أيتها المرأة.....الحياة ليست رجلا



سارة ناجي الياسري
2010 / 7 / 3

يأخذنا التأمل في واقع النساء العراقيات خاصة والعربيات عامة في اهدافهن في الحياة والاستراتيجية التي يرسمنها لانفسهن تجد ان الكثير منهن اي نسبة مرتفعة جدا ترى ان الزواج هو الهدف الرئيسي في حياتها ولا يوجد شيء اضافي سوى البعض منهن من تهتم ان تحصل على شهادة جامعية وتكتفي بهذا القدر هذا ان وصلت اليه وأود الاشارة هنا الى ان هناك نسبة قليلة تشذ عن هذه القاعدة ولكنها نسبة قليلة مقارنة ببقية النساء
فالزواج والخوف من عدم الصعود في القطار او ان يفوتها القطار وما الى ذلك هو هاجس المرأة الدائم وانا لا الومها على رغبتها هذه فالغريزة وسنة الحياة توجب هذا وبالتأكيد ان المرأة كانسان تخشى الوحدة وترغب بتكوين عائلة والاسباب ليست فقط لاشباع رغبات جسدية او تأسيس عائلة والشعور بالامومة وانما الرغبة في ان تعيش الاحساس بالحب والاهتمام من قبل الرجل هذا الاحساس المفقود او المغيب في حياتها في ظل الثقافة الشرق اوسطية التي تحاصرها من كل جانب والضغوط المفروضة عليها التي تصل الى حد استعبادها
الحرمان العاطفي يدفع المرأة الى مزالق مختلفة فناهيك عن كل الاسباب المذكورة اعلاه فان الزواج يعطي للمرأة كرامة اجتماعية لا تضاهي العار الذي يلحقها من جراء كلمة عانس التي سوف تلوكها به السنة الناس ان لم تتزوج
وبسبب الحرمان والكبت وقلة الحركة الاختلاطية بالرجال او حتى الفشل في الحب قد يدفع المرأة الى التشبث باي رجل لاجل الزواج وباي طريقة حتى لو تضطر الى ان تسحق كرامتها او ان تقدم تنازلات شتى لاجل الزواج وباندفاعها لاجل تلبية رغبتها هذه التي تحسبها حسابا عاطفيا فقط فانها سوف تقع في مأزق او مأساة كبيرة لسبب بسيط هو انها لا تتبصر بعاقبة الامور فكثير من النساء ليس لديهن وعي او خبرة اجتماعية والسبب العزلة الاجتماعية المفروضة عليهن وانعدام المطالعة و الرغبة في التثقيف الذاتي
ماهو المأزق او المأسي ؟ المأزق والمأسي عديدة ومتنوعة وباشكال مختلفة والتقارير الاجتماعية والدراسات زاخرة بالنتائج التي تدفع المرأة ثمنا باهظا فيها على قرارها الذي اتخذته بناء على اليأس والاحباط والخوف من الوحدة او العار الاجتماعي لان الزواج في مجتمعاتنا هو قرار مصيري وللاستعمال مرة واحدة فنحن لسنا كالغرب نعيش في حرية عندما نتزوج او نطلق او نقيم علاقات فهناك حرية واحترام للخصوصية ونحن نفتقد كل هذه الامور لذلك الطلاق على المرأة كاللعنة التي تحل عليها وتظل تتحمل وزرها كانها جريمة اقترفتها او ترضى بحياة الذل والهوان بسبب الزواج الفاشل
الزواج الفاشل اسبابه عديدة منها عدم التوافق بين الطرفين من حيث المستوى الفكري والثقافي او انعدام الجذب او العاطفة او ان الزواج غير قائم على جدية من الطرفين وانما قائم على مصلحة او غيرها من اسس الزواج الفاشل
ايتها المرأة تسلحي بالعلم والمعرفة لان العلم قوة واجتهدي للحصول على عمل ومكانة في العمل لانها ستكون سندك ماديا واجتماعيا
ايتها المرأة في داخلك حلم جميل ان تعيشي قصة حب وان ترتبطي بالرجل الذي احببت وان تكوني اما ولكن وفق حسابات عقلانية ومعادلات تكونين بها اما رابحة او متعادلة ولست خاسرة فان تكوني وحيدة خير لك عواقب الزواج الفاشل الذي اذا استمر عانيت منه واذا لم يستمر سوف تعانين ايضا منه
ايتها المرأة لا تقدمي على الزواج الا اذا كنت واثقة بان اختيارك صائب
وبالتأكيد فان الحياة .....ليست رجلا ولا تلهثي وراء الزواج باي طريقة او باي ثمن فالحياة بها مجالات عديدة لتتطوري وتبدعي فركزي على تطوير ذاتك ووفري جهودك للارتقاء بها
ايتها المرأة ....الحياة ليست رجلا