في البصرة 960 حالة عنف ضد النساء خلال سنة واحدة!



عزيز الحافظ
2010 / 6 / 26

في البدء نبارك جهد الجمعية العراقية لحقوق الانسان في البصرة أحدى منظمات المجتمع المدني والتي شكلت أول شبكة رصدية لحالات العنف الأسري ضد المرأة في البصرة والتي نفت السيدة رئيس لجنة المرأة في مجلس المحافظة أرقامها واعتبرتها تنطوي على قدر من التهويل والمبالغة!
شمل المسح الميداني للجمعية أكثر من 40 قرية ومحلة في اربعة اقضية بصرية يعني بحساب بسيط نجد 24 حالة عنفية ضد المرأة في هذه الاربعين موقعا! وقال رئيس الجمعية (( جميع الحالات مرصودة و موثقة، وتدخلت الجمعية من أجل معالجتها أو التخفيف من آثارها، من خلال تكليفها لأطباء نفسيين وباحثين اجتماعيين ومحامين للتعامل مع المشاكل الاجتماعية والنفسية والقانونية التي تواجهها النساء المعنفات"، مشددا على أن "أبرز أسباب الاضطهاد، تحكم الأعراف والعادات العشائرية وسيطرتهاعلى الوضع الاجتماعي في هذه الأقضية )) ولاننا نعرف الواقع الاجتماعي القبلي والعشائري فهناك ضعف هذا العدد الذي لم يصل للسمع والتمحيص والتسطير لاسباب تتعلق بذائقية الناس الذين عندهم من العيب ان تعرف الناس وحتى الجيران ماخلف جدرانهم حتى لو كان امتهانا للانسانية وضد المراة الكائن الرقيق المغلوبة على امره والصابرة حدا لايطيقه الصبر نفسه.
أسست الجمعية شبكة نسوية تطوعية، تتكون من 140 امرأة متطوعة يتوزعن على مختلف أقضية ونواحي البصرة، بغية تشخيص وتوثيق حالات العنف ضد المرأة"، وتم تدريب المتطوعات على أساليب الكشف عن حالات العنف، وكيفية تصنيفها وتوثيقها والتعرف على أسبابها". وهذا بحد ذاته نصر كبير للمرأة البصرية التي محيطها البيئوي لايتعامل معاها بتحضر وطبعا تحتاج هذه التطوعيات لسيارات وسواقين ومصاريف ووقود ورواتب تسد الرمق وهذا هو الجانب المشرق من الامر. ويمكن فهم الامور المالية عندما نعرف التاسيس((وتأسست الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في البصرة عام 2004، وتضم 492 عضوا من بينهم قضاة ومحامين وأطباء وأدباء وصحافيين وفنانين، وترتبط الجمعية بشبكة عين لمراقبة الانتخابات، وتعتمد في تمويل مشاريعها وبرامجها على الدعم الذي تتلقاه من الصندوق الوطني الأمريكي لدعم الديمقراطية. ))
علما بأن البصرة شهدت اعمال عنفية وصلت حد القتل مطلع عام 2005 وقوع حوادث قتل غامضة راحت ضحيتها مئات النساء وبعضهن تم التمثيل بجثثهن، لكن في عام 2008 انحسرت هذه الظاهرة إلى أدنى مستوى لها على إثر تنفيذ خطة صولة الفرسان والتي اعتقل خلالها غالبية قتلة النساء، علماً أن تلك الجرائم لا تندرج ضمن إطار جرائم الشرف أو ما يعرف بـ"غسل العار" لأن الأشخاص الذين قاموا بتنفيذها لا يمتون بصلة قرابة للضحايا.

ولكن بوعي نقول ماهو اهم اسباب ذاك الشطط الفعلي لهذ الظاهرة الممقوتة؟ السبب لو توجد دراسات وافية هي الجهل و الفقر والبطالة! وقلة الموارد وضعف ذات اليد وخاصة للمتزوجين الذين تمثل لهم العائلة جرسا طنانا يجعل الاعصاب في قمة الغضب على ضيق ذات اليد وصرخة طفل جائع وقدر للطعام مهجور وملابس الشتاء تستعمل صيفا وبالعكس! ناهيك عن انقطاع الكهرباء وشحة الماء ولو درسنا الاسباب بواقعية يمكن الركون بيسر للحلول ونمنع هذا العنف اللامبرر ونجتث هذه الظاهرة من النفوس قبل ان تجد لها منافذا للتداول الغبي في وسطنا الاجتماعي!
عزيز الحافظ