الموقف من حقوق المرأة



عدنان شيرخان
2010 / 6 / 8

اصاب الجمهور الملل والضجر من ترديد ذات العبارات من شخصيات عامة تظهر على الشاشات او تكتب في الصحف، وجدوى العبارات تسكن الافواه والشفاه، ولا تتعدى ذلك.
شخصيات عامة تتحدث عن حقوق المرأة، شارحين بسذاجة ان المرأة هي) الام والزوجة والاخت والابنة)، وغالبا ما تصور حقوقها وكانها (منة) تمنح من نصف المجتمع القوي الى نصفه الاضعف بعد ممانعة تأريخية امتدت لقرون طويلة.
ولا عجب ان يصدر عن جماعة المرأة (الام والاخت والزوجة) هجوم عنيف على الكوتا النسائية ووصمها بعبارات العار والذل، وكأن جميع النواب الرجال وصلوا الى البرلمان بالاصوات التي حصلوا عليها.
الظهور العشوائي لهذه الشخصيات التي اصبحت (عامة) بين ليلة وضحاها في الفضائيات والصحف هو من آثار الديمقراطية السلبية او من خطاياها، ولو كانت في العراق لجان (حقيقة ومصالحة) كما في جنوب افريقيا، لوقفت مثل هذه الشخصيات صاغرة تطلب وتستجدي الصفح والمغفرة من الشعب العراقي لماضيهم الاسود ولمساهمتهم الفاعلة في جرائم النظام السابق.
قضية حقوق المرأة لا يمكن ان تكون (موضة( سياسية واعلامية تتقدم اشهرا ثم تنزوي بعد ذلك في مكان سحيق، المجتمعات التي تريد الاستفادة من المفاصل المهمة في تأريخ الدول الديمقراطية، وتسعى للحاق بركب العلم والحضارة لا يمكنها ان تبلغ ذلك بنصف المجتمع، وتعطل النصف الاخر تحت ذرائع وحجج واهية.
وفي العراق ألزم السياسيون انفسهم بالعمل على احترام المرأة وحقوقها ومحاربة التمييز ضدها وعدم المساواة في العمل ابتداء من المناصب السياسية المهمة الى الوزارات وبقية المؤسسات.
الايمان بحقوق المرأة يقضي اعطاءها الفرصة للقيادة داخل المؤسسات التي تعمل فيها، ان يثق رأس المؤسسة بقدرات المرأة ويبادر ومن دون تردد الى تنويع قيادات مؤسسته، لا ان يحكم مؤسسة ذكورية قياداتها الفرعية من الرجال بشكل مطلق.
مرة كنت في زيارة لاحدى المؤسسات لحضور ندوة بشأن حقوق المرأة مع الناشطة السيدة هناء ادور، وكان احد معارفنا يرأس تلك المؤسسة، وهو من جماعة (المرأة الام والاخت والزوجة) وممن يصولون ويجولون في الفضائيات دفاعا عن العراق الجديد والديمقراطية وحقوق المرأة، وكان صاحبنا قد عزل لتوه احدى الموظفات من رئاسة احد الاقسام لصالح صديق له جاء لتوه من اجازة طويلة، وبشجاعتها المعهودة سألته السيدة هناء عن عدد النساء القياديات في مؤسسته، لم يكن لصاحبنا اي جواب، تسلم الرسالة وصمت، ومقدار صمته هي الفجوة بين موقفه العلني المرائي الى جانب المرأة وحقوقها وقضاياها وبين موقفه الحقيقي في مكان عمله واعتراضه على تمكين المرأة في ممارسة دورها الصحيح.
امثال صاحبنا كثيرون، مدافعون اشداء عن حقوق المرأة واعطائها فرص القيادة، ولكن في الفضائيات وعلى صفحات الصحف وبعيدا عن بيوتهم والمؤسسات التي يترأسونها ...