المرأة العربية ضحية الجهل و الامية



سيدي مشنان
2004 / 8 / 28

تصل نسبة الامية و الجهل في الدول العربية الى نسبة مرتفعة جدا مما يستدعي تدخل فوري و قوي لمحاربة هذه الظاهرة الطبيعية في البلدان العربية و بالاخص الفقيرة منها .المراة في هذه البلدان لها النصيب الاكبر من هذه الطاهرة ففي بعض هذه البلدان تصل نسبة الامية و الجهل الي 80 في المئة شي مخجل فعلا فهذه النسبة لا يتقبلها العقل و لا الفكر لاننا في القرن الواحد و العشرين ولازلنا لم ننحر نسائنا من الجهل و الامية المنتشرة في البلدان العربية و بكثرة مما يستدعي تدخل عاجل من الحكومات والقوى النسائية و المدافعين عن حقوق المراة وجمعيات حقوق الانسان العالمية و العربية من اجل محاربة الامية و الجهل و الفقر المنتشرة في البلدان العربية من المحيط الى الخليج كما أظهر تقرير صادر عن الامانة العامة لجامعة الدول العربية وبالتعاون مع صندوق النقد العربي ومنظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط، أن الدول العربية لا يزال معدل الامية فيها هو الاعلى بين الاقاليم الرئيسية في العالم، بمعدل يبلغ نحو 25 في المئة
وأشار التقرير الى ان بعض التقاليد الموروثة والظروف الاقتصادية الصعبة في المجتمعات الفقيرة تلعب دوراً يحول دون الإزالة الكاملة للامية. ولاحظ التقرير أن عدد الاميين زاد نتيجة ارتفاع معدلات التسرب من المدارس اضافة الى عوامل أخرى. وقدر أن اكثر من نصف الاناث في العام 1999 في سن الـ15 عاماً وما فوق في 6 دول عربية هنّ من الاميات مع وجود أعلى المعدلات في اليمن بنسبة 71 في المئة, وبلغت هذه النسبة في موريتانيا نحو 69 في المئة وفي المغرب 65 في المئة وفي مصر 58 في المئة وفي السودان والعراق بنسبة 55 في المئة
وقدر التقرير عدد الاميين الكلي بنحو 68 مليون شخص, أكثريتهم من الإناث (49.4 في المئة). وتتركز أعلى معدلات الامية في الدول العربية في خمس دول من الأكثر سكاناً هي مصر والسودان والجزائر والمغرب واليمن ويبلغ عدد الاميين فيها نحو 48 مليوناً يمثلون نحو 71 في المئة من مجموع الاميين في الوطن العربي. وتتفاوت معدلات الامية في الدول العربية إذ تتراوح بين 13 في المئة في البحرين والكويت و62 في المئة في موريتانيا وتتجاوز 50 في المئة في اليمن والمغرب. ويذكر أن المعدل العربي العام للامية بلغ عام 1998 نحو 38 في المئة
ماهي التدابير التي تقوم بها الدول من اجل القضاء على الامية و الجهل
الى متى تبقى الدول العربية واقفة امام ما يحدث و هل تقبل بهذا
و اين هو دور الجمعيات الحقوقية العربية
في إطار عملية تهميش المرأة في حياة المجتمع وفي المدرسة، ويتم ذلك احيانا باسم الدين و احيانا اخرى باسم العادات و التقاليد
وفي كثير من الأحيان يعارض الرجل خروج المرأة العربية من حالة الأمية الى آفاق معرفية تهدد توازنات قديمة اعتادوا عليها داخل العائلة والمجتمع المحلي. إن تحرير المرأة في العالم العربي يمر حُكماً بممر إخراج المرأة من أميتها الى رحاب المعرفة والفعل الاجتماعي. وإذا تطورنا في التحليل نجد أن قضية محو امية المراة العربية شرط اساسي في اطلاق العملية التنموية
بكافة أبعادها ونقلها من حيز النهوض الاقتصادي الى حالة من النهوض الاجتماعي والسياسي وبناء الديمقراطية. إن محو أمية المرأة هو كذلك إطلاق لمسيرة الديمقراطية في المجتمع كونها ركناً اساسياً في الصيرورة التي يجب أن تواكب المجتمع في مسيرة تحرره بشكل عام
لذلك فإن مكافحة الأمية في العالم العربي اليوم ليست شرطاً أساسياً من أجل تنمية سليمة فقط، بل هي شرط أساس لبناء مجتمع ديمقراطي سليم يمكّن أكثر من نصف المجتمع من اكتساب المعارف اللغوية والعلمية الحديثة. لأن الشراكة في بناء الديمقراطية هي اللبنة الأولى في بناء الصرح الديمقراطي الذي يحلم به المجتمع العربي