لا صوت يعلو فوق صوت الشرف



نادر عبدالله صابر
2010 / 6 / 26

الشرف .. الشرف .. الشرف ... ليتني اجد تعريفا محددا لمعنى الشرف عند بني قومي !!!! هذه الكلمة لها وقع كبير في مجتمعاتنا ولا احد يملك الشجاعة ليطعن بمفهومها المرتبط بالتخلف والبلاهة والخسة !!!!!...
قبل مدة من الزمن استقبلت في مكتبي شخصا امضى عمره مغتربا في في الولايات المتحدة الأمريكية...هذا الشخص قد اشترى قطعة من الرض وجاء الي لأصمم له عليها ( أي على قطعة الأرض ) مشروعا سكنيا مؤلفا من عشرين شقة ....أخبرني هذا الشخص انه سيستثمر في هذا المشروع كل حصيلة تعب عمره وكده وعرق جبينه طوال اربعين سنة في الغربة!!!سألته ( من باب الفضول): هل افهم من كلامك بأنك لن تعود الى امريكا ؟؟؟؟
أجابني بثقة مطلقة : ابدا لن اعود فلقد بعت كل ما املك هناك من بيت واثاث وسيارة ...الخ
قلت له مشفقا : لماذا ؟أليس من الصعب على اطفالك ان تجتثهم من بيئتهم الطبيعية التي ولدوا بها ؟؟ كيف لأبنائك ان يتعايشوا مع بلادنا مجددا وهي غريبة عليهم ؟؟ كيف سيدرسون في المدارس وهم بالكاد يتكلمون اللغة العربية ؟؟؟؟
قال لي ( مقاطعا ) : على هونك يا باشمهندس , فأنك قد نسيت شيئا مهما وهو ان بنتاي قد اصبحتا في سن المراهقة وخشيت ان ينفلت مني زمام الأمور ويحصل ما لا يحمد عقباه وافقد شرفي المصون كما حصل للكثيرين من ابناء العروبة في الغربة !!!!
قلت له 0 وأنا اكتم غيظي بصعوبة ) وهل تضمن ان شرفغك لن يمسسه سوء هنا ؟؟؟
قال لي (بنرفزة واضحة ) : ان مجتمعنا هنا محافظواستطيع ان الجم بنتاي وأهذبهما بدون ان اخشى ان تشكواني للسلطات كما في امريكا !!!!
قلت له (وأنا اتأفف بشكل واضح) : لا اتفق معك بتاتا ان تخلع ابنائك_ بكل انانية _ من جذورهم وتعرضهم لهزة نفسية وعاطفية وتجعلهم يكابدون الغربة من اجل شرف موهوم يعذب مخيلتك
النتيجة الطبيعية لهذا الحوار أنني قد فقدت زبونا مليئا !!!! لا بل لقد اتهمني هذا الزبون بانني لا املك الشرف وأن فاقد الشيء لا يعطيه ها ها ها ها ( بالمناسبة لقد اتهمني غيره الكثيرون بهذه التهمة )..ه
اين الشرف يا احبتي حينما يكون الشخص يتسول لقمة عيشه ؟؟؟؟ اين الشرف الزعوم حينما لا تجد وظيفة وحينما لا تجد دواءا او غذاءا ؟؟؟ أين الشرف الذي نتغنى به ليلا نهارا ونحن نرتع في ذيل قافلة الشعوب ؟؟؟؟ اين الشرف ونحن الوحيدون في العالم الذين احترفنا الهزائم تلو الهزائم ؟؟؟
لا ادري لماذا اقتصر تعريف الشرف وتحديد مفهومه على عفة نسائنا دون رجالنا مع ان مفهوم
الشرف هو ان لا تكذب ,, ان لا تسرق .. أن لا تكون جبانا .. ان لا ......الخ

قيل : إن العلم و المال و الشرف اجتمعوا مرة , و حين أرادوا أن يفترقوا قال المال :إنني ذاهب يا أخواتي , فإذا أردتم أن تجدوني فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم , و قال العلم : أما أنا : فابحثوا عني في تلك الجامعة الكبرى , و ظل الشرف ساكتا فسأله زميلاه: لماذا لا تتكلم ؟ فقال : أما أنا ,فإنني إذا ذهبت , فلن أعود
فهل يعود شرفنا يا احبتي وخصوصا ان دولة الصين العظيمة قد وجدت لنا حل عملي وبسيط وهو باختراع غشاء بكارة اصطناعي( مكفول ومجرب ) ام اننا سنبقى مقولة الشاعر زهير ابن ابي سلمة
الا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ...... حتى يراق على جوانبه الدم