النساء الحوامل في اليمن حقائق مؤلمة وبيانات فاضحة



عارف علي العمري
2010 / 6 / 2

تبدوا المراءة اليمنية من اسواء نساء العالم حظاً وخاصة اولئك الحوامل الاتي يتعرضن للموت اثناء الولادة بسسب الوضع الصحي الصعب والصعب جداً فقد اوضح مؤشر المسح الديموجرافي لصحة الأسرة في اليمن أن عدد وفيات الأمهات في اليمن ( 365 ) لكل مائةألف ولادة حية , وهو رقم يجب التركيز عليه وعدم إغفاله من قبل الجميع لأنه مسؤولية عامة يجب التنبه إلى أهميتها وخطورة إغفالها ، والعمل على تفعيل العوامل التي تخفض هذا الرقم المخيف خلال السنوات الست القادمة بهدف تحقيق إستراتيجية الألفية التي وضعتها وزارة الصحة العامة والسكان لتخفيض وفيات الأمهات إلى ( 75 ) حالة لكل ( 100) ألف حالة حية بحلول العام 2015م ، إن موت ( 365) حالة لكل ( 100,000) ولادة حية أي بمعدل 2000 حالة وفاة للأمهات في العام و (7 )حالات وفاة في اليوم الواحد!! يشكل نسبة كبيرة من الوفيات بين النساء في سن الإنجاب ( 15 - 45 ) سنة ، وبمقارنتها مع الدول العربية لإقليم شرق المتوسط - مصر ، السودان .. الخ - وكذلك العالم ، يتضح أنها واحدة من أعلى المعدلات.. ففي دول إقليم شرق المتوسط : ما يقارب من ( 175)وفاة بين الأمهات لكل ( 100.000 ) ولادة حية. . أما في الدول المتقدمة: لا يزيد معدل وفيات الأمهات عن (9) حالات وفاة لكل (100.000) ولادة حية.
ووفقاً لتقرير الإحصاءات الصحية العالمية لعام 2010، الصادر عن منظمة الصحة العالمية في 10 مايو، يصل معدل الوفيات النفاسية في اليمن إلى 430 وفاة لكل 100,000 ولادة حية، وهو المعدل الأعلى في الشرق الأوسط. كما أشار التقرير إلى أن نسبة الاستفادة من الرعاية الصحية قبل الولادة (وهي النسبة المئوية للنساء الذين استفادوا من الرعاية الصحية قبل الولادة على يد موظفين صحيين مهرة لأسباب تتعلق بالحمل لمرة واحدة على الأقل خلال فترة الحمل، كنسبة مئوية من المواليد الأحياء في فترة زمنية معينة) وصلت إلى 47 بالمائة، وهي أدنى المعدلات في الشرق الأوسط.

المناطق الريفية الأكثر تضرراً
ويعتبر الإجهاض المتكرر ونزيف ما بعد الولادة، وخاصة بين الفتيات في المناطق الريفية، من بين العوامل الرئيسية وراء ارتفاع معدل الوفيات النفاسية في البلاد. وقالت نعمة ناصر الصريمي، وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد في مستشفى الثورة في صنعاء، أن "الإجهاض شائع في المناطق الريفية لاسيما في ظل زواج 52 بالمائة من الفتيات قبل سن 15 عاماً".
ويصل معدل الخصوبة بين المراهقين في اليمن (عدد الولادات لكل 1,000 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة) إلى 80، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية.
وحسب الصريمي "تموت العديد من النساء في كثير من القرى النائية - التي تنعدم فيها المرافق الصحية أو تتواجد في مناطق بعيدة جداً - داخل السيارات في طريقهن إلى مستشفيات الولادة في عواصم المحافظات. كما أن النساء في المناطق الريفية لا يحصلن على الرعاية الصحية الأساسية منذ بداية الحمل وبالتالي يبقين عرضة لعدة مضاعفات مرتبطة بالولادة".
ووفقاً لمحمد غراب، وهو طبيب آخر متخصص في أمراض النساء والتوليد في المستشفى الجمهوري بصنعاء، يمكن تفادي 70 إلى 80 بالمائة من الوفيات النفاسية من خلال رفع الوعي العام بمخاطر الولادة في المنازل
اسباب حالات الوفاة
وأوضح تقرير المسح الديمقرافي لصحة الاسرة في المين ان هناك أسباب عديدة تقف وراء ارتفاع معدل الوفيات بين نساء اليمن من ضمنها النزيف الحاد الذي يظهر أثناء الولادة وبعد الولادة ،وأيضا ارتفاع السكر وضغط الدم, بالاضافة الى النزيف الكثيف للدم , كما ارجع العديد من الاطباء ارتفاع حالات الوفاة الى خطورة الزواج المبكر قبل سن الانجاب,
ولم تكن الأسباب الطبية وحدها وراء استمرار وفيات الأمهات أثناء الحمل أو المخاض فهناك عوامل أخرى تعود بعضها إلى تدني مستوى خدمات الرعاية الصحية في بعض المستشفيات أو شحة الإمكانيات المادية المرصودة لرعاية الأم الحامل .
كما ترجع حالات الوفاة بعد النفاس ترجع إلى عوامل خطيرة منها: الإنجاب المبكر والمتأخر وتكرار الحمل والولادة بدون فاصل زمني أقلة من ثلاثة أعوام وقلة وعي المجتمع بأن المرأة الحامل معرضة لمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما،و الولادة بأيدي غير مدربة.
وبمراجعة أسباب وفيات الأمهات في اليمن يتضح أن الريف هو السبب الأول للوفاة “39%” يلي ذلك تعسر الولادة “23%” ومن ذلك يتضح لنا أهمية توافر خدمات رعاية الحمل للتعرف على حالات الحمل والخطر وإحالتها إلى المختصين وقبلها وعي الأسرة بأهمية الرعاية للحامل ومراجعة المراكز التخصصية وكذا أهمية الإشراف على الولادة من قبل أطباء أو قابلات مدربات ومؤهلات مع توافر خدمات الطوارئ التوليدية للتعامل مع الحالات الحرجة.

التثقيف الصحي كحل بديل لاهمال الحوامل من وزارة الصحة

الحمل والولادة عملية طبيعية إلا أنها لا تزال في كثير من الدول النامية رحلة محفوفة بالمخاطر حيث تموت أكثر من نصف مليون أم كل عام لأسباب تتعلق بهذا الحدث الطبيعي “الحمل والولادة” إذ تعتبر فترة الحمل أو الوضع أو خلال 42 يوماً بعد الوضع هي الفترة الأكثر خطراً.

وخلال العقد الماضي أوضحت الدلائل أن الأمومة يمكن أن تكون أكثر أماناً لجميع النساء حيث وضعت مجموعة من الاستراتيجيات وتدابير إنقاذ الحياة التي يمكن تطبيقها حتى في البيئات والمجتمعات ذات الموارد المنخفضة ومن أهما التثقيف ورفع وعي الأسرة باكتشاف علامات الخطر أثناء الحمل والولادة وطلب الخدمة ووضعت لذلك معاهدات دولية وقعت عليها جميع الحكومات في سائر أنحاء العالم وقد حققت الدول ومن بينها اليمن الكثير من التقدم في خفض وفيات الأمهات إلا أن هذه النتائج لا تزال غير مرضية ولا يزال عدد الوفيات مرتفعا بشكل غير مقبول إذ يقدر عدد وفيات الأمهات في العالم حسب الأرقام الصادرة من منظمة الصحة العالمية بحوالي 515000 امرأة تموت سنوياً لأسباب تتعلق بالأمومة وتحدث 99% من هذه الوفيات في الدول النامية.
ومن المعروف أن الحصول على خدمات رعاية الحمل يقي من وفيات ومراضات الأمهات حيث يزداد خطر تعرض الأمهات الحوامل للوفاة بما يزيد على 15 مرة بالنسبة لمن لم يحصلن على رعاية أثناء الحمل مقارنة بمن توافرت لهن هذه الرعاية ولن تحقق هذه الرعاية إلا بشرطين أساسيين هما توفر هذه الخدمات والمعرفة الكاملة بها وأهميتها وتوقيتها، وما يحقق الشرطين هو المعرفة والوعي الذي يتحقق بالتثقيف الصحي والمجتمعي بذلك.

وعموماً فإن معظم الولادات في اليمن تتم في المنزل دون إشراف من مختصين صحيين مؤهلين وتصل هذه النسبة إلى 82.2% في الريف مقارنة بـ59.5% في الحضر نتيجة للعادات والتقاليد ولكن السبب الحقيقي يكمن في تدني الوعي وضعف التثقيف بأهمية الولادة تحت إشراف كادر مؤهل ومن ناحية أخرى فإن معدل استخدام خدمات ما بعد الولادة منخفض للغاية “12.6%” حيث أن معظم السيدات لا يلجأن إلى الحصول على أية رعاية بعد الولادة وتزيد نسبة عدم المستخدمات بين الريفيات عنها في الحضر نتيجة للأسباب السابقة.

وكما هو معروف أن استخدام وسائل تنظيم الأسرة من شأنه خفض معدل وفيات الأمهات أي أنه يساعد على الوقاية من الحمل غير المخطط ومن ثم تجنب مخاطر الإجهاض كما أنه يجنب السيدات مضاعفات الحمل الخطر “أي قبل سن العشرين وبعد سن 35 سنة” وطبقاً لبعض التقديرات فإن المباعدة بين الولادات لمدة سنتين على الأقل من شأنها أن تخفض معدلات وفيات الأمهات في الدول النامية بحوالي 32% كما أن المباعدة بين الولادات من شأنها تخفيض وفيات الأطفال بنسبة لا تقل عن 10 بالمائة.
ومن هذا يتضح بشكل جلي أن التثقيف ورفع الوعي بخدمات الصحة الإنجابية لا يقل أهمية عن توفير تلك الخدمات وإذا لم تسر البرامج والاستراتيجيات الخاصة بالصحة الإنجابية في خطين أساسيين وبشكل متوازٍ لن يكتب لها النجاح وسوف تظل نسب الوفيات الأمهات مرتفعة .. وهذان الخطان هما توفير الخدمات والتثقيف ورفع الوعي المجتمعي بتلك الخدمات وأهميتها .