل المطبخ؟ هل يُعقل ان تتحول الى ماكينة لخدمة الآخرين، دون ان تلقى بالمقابل التقدير المعنوي، وتتاح لها فرص التقدم؟ النساء ال23 اللواتي شاركن في تدشين منتدى معاً النسائي في مقر جمعية معاً بالناصرة في 18 ايلول (سبتمبر)، كانت اجابتهن واضحة. جميعهن عبرن عن رغبتهن في الحصول على الفرص لتقوية ثقتهن الذاتية وتغيير نمط حياتهن.

مشاركة النساء في فعاليات المنتدى كانت تتويجا لجهود المشرفات على المشروع اللواتي زرن 60 امرأة، معظمهن تربطهن علاقة بجمعية معاً. فمجموعة من النساء مربوطة اجتماعيا بعمال جندتهم الجمعية لمشروع العمل المنظم في البناء.

تشرف على المنتدى سامية ناصر خطيب التي تحمل خبرة غنية في العمل النسائي في مركز البقاء بمجد الكروم. استعرضت خطيب نشاطات الجمعية المتعددة واهدافها، وقالت: "ان هدف التأسيس لمنتدى نسائي فعّال في الناصرة، هو إدخال تغيير حقيقي في حياة النساء وتحديدا ربات البيوت".

واضافت ميخال شفارتس، مديرة مكتب معاً بالناصرة: "لا يجب ان نجلس مكتوفات الايدي، علينا ان نجند اولا الطاقات الكامنة داخلنا وداخل مجتمعنا من اجل التغيير".

ولاخراج هذه الطاقات الى حيز التنفيذ وضع المنتدى برنامجا غنيا بالدورات التعليمية والمحاضرات التثقيفية. بالمقابل يهدف المنتدى على المدى البعيد الى بناء ثقافة عمالية فريدة، لا تقتصر فقط على ايجاد اماكن العمل للعمال، بل يتعداها الى متابعة التواصل مع افراد عائلاتهم من نساء واطفال، ورفع مكانة المرأة ووعيها لحقوقها في صفوف الطبقة العاملة.

برنامج المنتدى يشمل دورات اسبوعية يرافقها برنامج اثراء عام يقترح مواضيع مختلفة مثل: الصحة والتغذية السليمة، العنف ضد النساء، ورشات فنية واشغال يدوية، زيارات لمؤسسات تربوية وتعليمية، ادارة نقاش حر حول مواضيع نسائية ورحلات ترفيهية.

بدأ المنتدى النسائي انطلاقته الاولى بدورة دنيس اسعد، المستشارة في ادب الاطفال، بعنوان "الاثراء في الادب القصصي"، وتتضمن 12 لقاء اسبوعيا. تتناول الدورة قصصا واشعارا من الادبين الفلسطيني والعالمي، تعكس واقع النساء في المجتمعات المختلفة. تهدف الدورة الى تشجيع النساء على قراءة الادب، وخاصة النسائي، ومناقشة كل ما يتصل بوضع النساء في العالم، تعميق نظرتهن النقدية لما يكتبه الرجال عن النساء وتشجيعهن للتعبير عن آرائهن كتابيا وشفهيا.

اسعد التي ستمرر الدورة تحدثت عن انطباعاتها من الدورة التي ادارتها العام الماضي في مجد الكروم، فقالت: "الدورة هي بداية رحلة، تتعرف من خلالها المرأة على ذاتها. وهي فرصة مهمة لان غالبية النساء لا يتمكّن من اكتشاف قدراتهن المخزونة داخلهن وتحقيق كافة احلامهن".

ومن المتوقع مستقبلا ان يقوم المنتدى بفتح ابواب التسجيل امام الراغبات بتعلم اللغة العبرية والحاسوب بهدف اكسابهن مهارات تقنية كالطباعة، مما سيتيح لهن امكانية ايجاد اماكن عمل.

مشروع الاثراء العام انطلق هو الآخر، وخلال الاسابيع الاخيرة تم تنظيم محاضرتين: الاولى بعنوان "تشخيص الاضطرابات النفسية والتعليمية لدى الاطفال، وسبل علاجها" قدمها د. عادل يوسف، مدير مركز العلاجات الابداعية في الرينة. محاضرة اخرى بعنوان "تنظيم اقتصاد المنزل" القتها اميمة حبيب الله، مستشارة في علم الاقتصاد وحاصلة على لقب الماجستير في التدبير المنزلي من جامعة حيفا. وشجعت حبيب الله النساء بالقول ان بامكانهن العمل مقابل اجر داخل المنزل، من خلال ادارة حضانة اطفال او طباعة وظائف على الحاسوب. بهذه الطريقة تستطيع المرأة ان تتحول الى فرد فعال يساهم في اعالة العائلة".

في استطلاع للرأي اجريناه بين النساء المشاركات في المنتدى، تحدثنا مع سمية صالح (30 عاما) التي عملت في مجال الصحافة لمدة اربع سنوات قبل زواجها، وهي الآن ام لثلاثة اطفال، فقالت: "اثار اعجابي تعطش نساء المنتدى للحديث عن مواضيع اجتماعية تخصهن. لم اعتد في حياتي الاجتماعية اليومية ان افتح باب النقاش بهذا الوضوح سواء مع زوجي او صديقاتي".

عطاف ابو حريري (44 عاما) التي تعرفنا عليها من خلال ابنتها التي شاركت في فعاليات شبيبة معاً، قالت: "خروجي من البيت لتعلم كل ما هو مفيد، جعلني اشجع كل امرأة على الالتحاق بالمنتدى النسائي لتتعلم وتكتسب ثقافة نسائية، ثقافة تكسبها معرفة افضل لحقوقها لتتحرر من الظلم والاستغلال الذي تحياه كل يوم".

مارغريت دانيال (35 عاما)، ام لثلاثة اطفال وزوجة عامل حصل على مكان عمله بمساندة الجمعية، قالت: "احببت المشاركة في فعاليات المنتدى، لايماني الشديد بانه ينتظرني كل ما هو جديد ومفيد لي ولعائلتي. من خلال المحاضرات ودورة الاثراء في الادب القصصي، بدأت ادرك ان علي النظر من حولي وليس فقط داخل بيتي بموضوعية وواقعية اكثر".