لأنها أمرآة فوق النجوم !!!لأنها الست فيروز ...



خالد ممدوح العزي
2010 / 7 / 31

لأنها أمرآة فوق النجوم !!!
لأنها الست فيروز ...
عفوا فيروزا ومعذرة، أجراس الحق من الضروري أن تقرع بوجه الظلم، لا يفهمون ماذا يفعلون ورثت عاصي الرحباني، يحاولون اقتسام التراث الوطني،ضنا منهم بأنهم يجنون الأرباح،تركة أبيهم المنسية،حاول أن يجنوا أموال لكنهم فشلوا ضنوا أنهم الورثة ليس فقط بالهوية وانم في العمل والصيت لقد نسوا ،بان في لبن كل شيئا يتم يورث،لكن العبقرية لا يتم السيطرة عليها "قرصنتها "من قبل الورثة أو من خلال الوصية التي تم التنازل عن كل أعماله للمفنية فيروز وليس للعباقرة للصنفرة الصغار .
لقد رفعوا الشكاوى ضدها... "اغفر لهم يا أبتا لا نهم لا يعرفون ماذا يفعلون"، المال أعمى مصيرهم وبصيرتهم والحقد أيضا، يقاضون سفيرة لبنان فوق النجوم،ذهبوا إلى المحاكم ليبث القضاء اللبناني بهذه الدعوة العائلية،محاولين استغلال علاقاتهم الشخصية بالإعلام والإعلاميين من اجل التشويش الدعائي عليها هذه الدعوة المرفوعة منذ العام 2008 ، فهل سأل منصور بهذا الموضوع ،ولو كان حي ماذا قال للورثة ، الذين يتاجرون بإعمال العائلة والاستفادة المالية من هذا الميراث الوطني،وهم يحاولوا الفصل في قضية أصبحت في الأصل قضية رأي عام. لم تعد هذه القضية ملك عائلة الرحباني من خلال "الراحلان منصور وعاصي "،وهي ولا تخص السيدة هدى حداد أو أولادها، لان قضية فيروز هي قضية وطنية قومية،تخص الشعب اللبناني والعربي وحتى العالمي،ليس مسموحا أبدا المتاجرة بالتراث القومي والوطني التي يتعدى الأشخاص في عالمنا العربي،وحتى العالمي . فيروز هي ملك الشعب اللبناني الذي أحب صوتها،واستمع لها ردد أغنيتها المختلفة، هذا الجمهور الذي حفظ أغنيتها غيبا كما تقرءا صور القران الكريم ، وترتل آيات الإنجيل، لقد تباهى الشعب اللبناني بأغاني وأعمال الرحبانية أمام العالم العربي. فالرحبانية الذين صنعوا المعجزة من خلال المدرسة الرحبانية التي استمرت طوال حياتهم والتي جسدتها وخلدتها إلى يومنا هذا،الشريكة الفعلية في نجاح هذه المدرسة وبقاء هذه الأسطورة، لان الشريكة كانت المعجزة الحقيقية في أساس المدرسة الرحبانية، لعبت السيدة فيروز دورا رياديا وبناءا في استمرار ونجاح المدرسة الرحبانية التي عملة فيها بجانب الأخوين الراحلان، لان فيروز التي لعبت هذه الأدوار طوال الفترة السابقة نتيجة قدرتها الشخصية،ومحبة جمهورها الشخصي بالدرجة الأولى ،هذا الجمهور الذي أعطاها القدرة الوطنية في الوقوف بصلبة على كل خشابات المسرح،دون الخروج عن الشخصية التي أحبها هذا الجمهور،لان الخروج عن المألوف يركب الفنان والجمهور .فيروز الذي غنت لكل العواصم العربية ولكل شعوبها،هي التي غنت إلى فلسطين،والقدس،وبغداد،هي التي ردد أغنياتها لبنان وشعبه بكل فائته وطوائفه . لقد عرفها العالم كله لقد أسميت طفلتي الوحيدة لينا لمحبتي لاغاني فيروز وأغنيتها الجميلة "لينا يا لينا "ابري وخيطك عيرينا" ...الخ وأحبت ابني أيضا فيروز ورددت أغنيها بعربيتها المكسرة واضعة موسيقى فيروز على هاتفها اليدوي ،مرددة أغنيتها المفضلة "ستستي كحلون ستي ياستي"،والتي اصبح لقبها في البيت كحلون، من كثرة حبي للست فيروز،وأغنيها العديدة، أحبها الأجانب الذين عاشوا معي أثناء الدراسة، ليكتب صديقي المستعرب"ايغر بتروفسكي" "دبلومه ألتخرجي رسالة الماجستير عن فيروز وأغانيها،وتأثيرها على الجمهور العربي .
السيدة فيروز كانت ومازالت فوق الخلاف الأهلي الذي وقع في لبنان وأعلى من انقساماته الأفقية والعمودية على مدى كل الأزمات التي عصفت بلبنان وشعبه.
في ظل الحرب الأهلية وحروب المتاريس التي قسمت العاصمة بين شرقية وغربية،كان الجامع الوحيد لبناء الوطن المنقسمين كان صوت فيروز الوحيد الذي يعلو أنغامها من خلف متاريس المتحاربين والمقاتلين،كأنها الوطن نفسه، فيروز كانت الجامع بين شطري العاصمة، وشعب لبنان المنقسم، كانت فيروز الرابط والجامع لكل القوى التي تختلف على كل شيء في هذا الوطن الجريح،إلا على صوت فيروز، فأصبحت فيروز هي الوطن والجامع بين كل طوائفه وفئاته.
لقد أنشدت فيروز،أجمل أغنية وأهدتها إلى لبنان الجريح وشعبه المحتل، في أصعب الأيام التي ترك لبنان فيها وحيدا عندما احتلته إسرائيل عام 1982 ،وحدها فيروز من بين كل المغنيين والفنانين التي غنت إلى لبنان بالوقت الذي كان لبنان بحاجة إلى قشة صغيرة يستند عليها هذا الوطن المأسور،فكانت صرختها في عام 1983-1984، والتي صنعت ارتجاج أجابي في أذهان كل لبناني وجنوبي "كلهم باعوك يا جنوب ،قلعة بحر صور وصخرة جبل عامل"،هي التي وقفت بعكس التيار الذي كان سائدا آنذاك،لم تكن تبحث فيروز من خلال أغنيتها،على مال يضاف إلى حسابها الخاص،هي التي غنة لبيروت،بيروت الحريري عندما وقف العالم كله ضدها،لأنها وقفت في وسط ساحتها لتغني للبنان،لبنان الحضارة،لبنان التعيش ،لبنان الواقف بوجه آلة الحرب الأهلية والرافضة لكل أشكاله وأنواعه،رافعة شعار العيش المشترك عندها اتهمت بقبض الأموال من الراحل الشهيد رفيق الحريري...اذكر فيروز جدا عندما تمت استضافتها في فرنسا ،وحاول الإعلام الفرنسي أجرى مقابلة مباشرة معها فحاولت المذيعة محاورتها بالغة الفرنسية التي تجيدها السيدة فيروز باللغة الفرنسية، والتي رفضت التحدث والإجابة باللغة العربية،لان فيروز عربية ووطنية وقومية وهي مغنية عربية واحترامها تكون بلغتها العربية ... فالوقوف مع فيروز هو مع تراث قومي ووطني ،وليس شخصي من اجل الانتفاع المادي الشخصي لعائلة عاصي الرحباني ،بعد فشلهم الفني والسياسي تقدموا بهذه الشكوى إلى القضاء اللبناني من اجل حل خلاف الميراث العائلي.
إذا أين الدولة اللبنانية، أين وزارة الثقافة أين المثقفين والمبدعين، أين الكتاب أين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب من هذه القضية، من اجل وضع حد لهذه المهزلة التي يقوم بها الأبناء، من الجل المحا فضة على التراث القومي والوطني والشعبي... ننشد فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان اخذ هذه المهمة على عاتقه الشخصي لان هو الأمين على تطبيق الدستور والحفاظ عليه وكذلك هو الأمين على التراث الشعبي والوطني والحفاظ عليه. ليقف الإعلام اللبناني وقفت الرجل الواحد في الدفاع عن هذه القضية الأساسية التي تخص شعب بكامله،فعليه أن يتوحد حول هذا الموضع مبتعدا عن المناكفات السياسية ويعود إلى دوره الطبيعي في ممارسة هذه المهنة بموضوعية ، لتبدءا منظمات المجتمع المدني أوسع واكبر حملة للدفاع عن التراث الوطني والقومي من خلال قضية السيدة فيروز،ليسمع صوت فيروز عاليا في كل ألإذاعات المحلية اللبنانية،والتلفزيونات المحلية،الكل مدعوين لقيادة الحملة في الدفاع عن التراث الوطني ،لنسمع كل أغاني الست فيروز من أعلى المنابر العالية ،وعلى وزارة الثقافة تخصيص ليوم سنوي لفيروز والرحابنة،وان تعرض كل أعمال فيروز والرحابنة في إعادة إحياء الإعمال المسرحية الكاملة، من خلال فرق خاصة لتعرضها على كل المسارح اللبنانية المركزية والفرعية المتنقلة لتمتد إلى كل الدول العربية ليشاهدها كل محبي الست فيروز،لتمتد حملة التضامن مع في فيروز في كافة الدول العربية والعالمية لان فيروز أصبحت ليس ملك لبنان وحده وإنما ملك العالم كله ...على الشعب اللبناني أن يقف مع فيروز لأنها وقفت هي معه في اشد أزماته، الست فيروز هي ملك الشعب ملك محبيها وهي اكبر من أتقاس بتقسيم محكمة مالية وارث عائلي .
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي، مختص في الإعلام السياسية والدعاية .
[email protected]