ام زينب



محمد شفيق
2010 / 5 / 30

ام زينب امراءة عراقية المولد والمنشأ والمعاناة . وصورة من صور تضحيات وجهاد وابداع النساء العراقيات في مختلف مجالات الحياة . اتخذت من العمل الانساني مهنة لاتكسب من وراءه قيراطا واحدا ورسالة استطاعت من خلالها ان تكسب حب البسطاء والفقراء . اتخذت هذه السيدة على عاتقها ان تحمل هموم ومعاناة النساء من الارامل والمطلقات والايتام اضافة الى العوائل المتعففة , من اجلهم فعلت المستحيل ودخلت الى جميع الوزرات والدوائر والمؤسسات المعنية وغير المعنية . التقت بعشرات السياسين والشخصيات . طرقت ابواب جميع الاحزاب والكيانات . كسبت من وراء عملها هذا الاذى والمصاعب الجمة وبخس حقوقها من قبل بعض الاحزاب والاشخاص . لقد تم تعيينها ممثلة عن حقوق الانسان في مكاتب احدى الاحزاب , ولقد تم تخصيص مرتب شهري لها , لكن جشع مدير مكتب الفرع جعله يسلب الراتب ويضعه في جيبه , ليقول لها في نهاية كل شهر ( والله انتي اهنا مساهمة ومتطوعة ماعندج اي راتب ) وفجأة تكتشف ذلك مما جعلها ان تترك العمل في الحزب والتوجه الى مقر رئيس الحزب , لكن السيارات المضللة وفيلق الحمايات حالا دون الوصول اليه . ولشدة ايمانها برسالتها المقدسة كانت تأتي بالمواد الغذائية والمساعدات بسيارات النقل من جيبها الخاوي فهذه السيدة ينطبق عليها البيت الشعري لابو الاسود الدؤولي ( تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصيح وانت سقيم ) هذه الحالة جعلت من احدى صديقتها ان تسئلها ( ماذا تستفيدين من وراء كل هذا ) فأخذتها " ام زينب " الى احدى الساحات العامة وقامت بتوزيع الملابس على الاطفال بمناسبة قدوم العيد . فأخذن النساء تقبلها وتدعو لها . فأثر الموقف في صديقتها واخذت جانبا تبكي وفي حينها ادركت هذه عظيم ماتقوم به صديقتها من عمل انساني وخيري جعل لها شعبية واسعة حتى بادرها احد الاشخاص ذات يوم بالسؤال ( ام زينب شكيد تسلسلج ) يقصد التسلسل الانتخابي . لاتزال ام زينب مستمرة العمل الانساني وهي تجند اليوم المئات من النساء للاعمال الخيرية والانسانية آخرها حملة تقوم بها في توعية الناخبين بضرورة انتخاب من يعمل على سن قانون ( توزيع فائض الثروة ) حتى يتخلص ابناء الشعب العراقي من جميع المحن والمآسي . ان هذه السطور المتواضعة لاتسطتيع ان توفي حق " ام زينب " وجهادها وما حققته وتحققه من اجل الارامل والايتام والفقراء . " ام زينب " واخواتها اعطوني شحنات بالتفاؤل للوعي الذي وصلت اليه نسائنا التي قهرن من وطأة الدين والعشيرة سنوات كثيرة . اتمنى للمراءة ان تخذ مكانتها الحقيقة في المجتمع وان تكون هناك مرشحات يمثلن المراءة في المجلس النيابي القادم . وبوجود مثل هذه النخبة ستقوم المراءة بأستعادة دورها ومكانتها في الحياة