ضرب النساء جريمة تريد قصاصا



دينا قدري
2010 / 8 / 15

لزم أن ننوه في زمن - عمي فيه البصر والبصيرة - إلى أن خلق الإنسان على جنسين : ذكر وأنثى لهما سيكولوجية واحدة أي خصائص نفسية وذهنية وعقلية واحدة تتحكم في السلوك والنضج السيكولوجي...أما الجانب الفسيولوجي فالمعروف أنه جانب الاختلاف بين الذكر والانثى والذي يخدم بطبيعته مهمة الذكر والأنثى في إعمار الحياة..... والتي من أجلها خلق الإنسان على جنسين متباينين ...
فقضية ضرب الذكر للأنثى قائمة على الأستقواء بالجاتب الفسيولوجي المتميز عضليا بالنسبة للذكر -الذي لاناقة له فيه ولاجمل – ولا شرفا يستطيع أن يدعيه والتي لم تكن ضمن ما خلقه الله من أجله على هذه الصورة ....بل على العكس تماما فخلق الذكر قويا لحماية الأنثى والذود عنها ضد أي إعتداء سواء من الكائنات باختلاف أنواعها أو الطبيعة بشرورها
وهذه هي الصورة السوية لهذا التمايز التي تشبع رغبة الذكر بحماية أنثاه وتشعره بالرضا عن هذه القوة وأيضا تشبع الأحساس الأنثوي بالحاجة الى الحماية والطمأنينة في ظل ذكرها......فهذا التمايز مصدر سعادة لكل منهما ....
أما ما نراه من صور الأعتداء البشعة من كثير –وأصر على استخدام لفظ الكثير –من الذكور على الإناث وخصوصا في المجتمعات الشرقية وتشهد بها المحاضر المحررة في أقسام الشرطة والدعاوى القضائية في محاكم الأسرة أو الدعاوى المدنية الأخرى...فتلك هي الصورة المعبرة عن خطأواضح وبين في التربية الثقافية والدينية لمجتمعات استراح فيها الضمير الذكوري لكافة التفاسير والنصوص المبهمة والتي تقدم له الف مبرر للإعتداء على الجنس الأضعف سواء النساء أو الأطفال .... بل جعلت الضرب والايذاء رخصة شرعية تحميه أمام من تسول له نفسه –أفرادا أو هيئات – بمحاسبته...
لانبالغ إذ نقول أن من يقترف هذا الجرم (ضرب الأضعف ) هو شخصية سيكوباتية سادية يرى في ايذاء اللأخرين لذة الانتصار لكل ما بعتري نفسه الضعيفة من نقص وحرمان واسقاط نفسي لكل صور القهر التي يتعرض لها ....
ونعرض لأهم أسباب انتشار ظاهرة ضرب النساء..... تلك الثقافة الديتية القائمة على تناول النص الديني تناولا سطحيا أوبعيدا عن روح الحق والعدل التي هي من صميم الدعوة الدينية ولن نسهب في ذلك لأسباب :
أولا : الأصل في الدين وأحكام الشريعة هي إقامة حياة البشر على أساس من الواجبات والحقوق التي تكفل مجتمعا مترابطا تسوده المحبة والسلام ...وكل ما يتعارض مع هذا سيكون وراءة عيوب وسقطات بشرية في الفهم أو التعبير سواء كانت هذه السقطات ناتجة عن حسن النية (كالجهل مثلا ) أو لسوء النية (كالانتفاع والارتزاق واحكام السطوة والسيطرة ......الخ ) .
ثانيا : نحن في حاجة حقيقية لتبرير وتوضبح ( قائم على ما أسلفنا في أولا) ما يبدو متناقضا لبعض النصوص الشرعية وخصوصا الأحاديث النبوية ... فمن أراد أن يثبت أن الضرب مسموح به للرجل لتأديب زوجته فلديه في التفاسير للايات القرآنية الكثير من الشواهد ، ومن الاحاديث النبوية له ضالته المنشودة أيضا كما وكيفا.....ومن أراد أن يثبت العكس فله أيضا تفاسير قرآنية تخدم هدفه في كلام المتقدمين والمتأخرين أما من الأحاديث فحدث ولا حرج....
وسنعرض لاحقا نموذجا على ما ذكرنا ....
ثالثا : لايختلف اثنان على أن الضرب للراشد أو الراشدة منهج لاتقره مبادئ الرحمة والعدل والإنسانية فهو أهانة بكل المقاييس ....وخصوصا أن منفذ العقوبة له نفس الدرجة من التعرض للصواب والخطأ كما لايؤمن ضميره وخلقه وهو طرف في محل النزاع الذي يستوجب العقاب .. فكيف بالله يكون الخصم قاضيا وجلادا في نفس الوقت ؟؟؟!! لقد ضربنا المنطق والعقل والضمير في مقتل بهذه الرخصة المشينة...
ونأتي الى آيات الضرب- بيت القصيد- نتناول واحدة منها :
يقول الله تعالى : ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) سورة النساء /34 . قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: " قوله تعالى (واضربوهن) أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ، ثم بالهجران، فإن لم ينجعا فالضرب، فإنه هو الذي يصلحها ويحملها على توفية حقه ، والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح .... "، وليس المقصود بالضرب إلحاق الأذى بالزوجة كأن يكسر أسنانها أو يشوه وجهها ، وإنما المقصود بالضرب هو إصلاح حال المرأة....
****ولكن هناك تفسير أخر مخالف للسابق ، جاء في كتاب أحكام القرآن لابن العربي –الفقيه المالكي- (قال عطاء –من فقهاء التابعين-: لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تطعه , ولكن يغضب عليها. وروى ابن نافع عن مالك عن يحيى بن سعيد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استؤذن في ضرب النساء , فقال : اضربوا , ولن يضرب خياركم" . فأباح وندب إلى الترك . وإن في الهجر لغاية الأدب .
وعند الطبراني قال: فخيار الناس لا يضربون نساءهم، بل يعاملونهن باللطف والرقة وحسن الخلق. وخير مثال لذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال:" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي "
*****وما تقدم من تأوبل النص القرآني والحديث قليل من كثير لنفس الآية..... ولن اتطرق الى فقهائنا الجهابذة الذين انفقوا وقتا وكتبا ومدادا في تفسير الضرب غير المبرح هل هو اللكز أو الضرب بالسواك وعدد الضربات هل هي خمسة أم سبعة أم عشرة وكيف انها ليست موجعة لأنها بالسواك فلن تكون أهانة أو كما يقول الدكتور مراد هوفمان -مفكر إسلامي غربي : " فليس المقصود بالضرب البطش باليد أو بالسوط أو بأية آلة، إلا إذا كانت تلك الآلة لا تحدث أي جرح أو تسيل دماً، فيكون رمزاً للتأنيب والتأديب، كأن يضرب الزوجُ الزوجَ الناشزة بمنشفة أو مروحة من الورق ونحو ذلك "؛ فأنا أراها أشياء مضحكة لا تتناسب وجدية الموضوع ....
***يا سادة..... أحد خطباء الجمعة في قطر ذاع صيته بعد خطبته الشهيرة عن "اعجاز" القرآن في الآية السالفة ( النساء) وشرح سبب الاعجاز : أن الإسلام سبق علم النفس في معرفة أنواع النساء فجميعهن واحدة من ثلاثة :
إما اعتادت أن تضرب صغيرة لحملها على تلبية الأمر الموجه اليها وبالتالي فهي لن تنفذ أوامر زوجها الا بالضرب...
وإما امرأة متعالية على زوجها لاتسمع له كلاما فليس لها الا العصا.....
والثالثة امرأة بها انحراف لاتهدأ إلا إذا ضربها زوجها وتسعد بذلك ....(الخطيب يشير إلى الماسوكية في الجنس )
وهاكم الرابط يا من تحملون عقولا في أدمغتكم....
www.youtube.com/watch?v=EWDH353YR0c
الخلاصة : من العار أن يقف القانون حاميا لمثل هؤلاء المرضى......
من العار أن لاتهب منظمات حقوق الإنسان مطالبة بوضع عقوبات مشددة على اللأراذل من الرجال الذين يبطشون بأمهاتهم وزوجاتهم واخواتهم وبناتهم ....
من العار أن نسمح لأشباه المتعلمين العبث بعقول الضعفاء في المدرسة أو دار العبادة أو الإعلام بتمرير أنواع من مثل هذه الخزعبلات فهؤلاء معول هدم لايقل خطرا عن أي فيروس قاتل....
لابد من تنظيم حملات موجهة تدعو إلى تصحيح المفاهيم الدينية بهذا الشأن حملات لاتهدأحتى تحقق هدفها وتجبر الضمير الإنساني على احترام أدمية المرأة .....
أخيرا أريد من يجيبني على سؤالي : ومن يضرب الرجل إذا أخطأ ليقومه ويصلح أعوجاجه ؟؟ أم أنه لا يخطئ ؟؟؟