الإعلام اللبناني المرئي والمرآة:



خالد ممدوح العزي
2010 / 7 / 6

الإعلام اللبناني المرئي والمرآة:

الإعلام اللبناني لم يستثني دور المرآة في لعب دور ريادي لها بالرغم من كل الشائعات التي تبث من هنا وهناك إلا أن المرآة انبتت جدارتها العالية في عالم الصحافة العربية عامة واللبنانية خاصة في ممارستها للمهنة في شتى أنواعها ولم يقتصر دور المرآة على تقديم البرامج التلفزيونية أو تقديم نشرة الأخبار كمذيعة وإنما تطور دورها في تقديم البرامج والحوارات والمقابلات والإنتاج والإعداد والإشراف ألأخباري والسياسي والمراسلة وفي بعض المؤسسات يلاحظ التمييز في التكليف بالمهمات (مثلاً تلفزيون المنار لا يسمح للعاملات فيه بالقيام بتغطيات ميدانية، ويبقى مجال عملهن داخل المبنى: تقديم الأخبار، تحريرها، استضافة سياسيين..) والاستثناء الوحيد كان للزميلة "فاطمة عواضة". ولقد تميزت العديد من الزميلات الإعلاميات في تقديم البرامج السياسية والمحاورة الجادة واستعمال الحضور الشخصي القوي لهنا من اجل إنجاح برامجهن السياسية أو التحاورية وهنا لبد من الإشارة إلى الزميلتان الإعلاميتان "جزيل خوري" وبرنامجها على شاشة تلفزيون العربية "بالعربي". والإعلامية السياسية المناضلة في سبيل الكلمة "مي الشدياق" والجراءة التي تميزها والي أدت بها بالنهاية إلى تقديم استقالتها الشفهية على الهواء المباشر من على منبر "قناة تلفزيون اللبنانية " LBC" ولأول مرة في الحياة المهنية والعملية الإعلامية يتم عمل كهذا، والتي لم تسبق أبدا هذه الحالة في الإعلام وتحديداً من إعلامية لما تملك من شجاعة مميزة.مما سمحت تجربة مي بتكرارها من قبل الإعلامية المميزة "شذا عمر" مقدمة برنامج "الحدث"، بتقديم استقالتها مباشرة على الهواء وعلى نفس الشاشة وكذلك لبد من الوقف إمام العديد من المحاورات الذين يحولون اكتساب ثقة المشاهد من خلال أداء العمل بتجرد بالرغم من صعوبة المهمة ومشقتها وما تحاول الإعلاميتان" سحر الخطيب" في برنامجها " الحد الفاصل" على تلفزيون المستقبل ألأخباري. و"ريما صالحي" في برنامجها الجريء في هذا الوقت الصعب "صناعة الموت " على تلفزيون العربية " وإبرازه بهذا الشكل.

لقد تقدمت المرآة في الميدان الإعلامي على الرجل في ممارسة المهنة الإعلامية وحققت الجوائز الدولية , التي أتبت المرآة جدارتها الفعلية والفعالة في مجال المراسل الجوال والميداني وفي ساحة الحروب وخاصة حرب تموز [19]2006 الذي لعبة "الصحافية المرآة " دورا مميزا في تغطيتها للأحداث الميدانية, وسقطنا شهيدات في الميدان و إثناء فترة الصراع الداخلي" الحرب الباردة" بين ("8 إذا و14 آذار" ) حتى 7 مايو2008.

النساء كانت لهن بصماتهن عليها وهن شهود ا عيان على تلك الإحداث , لقد تعددت الأسماء الإعلاميات: ومنهن ريما مكتبي مراسلة "العربية"، التي خاضت تجربة مميزة لتحلق نحو النجومية الإعلامية العالمية من خلال تطورها النوعي والانتقال هذا العام 2010 إلى محطة "السي إن إن" في برامج المراسل الجوال لتكون في عداد الوجه الإعلامية العالمية[20] نانسي السبع مراسلة "التلفزيون الجديد"، بشرى عبد الصمد وكاتيا ناصر مراسلاتا "الجزيرة"، نجوى قاسم ، العربية،ونجوميتها في برنامجه نهاية الأسبوع المقدم على شاشة العربية كل نهار جمعة ،في الثانية ظهرا، منى صليبا مراسلة "أل بي سي"، " دنيز رحمة" أل بي سي سابقا " والمصورة في مجلة الجرس ،الشهيدة ليال نجيب أبنت 23 عام , والتي قتلت على خط النار[21].

صارت هؤلاء السيدات محطّ إعجاب وتقدير العالم بأسره. وقد فاق عدد المراسلات عدد المراسلين، وأصبحن ظاهرة لا بد من تقييمها والثناء عليها، ونافسن الرجال بتحولهن إلى مراسلات حربيات، واتخذن من واقي الرصاص والخوذة بديلا للزينة المعتادة. يقدم الأستاذ في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور احمد زين الدين نظرة أكاديمية لوضع المرأة الإعلامية ويكتب: "في صورة عامة، يزداد عموماً عدد الإناث في الصحافة وتحديداً في لبنان حيث باتت نسبة الإناث إلى الذكور في كلية الإعلام مثلا تزيد عن 80 في المائة. وبما أن الصحف تلجأ أكثر فأكثر إلى خريجي الإعلام لتشغيل عناصر جديدة، فان عدد الإناث يزداد في المهنة...ولكن المؤكد حتى الآن إن الإناث رغم زيادة عددهن في المهنة، لم يصبحن في مراكز القرار ألا قليلا.. وخصوصا في المجلات غير السياسية ربما لأن المرأة لا تزال عموما بعيدة من السياسة وهذا الوضع نفسه تقريبا في أوروبا حتى الآن، على حد علمي، لا توجد نساء في رتب إدارة التحرير أو رئاسة التحرير في الجرائد... إلا ربما استثناء واحدة أو اثنتين.. لكن النساء موجودات في مراكز تحريرية عليا في أكثر من مجلة خصوصاً مجلات الأسرة. وتعاني المرآة الإعلامية اللبنانية من التمييز في التعاطي بينها وبين زميلها الرجل الذي يمارس الوظيفة ذاتها في المؤسسة، خصوصاً في ما يتعلق بالرواتب". بالرغم من ذلك فان الإعلاميات اللبنانيات أصبحن مطلوبات يشكلن واسع على الفضائيات العربية والدولية الناطقة بالعربية الموجهة إلى الجمهور والمشاهد العربي، ولا نبالغ إذا قلن بان اليوم لا تخلوا محطة فضائية إخبارية أو ترفهيه دون وجود العنصر النسائي اللبناني الذي أصبح ألمازة التي تشكل بها موائد الفضائيات العربية والعالمية الناطقة بالعربية.وهذا إلى الاستقالات الجمعية التي حدث في تلفزيون الجزيرة للإعلاميات ،والتي كانت الغالبية من هؤلاء الإعلاميات لبنانيات ذات الخبرة المميزة كصحافيات ومذيعات ومقدمات برامج .

باحث، ومختص بالاعلام السياسي اللبناني والعربي
[email protected]