السيدة ثورة تنصف الرجل



سعيد علم الدين
2010 / 7 / 22

لقد شعرت السيدة ثورة: صاحبة الضمير الحي، والعقل المتزن، والاحساس المرهف، والشعور مع الآخر، انها قد تحاملت شوي زيادة في رسائلها السابقة على الرجل، بل وظلمته قليلا.
وقد كنت قد اجبتها في مقال بعنوان "رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)" ، التالي:
"لا يا سيدة ثورة! لا تكوني مجحفة بحق رجال ذو همم عالية مستنيرين هم اكبر نصير للمرأة المظلومة، لقناعتهم بان تحرير الامة من التخلف والجهل لا يمكن ان يتحقق الا بتحرير المرأة.
ولهذا فقد كانوا روادا في دفعها الى التمرد على العادات والتحرر من التقاليد العربية البدوية والشريعة الاسلامية البالية.
ان تاريخ النهضة العربية الحديثة والمجهضة من قبل ظلام الفكر الاسلامي حافلة باسماء منيرة من رجال الفكر والأدب والشعر دعاة تحرير المرأة:
كقاسم امين، وحافظ ابراهيم، واحمد شوقي، وجبران خليل جبران والزهاوي وغيرهم الكثير جدا وهم بالعشرات ونحن بحاجة الى مقال خاص بهذا الخصوص."
وكأن السيدة ثورة التي لا تعرف الراحة إذا لم يرتح الآخرون، ولكي تشرح موقفها بصورة تفصيلية افضل فلقد وصلني منها على بريدي الاكتروني يوم الاحد 18. Juli 2010 11:26:38
رسالة تقول فيها:
"لا زلت في كل مرة اطالع فيها مقالاتك حول السيدة ثورة، غير مستوعبة لهذا الحدث الفكري الذي اضفى على حياتي سعادة كم انا بحاجة اليها في هذا الجو العربي التقليدي الكئيب، واشراقة متأخرة كنت افتقدها في حياتي، واملا ربيعيا بالنهوض بمجتمعاتنا يدا بيد نساءً ورجلا في مساواة عادلة بين الجنسين حقوقا وواجبات وقوانين عصرية حداثية تحترم حقوق الانسان بشكل عام وتقدسها وتطبق على الجميع بالتساوي.
لا زلت غير مصدقة، لأن ما كنت اؤمن به من افكار وآراء ظلت محبوسة طوال السنين في عقلي وفكري تعلن الآن عبر مقالاتك على الملأ هكذا بعفوية فجائية لم اكن اتوقعها، وحدثت على سجيتها دون تخطيط!
مؤكد انها آراء صادمة للكثيرين خصوصا كونها اتت من امرأة ليبرالية ترفض الوصاية الدينية وترفض معها العادات والتقاليد وتعتز بامتلاكها لقرارها الحر وتحلم بالمساواة والحرية والكرامة الانسانية لكل الناس.
ولكن الذي يؤسف له حقا هو ان المرأه المسلمة يقع عليها الكثير من اللوم وليس فقط الرجل، للحال الذي وصلت اليه المجتمعات العربية في هذه الايام الحالكة السواد، حيث المنطقة تتعرض لعملية غزو مركز من قبل نقاب الجزيرة وشادور ايران وبرقع طالبان في محاولة لتغيير وجهها الحضاري المشرق المتناغم الأصيل.
ومن المعروف ان عدو المرأة رقم واحد هي المرأة نفسها ومن ثم الرجل الذي يحلو له الاستبداد بها كالدمية المطيعة بحكم تربيته الاسلامية المبنية على ان الرجال قوامون على النساء.
ومن هنا فلا ابالغ القول ان الكثير من الخراب في واقعنا العربي يقع على عاتق المرأة نفسها، التي ما ان يوعز لها اب او اخ او زوج حتى تسارع مطيعة لارتداء الحجاب ومنهن النقاب والشادور دون أخذ موقف معارض لحجبها بهذه الطريقة عن دورها الرائد في المجتمع!
ان كارثة الحجاب ليس فقط كونه غطاء للرأس، بل هو سيطرة فكر متخلف كارثي وعقيم يحجب العقل ويضطهد الفكر النير السليم!
وماذا يرتجى من هكذا مجتمع يحجب العقل والفكر النير المتحضر؟ ويسأل البعض بعد كل هذا:
لماذا تصدر مجتمعاتنا العربية والاسلامية الارهاب الدموي والتخلف الى العالم!؟
نعم اسباب هذا الانحطاط الاخلاقي والحضاري لمجتمعاتنا العربية الاسلامية لا يتحمل مسؤوليتها الرجل، بل ايضا المرأة.
وما يدفعني الى تحميل المرأة مسؤولية اكبر هو موقفها السلبي العدائي من المرأة المثقفة الأنيقة الحرة المستقلة، التي تتمتع بالشخصية القوية والمبادئ الملتزمة والمواقف الثابتة، ربما لاحساسها بالنقص والدونية منها.
وما عضوات بعض البرلمانات العربية المنقبات بالسواد، الا كارثة مكرسة بحق النساء!
هؤلاء اللواتي اسميهن "بالنائبات" ذوات التفكير البقري، للتعبير على مدى درجة تخلفهم الفكري بحق النساء اولا!؟
فبدل ان يكونن في موقعهن السياسي المتقدم مثالا يحتذى بهن في الحضور والتحضر والثقة بالنفس يتحولن بين الرجال الى مثالا للتخلف والتاخر وضعف الشخصية!
لكي يصحو مجتمعنا من متاهات قشوره الكئيبة بحاجة للاستماع الى اراء مغايرة وصادمة كآرائي هذه.
فلا يحق الا الحق ولو بعد حين! ولا يصح الا الصحيح!
اعجب ايما اعجاب بمقالاتك التي اتابعها، وبشجاعتك وآرائك الحرة النيره واجاباتك الفكرية العميقة الدلالة.
يرد ببعض تعليقات القراء عبارات منتقدة في محاولة يائسة منهم للتبرير بدل مبدأ المصارحة مع الذات والذي هو اساس لاي رغبة حقيقة في الاصلاح!
ولهذا نراهم دائما يصبون جام غضبهم على الاخر وكالعادة الغرب بدل معالجة امراضهم الاجتماعية واصلاح اخطائهم الدينية المتراكمة عبر مئات السنوات.
ووصلتني هذه الرسالة يوم الاثنين 19. Juli 2010 19:24:04
أتابع مقالاتك المميزة ورائع حقا ما تقدم عليه وتعرضه وتطرحه وتناقشه!
ان ما يسمى القرآن هو اساس البلاء والخراب كله بنظرته الاحتقارية للمرأة. الذي كان وسيظل غارقا حتى الثمالة في الجنس الرخيص وليس حتى في جسد الانسان الثمين، وفي الشهوة واللذة والحسية المقززة، وليس تقديم القيم الأخلاقية والسلوكيات والضوابط المجتمعية الحضرية، التي تؤسس لمجتمع سليم البنية معافى متطور متحضر النظرة والسلوك في تعاون مثمر بين المرأة والرجل.
لازال شعور الآمتنان يملئني لطرحك لموضوع المرأة وعلاقته بإسلام محمد. التي تساهم المرأة نفسها بتعميقه وتكثيفه ونشره من خلال الانقياد والانصياع لهذا الدين المتخلف بحق نفسها هي!
والعتب كل العتب يقع عليها ايضا مثلما يقع على الرجل!
والمهمة عليها مضاعفة حيث يجب عليها ان تأخذ موقف حازم.
عليها لكي تتحرر ان ترفض وبشدة هذه القوانين الجائرة بحقها التي يفرضها الرجال والنساء على المنقبات بالسواد عقلا وفكرا وروحا!
انت وانا وكل المستنيرات والمستنيرين القلة، محظوظين جدا كوننا نمتلك هذه القوة الفكرية والثبات على المبدأ بمجتمع الظلام الكاسح!