متى تتحرر المرأة عندنا ...كشقيقتها الأوربية ...؟



كامل السعدون
2004 / 8 / 14

الحقيقة أن المنظومة القيمية لأي مجتمع ، بما فيها من دين وتقاليد وعادات ورموز وتاريخ ، ليست بالمقدسات التي لا تقبل الشك أو الطعن أو التغيير ، أبداً …فليس من شيء غير نسبيٍ في هذا الكون ، لا موجودات مادية ولا قيم روحية ، لا بل أن حيوية القيمة هو في تداولها وعرضها ونقدها وتغييرها ، بغير ذلك فهي تتعفن وتغدو عبئا على كاهل حامليها .
كل الأيديولوجيات التي ماتت ببطيء ، كان موتها مرعباً وخلف كوارث اجتماعية ونفسية ، وكل الأديان والمثل التي لم تنسحب بمرونة وذكاء من طريق الحياة ، ورفضت التطور بذات الوقت ، ظل وجودها الهزيل عبئاً وكارثةٍ فاغرة الفاه تبتلع الأجيال تلو الأجيال .
هذا الذي يملكه العرب والمسلمين الآن ، هذه النظم القبلية ، الأوليغاركية ، الشوفينية .
هذا التاريخ الذي لم يقرأ إلا بعيون حالمة ، متواطئةٍ سلفاً .
هذا الموروث الذي لم يجرؤ أحد على إزاحة عباءة الشيخ والولي والجارية عنه ، ليتعرض للشمس والنور والهواء النقي .
هذا الذي نملك ، هو سبب تخلفنا ، لا كأمم حسب ، بل وكأفراد …!
خذ أي امرأة أو رجلٍ عربي وأقرأ تاريخه الشخصي ، مستوى ذكائه ، حجم التنوع في حياته ، مستوى وعيه الفكري والسياسي ، أنماط تفكيره ، حجم قراءاته ، مستوى شجاعته ، نمط قيمه الأخلاقية ، أسلوب أدائه السيكولوجي ، لغته في التحاور مع ذاته ومع الآخرين ، حجم ذكائه الشعوري ، كم الخيارات المتاحة له ، حجم تقلبه الذكي بين تلك الخيارات ، قوة ارتباطه بوطنه أو بالإنسانية ، ذكائه الاجتماعي ، قدرته على تربية الأبناء ، حجم انسجامه الأسري في بيته أو محيطه الاجتماعي الضيق ( قريته أو مدرسته أو معمله ) ، و…و…و…الخ .
خذ أي رجل أو امرأة عربية أو مسلمة ، وأدخله أو أدخلها ، مختبر دراسة الشخصية ، وأقرأ ما تقوله مؤشرات المقاييس المتنوعة …!
لا أشك في أنك ستصاب بالذهول ، لهذا الحجم من الخراب الكامن في أي واحدٍ منا …!
وإذا كان الفرد وهو لبنة المجتمع ، خرِبٌ بهذا القدر أو ذاك ، فكيف هو حال المجتمع ، وكيف هو حال الدولة والسلطة التي تقود هذا المجتمع .
من أين تأتى هذا الخراب الفردي والجماعي ، هذا الخراب الذي أوصلنا إلى مستوى أن نرقص مجتمعين على كوارث الآخرين ، بدلاً من أن نتعاطف معهم …!
هذا الخراب الذي وصل بنا إلى مستوى أن ننشر الذبح بالسيف ، كذبح النعاج والدجاج ، وباسم الرّب وعلى بركته …!
هذا الخراب الذي أحال شعوب بأكملها إلى قطيعٍ يهرول وراء العمائم ، ويرقص كالقردة على دق طبلة الحاكم والواعظ ، فلا يشذ من الركب إلا القلّة من الأحرار …!
هذا الذي نملك ، لم يكن يوماً خياراً ، تدخلنا ولو بالاسم في اختياره ، بل ورثناه بالكامل ككيس قمامة ، ولم بسمح لنا بفتحه على الأقل للبحث عن النافع منه ودفن الضار أو إحراقه ، لا بل صار التعرض له ولو بالهمس إلى جريمة تستحق الذبح …!
هذا الذي امتلكناه أو توهمنا أننا نمتلكه ، هو في واقع الحال من امتلكنا واستلبنا وحرمنا فرصة العيش الصحي السليم والنظيف …!
هذه الأسمال ، القمامة التي ورثناها من الأسلاف ، ، ارتبطت شعورياً بعقلنا الجمعي وشكلت الجزء الأخطر من نسيج لحمتنا الاجتماعية كما والفردية .
حسناً …لماذا لا نتغير ؟ لماذا لا نحاول أن نعيد رسم خارطتنا العقلية والشعورية بشكل جديد ؟
ببساطة …لأن التغيير الكيفي لا يمكن أن يحصل إلا بثورة كمية ، تكنولوجية ، اقتصادية هائلة ، تأتي بفكرها وفلسفتها وحاجاتها وضروراتها الملحة التي ستغدو نافذة وستفرض على الحاكم والواعظ والمتكلس عند الأجداث ، تفرض عليه أن يزحزح وجوده القميء من قارعة الطريق ، لكي تمضي القافلة .

*****

المرأة الأوربية لم تخرج إلى ساحة العمل وبهذه الكثافة التي نراها اليوم إلا بفضل ضغط الضرائب على المواطن الأوربي ، والضرائب نظامٌ جميلٌ رائع ، يشرك المواطن في المسؤولية ويرقى بوعيه الاجتماعي كما الفردي ويحرره من ( التنبلة ) ، ويؤكد مصداقية وطنيته والتزامه الإنساني …!
المرأة الأوربية لم تخرج إلى ساحة العمل ، بدعوةٍ من الكنيسة أو الكنيست أو مقر الحزب أو المحاضرة الجامعية بل بفضل التطور الصناعي والحضاري الهائل ، التنظيم الاقتصادي الجبار ، التنظيم السكاني والثقافي والتعليمي ، الذي ضغط جميعه باتجاه الزجّ بالمرأة في التحدي ، في المعركة البنائية الجماعية ، بفضل التحدي المادي الهائل الذي فرض الحاجة لكل يدّ للمساهمة في بناء الحضارة الأوربية .
وإذ خرجت المرأة إلى العمل ، خرجت بذات الآن إلى الشارع ، المقهى ، السينما ، المنتدى …ال …ال…ال…الخ .
المتغيرات الحضارية أفرخت متغيرات قيمية تناسب الحضور البهي الجميل الجديد ، لهذا الجنس الذي كان معزولاً …!
حضور المرأة أدى إلى تحرر وعيها ، تسامي وعيها ، تنامي وعيها واكتساحه لمساحات كانت سابقاً ممنوعة على التداول أو الطرح من قبل المرأة ، فأدلت بدلوها وقالت ، هذا أريده وهذا لا أريده ، هذه القيمة تناسبني ، وهذه لم تعد عملية ولا جدوى منها ولا أريد الاحتفاظ بها .
لم يعد الطفل والسرير والمطبخ كل همّها ومبعث سعادتها ، لا بل صار لجسدها وعقلها وروحها وهويتها الذاتية القيمة الأكبر والأخطر .
العلاقة الزوجية مثلاً ، كان الأوربيون كما نحن الآن ، ينظرون لها بقداسة كجزءٍ من القداسة الدينية العامة ، الآن لم تعد المرأة الأوربية مستعدة كجدتها ، للزواج من أي كان أو حتى ممن تحبه إلا بعد أن تختبر هذا الحب عبر العيش الحر مع الرجل ، لماذا …؟
لأنها لا تريد أن تبني سعادتها على أساس إشباع حاجات الجسد وحده ، أو مبادلة الجسد بالسرير والبيت والأبناء والهوية الاجتماعية ، فتلك مبادلةٌ ظالمةٌ ، بل تريد أن تبنى العلاقة على أسس أمتن وأكبر من السرير ، فإن كان السرير ما تريد ، فخذ السرير ودعنا نجرب هل يمكن أن نتقبل بعضنا بحرية ،فإن نجحنا فبها وإلا فكرامة وعيي وعقلي وإنسانيتي محفوظةٌ مصونة .
من اللطيف الذي أذكره إبان دخولي أحد المعاهد النرويجية أن أول ما صدمني ، وكان يومها عيد المرأة العالمي ، أن جاءت بضع فتياتٍ من الصف الأعلى من صفنا ، جئن إلى الصف في منتصف الدرس ، وغذ أستأذنّ من الأستاذة ، قمن بتعليق لافتةٍ على الجدار ، تقول :
( المرأة التي تتزوج من أجل رغيف الخبز ، لا تختلف كثيراً عن تلك التي تبيع جسدها في الشارع ) …!
أذكر أن التركيات والباكستانيات والعربيات اللواتي كنّ معنا ، طأطأن الرؤوس من الحياء ، أما نحن القلة من الرجال ، فبين متذمرٍ وآخر مبتسم …!
حقيقة …دفعني هذا الأمر لإعادة قراءة المحاور الرئيسية في ثقافتنا العربية ومقارنتها بالأوربية .
الأوربية تهرب من الزواج لأنه يقيد إنسانيتها ، في حين تجد حلم العربية أن تتزوج وتلبس لهذا القميء الشفاف ، وتطبخ له وتنجب العيال .
لماذا …؟
لماذا تجيز العربية لنفسها أن تكون جارية ؟ لماذا يجيز العربي لنفسه أن يكون سيد …؟
لماذا نجيز لأنفسنا أن ننجب عجزة ، مرضى نفسياً ، مفككي الأوصال ، هابطو المعنويات ، جبناء أو قتلة أو لصوص أو إرهابيون حالمون بالموت وما وراء الموت …؟
لماذا أنتفت قداسة الجسد لدى المرأة الغربية ؟
أو لماذا تغيرت قيمة الجسد لدى المرأة الغربية ، بحيث لم يعد هو ثيمة التماهي الإنساني الفردي ، بل التابع للهوية الروحية والعقلية ؟
لماذا …؟
لأن هذا هو الصحيح الذي يجب أن يصحّ ، بعد إقصاء الدين ( والتاريخ الديني والتفسير الديني وأشباح الموتى وعباءات الأجداد وأجداثهم وقبورهم وعصيهم وأدوات رجمهم ) ، من الساحة …ساحة الواقع … ساحة الحاضر ( الذي هو الحقيقة الوحيدة القائمة ، الحقيقة الفيزيقية الوحيدة التي لها لون وطعم ونكهةٌ ويمكن أن تحس وتلمس وتُحدس ) …!
لأن هذا هو الصحيح الذي يستجيب لمتطلبات الواقع الجديد القائم ، واقع أن الحياة الحضارية لا تستقيم بغير يد المرأة وعقلها وضميرها وحضورها البهي ، وحيث حضرت أحضرت معها رغباتها وطموحاتها ورؤيتها لذاتها وحجم احترامها لكينونتها ، وقالت تريدونني أقبلوا شروط حضوري ومشاركتي معكم ليس في الإنتاج المادي حسب ، بل وحصتي الشخصية التي تدخل في هذه الشركة ، وهي قيمي الخاصة وفهمي الخاص لنفسي وهويتي .
ما الجسد إلا وعاءٌ يحتضن الروح والضمير والعقل والفكر والطاقات السيكولوجية والشعورية والحسية الخلاقة ، ما هو إلا هذا الإطار ، أفيغدو الإطار أكثر قيمةٍ وقداسةٍ من محتواه…؟
من قال هذا …؟
بل … الحفاظ على الوعاء بلا لمسٍ ولا شطفٍ ، يفضي إلى تشوه وتلوث وتعفن محتواه …!!
أو نتلف الجوهر في سبيل الإطار …؟
أو نتلف أجيالاً وأجيال من البنين والبنات عبر الالتزام بصيانة وعاءٍ رخيصٍ …مخلوقٍ من تراب…؟
المرأة الأوربية لا تكذب إلا نادراً ، المرأة الأوربية لا تجيد الغزل الرخيص ، لا تقول كلمة أحبك لأول عين تنظرها ببعض الإعجاب ، وبذات الآن فإنها أن أحبت ، أحبت بمنتهى الحرارة والصدق والقوة والانسجام والعقلانية …!
لماذا …؟
لأن المرأة الأوربية لم تخف من تناول تفاحة المعرفة …!
لك تقل رب أعفني من التجربة ، لم تقل لا …يجب أن أحافظ على الوعاء سليماً وأقعد في البيت حتى يتعفن وعيي وتموت إنسانيتي وتضطرب سيكولوجيتي وبالتالي قد أنتحر أو أجن أو أتحول إلى عاهرة عبر الزواج من أول شيخٍ يملك عمارةٍ أو رصيداً كبيراً في البنك…!
تخيل …كم تسمو الروح وينهض الوعي ويتألق ، حين تتحطم أسوار الجسد أو تلغى من سلم الأولويات ، لترقى محلها الأولويات الحقة …!

******

نحن في الشرق نخنق الوعي ضمن أسوار الجسد الفولاذية … ليس وعي المرأة حسب ، بل والرجل …!
أتساءل …لماذا وعينا الجنسي مرهفٌ نحن العرب أو المسلمون عامة ..؟
لماذا أكثر حالات الاغتصاب في عالم الغرب يقوم بها مسلمون …؟
لماذا وعينا السياسي والثقافي والاقتصادي ، بل ووعينا الفردي بكينونتنا وهويتنا ، ركيكٌ ضحلٌ قياساً إلى وعينا الجنسي …؟
لماذا نحن عدوانيون ، لماذا نحارب العالم ونحارب أنفسنا وحركة التاريخ ونور الحضارة …؟
لماذا نصرّ على العيش في الماضي ، ولا نجرؤ على اقتحام المستقبل ؟
لأن أبرز ثيمة في ثقافتنا العربية والإسلامية هي الجنس والجسد ؟
لأن ديننا أكثر الأديان حسيةٍ وجنسية على مر التاريخ .
كل نصوص القرآن وأحاديث محمد أو أغلبها ، تجدها محذرة للمرأة ، موبخة لها ، مستثنيةٍ لحضورها الحياتي ، طاردةٍ ، ناهيةٍ ، من جنة الرجل و…جنة الرّب – الرجل …!
لماذا عقيدة الإسلام أكثر العقائد إنتاجا للإرهاب …للحروب ؟
لأن ديننا قائم على الانفصال …الانفصام …الاغتصاب …اغتصاب المرأة ..اغتصاب الأرض …اغتصاب من هو دوننا قوة أو عدداً … اغتصاب الآخر ,…بل وحتى أرباب الآخرين …!
لأن دين الرجل – الرّب ، لا يجيز التعدد ، ولا يجيز الاتحاد ، ولا يجيز التحاور الحبي السلمي ، ولا يجيز أن يتساوى المسلم مع غيره أو رّب المسلم مع بقية الأرباب …!
الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي ينفصل الرّب فيه عن خرافه ، بل وينتهكهم من علياءه …!
وديننا هو الوحيد الذي يعد بالعهر في الجنّة …جنة الرّب – الرجل …!
وهو الوحيد الذي يجيز اغتصاب أكثر من امرأة تحت مسمى تعدد الزوجات واقتناء الجواري ، كأي ملكية أخرى يمكن أن تباع وتشترى …!
ديننا هو الأوحد الذي يشكل الجنس أبرز ثيماته ، وهو وحده الذي جمع أكبر عدد من الرموز التي كانت تتباهى لا بروحانيتها وتسامحها ، بل في قهر المرأة واغتصاب أكبر عدد من النساء …!
المدهش أننا نظرّنا للاغتصاب ووضعنا له طقوساً وتقاليد واحتفاليات متميزة …!
نظام الزواج عندنا … نظامٌ قائم على الاغتصاب الرسمي وباحتفاليات وطبول ، توحي بعملية الاغتصاب … الغزو البدوي …!
اغتصاب الذكورة للأنوثة …!
اغتصاب الزوج وأسرته ، لأسرة الآخر …!
وهو اغتصاب ملزم ، أبدي ، يفضي إلى دفن المرأة باكرا وأحالتها إلى دجاجةٌ صامتةٌ بياضةٌ مقتولة الحس والحدس والشهية والوعي …!
إلا في ما ندر من الحالات .
لماذا …؟
لأن العملية من ألفها إلى يائها ، عملية رجولية ، شركة بائسة يتبادل الرجال بضاعتها بينهم ، وبأقل قدر من المشاركة من قبل المرأة ، لأنها لا مجال لها غالباً لأن ترفض ، لأن ما ترفضه اليوم قد لا يتكرر غداً ، وبالتالي فالموت من التعفن في بيت الزوج ، أضل من التعفن على السرير في بيت الأب …فالخيارات هي بين المرّين غالبا …!
لقد أقمنا طقوساً وثقافةٍ شاملةْ تقوم على قتل المرأة من أجل اغتصابها … بلا نحن نقتل وعي المرأة وعقلها ، لكي نغتصبها جسداً ، كما كان أسلافنا القبليين يفعلون إذ كانوا يتبادلون النساء كجواري في أيام الغزو ، وهدايا أيام السلم …!
كل حيوانات الأرض ترعى أبنائها ، وذات لحظةٍ غريزيةٍ مباركةٍ ، تنساهم أو تتركهم يعيشون تجاربهم الشخصية بأنفسهم ، إلا الإنسان والإنسان العربي والمسلم حسب ، فإنه يأبى إلا أن يظل محافظاً على هذا الذي وهبته الطبيعة له ، الأبن أو الأبنة ، فلا يتركه لذاته وحريته وحياته إلا بأن يودعه بيتُ الآخر أو الأخرى ، وغالباً ما تكون الفسحة الزمنية والمكانية بين البيتين قصيرة تمر عبر نفقٍ معتم ، لا مجال فيه لأن تتيه عن بيت الآخر لتبصر تحت نور العقل ، سبيلك الحق وخيارك الحق …!

*****

هذا الذي لدينا …تلك المنظومة الثقافية والقيمية العدوانية الإغتصابية الظالمة المشوهة العرجاء ، ليست كما أسلفنا مقدسة ولا يمكن أن تكون ، لكن لم لا يتيسر لنا تغييرها …؟
لأن التغيير يحتاج إلى جرارٍ جبار يكتسح حقول الألغام ومستنقعات العفن ويحطم السد الرهيب الذي خلقه ديننا الانفصالي وثقافتنا الانفصالية وإلاهنا المنفصل ، عن الآخر …الثقافات الأخرى …. أشقائنا في الإنسانية …!
جرارٌ كجرار البرجوازية التي اجتاحت قلاع الإقطاع … جرارٌ وقاطرة اخترقت السهوب النمساوية والسويسرية الوادعة النائمة في حضن التاريخ …بضجيجها وصخبها والتزاماتها واستحقاقاتها …!!
حين تحطمت قلاع الإقطاع وأقصي البابا إلى فاتيكانه ، خلق ضجيج القاطرة وعيه الخاص ، واحتياجاته الخاصة …!
وعيٌ جديدٌ مستفزٌّ …!
القاطرة البخارية جاءت بمفكريها ، ومفكريها فضحوا الماضي وأرث الماضي واستحقاقات الماضي التي لم تعد نافذة …!
هل بمقدور مفكرينا الأحرار أن يفعلوا مثل هذا ، في يومنا هذا ، قطعا لا .,..لأنهم سيذبحون قبل أن يجدوا صحيفةٍ يمكن أن تنشر لهم صرخاتهم التحررية …!
لا بل ولو خرجت الجموع ( وهذا مستبعد ) في تظاهراتٍ جبارة ، تطالب بالخلاص من عفن هذا المستنقع ، لما فعلت شيئاً ، بل لأبيدت … بذراع بعضها البعض ، لأن ثقافة الانفصال ، جعلت من المستحيل الاتفاق على شيء ، بين طفيليات المستنقع ورخوياته …!
أظن أن ما لا نجرؤ أو ما لا نستطيع نحن فعله ، سيفعله الآخرون …!
الآخرون من خارج إطار مستنقعنا …!
حتمية التاريخ الجديدة الحقة التي لا تقبل الجدل أو التساؤل …!
آلية الاتصال ، اتصال الأطراف ببعضها ، لإعادة اللحمة إلى البشرية ، بعد أن مزقت هذه اللحمة الأديان والخرافات والثقافات الانفصالية ، الانعزالية …!
ضرورات العولمة ، استحقاقاتها ، هي التي ستفرض التغيير ، من الداخل والخارج بذات الآن …!
قنبلة هيروشيما ، خلقت اليابان عقب تحطيمها لقلعة أبن الشمس ( إمبراطور اليابان ) ، وجرار الأمريكان حطم أسوار برلين وأقتحم موسكو ، وسيفعلها معنا وبنا …!
حتمية التاريخ نافذةٌ والتغيير قادم بلا شك ، وحرية المرأة وحقها بالحياة بكرامة ، سيتحقق بالتأكيد في قادم الأيام .
فهل تعي المرأة وتعين نفسها وتقلل فترة المخاض إلى أبعد حد …؟
هل نعي نحن الرجال ذلك ، نعي مسئوليتنا في دفع قاطرة التاريخ إذا ما تباطأت في طريقنا الشائك المظلم المتعرج …؟
أتمنى ذلك وأرجوه …!!!