الإعلام النسوي بحث عن تفاصيل المرأة في الإعلام والمجتمع



توفيق العيسى
2010 / 7 / 15

يمر المشهد من أمامك مؤلما، يزداد كلما غرقت في التفاصيل، نسوة يبكين وعويل، رائحة الفجيعة تملأ المكان وتطغى على نشرات الأخبار، هذا هو المشهد اليومي والخبر اليومي... قلب المحطات وابحث عن مشهد آخر في فوضى الإعلانات ...توقف لحظة... أعد الشريط... لنرى المشهد مرة أخرى... نعم هنا.... سجل هذا المشهد... دقق في التفاصيل، "الصورة تغيرت" قالت الباحثة الإعلامية في مركز تطوير الإعلام جامعة بير زيت" ريم عبدالحميد" " لم تعد صورة المراة والمرأة الفلسطينية خاصة هي الصورة النمطية في الإعلام وذلك ناتج عن دورها السياسي والإجتماعي، إلا ان الإعلام لم يكن منصفا تماما في تعاطيه مع المراة وقضاياها فكان لا بد من وجود إعلام نسوي متخصص منصف للدور المجتمعي الذي تضطلع به وتزامن ذلك مع وجود منظمات اهلية مهتمة بقضايا المراة ومن هنا كانت بداية الإعلام النسوي المتخصص"
وعلى الرغم من حداثة التجربة المتخصصة في فلسطين إلا أن اقبال المراة على العمل الإعلامي ليس حديثا ويعود تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي وكانت فلسطين هي السباقة في دخول المراة إلى مجال الإعلام فاول مذيعة واول مصورة فوتوغرافية في العالم العربي كانتا فلسطينيتين كما ظهر عدد من كاتبات المقال في الصحف اليومية وإن كان عدد منهن باسماء مستعارة.
وترى ريم "بان الإعلام المتخصص خلق فضاء واسعا للمراة في التعبير عن قضاياها ومشاكلها فالإعلام المتخصص يناقش مالا يناقش في الإعلام كما أنه اعلام دائم ليس موسميا أو مزاجيا فهو مرهون بخطة عمل"
المراسلة التلفزيونية والمدربة الإعلامية " أماني ابو هنطش" أضافت على ما ذكر بان الدور الذي يلعبه الإعلام النسوي في نقاش التفاصيل أضفى بعدا آخر للمضمون الإعلامي الذي عملت على تفكيكه ومعرفة جوانبه بشكل اوسع ملقيا الضوء على هذه الجوانب مما أضاف للإعلام الفلسطيني مدرسة إعلامية جديدة".
الإنتصار لقضايا المرأة والتركيز إعلاميا على هذه القضايا جهد تكاملي بين الإعلام النسوي والمؤسسات الإعلامية الأخرى وهو جهد يضاف للإعلاميات العاملات في أي مؤسسة إعلامية فتكامل الدور يتاتى عبر منهجية العمل للنساء العاملات في هذا الحقل لإعلاء صوت المراة وقضاياها المطلبية كما حدثنتا أماني ابو هنطش فكان للمدرسة الجديدة انعكاس نسبي على واقع الصحافة الفلسطينية من خلال الصحفيات اللواتي يمارسن ذات الدور للإعلام النسوي ولكن في مؤسساتهن ومثالا على ذلك أستطيع كإعلامية نقل مشاعر أم الشهيد وكل ما يعتمل في نفسها أكثر من الرجل- دون التقليل من اهمية عمل الرجال في هذا المجال- فنقلي للخبر يمتزج بمشاعر الامومة وبذلك أكون مطلة على المشهد أكثر من الرجل" أما ريم عبدالحميد فتقول "اذا اعتبرنا وجود اعلاما نسويا خطوة مهمة وضرورية إلا انها تكتمل من خلال دمج المراة في العمل الإعلامي عامة والدمج لا يقتصر على الموضوعة الإعلامية فحسب ولكن في ترأس المرأة للعمل الإعلامي وتساويها في الأجر مع الرجل وهذا لا يلغي دور الإعلام المتخصص"