المــــــــــرأة ذلكـــم التراث



عبدالله سعيد العطار
2004 / 8 / 17

ما إنْ تُذكر المرأة في حوارٍ ما حتى تسترعي الإنتباه سلباً غالباً وإيجاباً فيما ندَرْ،حتى على مستوى ذكر بعضهم لوالدته أو لأخته لابد أنْ يُكنِّي عن ذلك

ويَضْرب له مثلاً وإلا نُظِـــرَ إليه بازدراء وتهكم وعُــدَّ رجلاً ساذجاً،إنْ لم يُعـــدْ سفيهاً، فالمرأة عورة في معظم ذهنيات المجتمع العــــربي مع


ما طرأ عليها من تعديل في منظوراته إلى حـــدٍّ مـــا،مثلاً تلك المجتمعاتالتي تغلغل فيها الإستعمـــار وانفتحت على ثقافةالآخــر،وكأننا معنيون
.

بالآخرومنتظرون فتــوحاته في عقــــولنا وعلاقاتنا في كل شيء.


نحن إمعــــات ومقلدون لايمكن أن يأتي التنويـــــر من ذاتنا ولا التغيير بأيدينا ،دائماً ننتظر ما يُملى علينا لنقوم بتطبيقه وبطريقة مُجــــارية

أو مُــدارية مُسترضيةً للآخر لاأكثر ؛ولـــذا نظل منقسمين على أنفسنا نحــــملُ أكثر من عادة ونتحــــمل أكثــــر من عـــــبء،نعاني

من انفصــامٍ وانقسام وازدواج،ونود أن نعيش في أكثر من زمن وفي أكثر من عصــــر،كلنا نحب أن تكــــون المــــرأة مسؤولة ونقـــوم

بالوصـــاية عليهـــاوبلا مسؤوليـــــة،فـــلاهي تُمـــــارس حــــريتهالإدراك مـــــاذا تكون الحــــرية المسؤولة ولا

.نحـــــنُ من خــــلال الوصــــاية عليها نــــــدرك أنَّ الحـــــريةلاتتلاءم مع الــــــوصايةوالتَّبَـــنِّي

كلنــــــا نريد امرأة عصـــــرية بمــــواصفات ذاتية وضعتها موروثاته وضيعتها تقاليده ،يريد امرأةً علــــى أحـــدث المــــواصفات

وينسى أنه يعيش في معـــــرضٍ للتُّحــفْ القديمة والمصكــــوكات التاريخيــة ؛فكــــيف لمجتمعٍ يحتكم إلى الفرقعــــات مُنقســـماً

على نفسه ،ارتجـــالاً كل ما يفعــــله يمينــــاً ويســـارًا،لاتزال المرأة في ذهنه تــــراثاً يرثه ويحجــــبهُ حفـــاظاًعليه من الغير

وليس ذلك الآخـــــر سوى وهمٍ تصـــوره له وساوســـه، ولربما كان يختلقه عذراً ويتخذه تبريراًوهو أول العارفين بعــــدم جـدواه

.شــــأنه شأن كفار مكة ومشركيها منه صلى الله عليه وسلم خوفاً على جاههم وســـــلطانهم وتجــارتهم

هــــــكذا تظل المــرأة صـــورةً مُعَلـــقةً على جدران الذاكـــــرة ؛ فهي عــورة يجب حجبهـــا،وهــــي متسع شهـوات

.وهي رفيقة الشيطان وهي الفتنة كما أنها المتعة واللهـــو

على ضوء ذلك تصـــورها الأقلام وترسمها الأوهــام،فإذا ما رَوَّجَــتْ لِمُنْتَــجٍ حشرت المرأة،وإذا ما صُــوِّرتْ أغنيةً أقحمت المرأة، وإذاما عُــقِدَ

.مؤتمرٌ صحفي كانت الفيروزة التي يعلق عليها ويمنحها بذرة أهوائه وهــواه

.تلك هي صورة المرأة في الذهنية العربية مثقفةً وأمية وهي قد تكون شريكة الرجل في التكريس لهذه الرؤية المتواطئة.......ربمــــــا

*************************************************************************************************

عبـــــــــــد الله سعيد محمـــــد العطــــار-اليمن-مـــــأربْ 16اغسطـــس2004