الإرهاب والعنصرية ضد المرأة



مهند احمد محسن
2010 / 8 / 22

إن انتهاكات حقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص بازدياد مستمر في مجتمعاتنا التي نعيشها بشكل مباشر أو غير مباشر وعن قصد أو عن غير قصد , فكلما ازداد الجهل بتلك الحقوق ازداد انتهاكها من قبل الآخرين , فالحقوق والحريات الأساسية التي تتيح لنا أن نطور وان نستخدم صفاتنا البشرية و ذكائنا ومواهبنا ووعينا وهذا ينطبق بطبيعة الحال على المرأة بكونها عنصر بشري و تستند هذه الحقوق وعدم انتهاكها إلي سعي الجنس البشري المتزايد من اجل حياة تضمن الاحترام والحماية للكرامة المتأصلة والقيمة الذاتية لكل إنسان فالمجتمع المستقر الأمن الخالي من المشاكل هو المجتمع الذي يسير نحو تطبيق تلك الحقوق الإنسانية) ولو بنسبة ليست 100% )
ان الإرهاب ضد المرأة يأتي من إنكار حقوقها وحرياتها الأساسية من قبل الآخرين فحينما تنتهك تلك الحقوق تكون هناك مأساة ليست فردية وشخصية فحسب و إنما تخلق ايظا الظروف المولدة للقلاقل الاجتماعية والسياسية , كما يبذر بذور العنف والنزاع داخل المجتمعات والإرهاب يعني استخدام أي عنف بأي شكل من الأشكال ينتج عنه الم أو عذاب جسدي أو نفسي وكذلك يشمل الاضطهاد والتعذيب والتخويف من اجل الحصول على منفعة ما. ويمارس الإرهاب ضد المرأة بأشكال و أنواع مبتكرة و مختلفة في مجتمعاتنا اليوم و للحد من هذه الظاهرة يجب أولا حماية تلك الحقوق و تطبيقها فبتطبيقها تكون المرأة قد حصلت على شيئا من الأمن البشري والذي يعني السلامة من التهديدات المزمنة و الاضطهاد و الحماية من الاختلالات المفاجئة و المؤلمة في أنماط الحياة اليومية سواء في البيت أو العمل أو في المجتمعات المحلية .
اما العنصرية فيعني بها ( اعتقاد ان هناك جماعات بشرية من الجنسين لها خصائص معينة جسدية في العادة تجعلها أعلى أو أتدنى منزلة من الأخرسين و أسوء تلك العنصريات هي العنصرية أو التمييز على أساس الجنس أي سيطرة جنس على جنس ) فلا يزال هذا الموضوع من أكثر مصادر الظلم الاجتماعي انتشارا فسيطرة جنس على أخر قد تشمل كل جانب من جوانب الثقافة و المجتمع وقد تظهر أيضا في مواقف الناس فتكتسب قوة جديدة فالسلوك العنصري قد لا يكون علنا فقط ولكن يمكن أن يكون مستترا أيضا عندما يسير المجتمع بانتظام في معاملة جماعة بعينها على شكل من أشكال الحكم التمييزي وقد يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى نتائج سلبية واضحة تمتد من التجاهل البسيط أو تجنب أولئك الذين يعتقد أنهم مختلفون أو أدنى منزلة إلى أشكال أكثر وضوحا من المضايقة أو الاستغلال أو الاستعباد والنبذ , فالاستقرار بما يحتويه من معاني في المجتمع مرتبط باستقرار الحقوق و الحريات في العالم وعدم انتهاكها من قبل الآخرين فحين نحرم الناس من الاستقرار ونفرض عليهم أن يعيشوا بدوامة من القلق و القهر و الضيم فأنهم قد يتصرفون بطريقة غير أخلاقية والواقع المر هو الذي يصنع القرارات , بل هو الذي يصنع الفكرة أحيانا وحينما ينتظر الناس طويلا قبل أن ينالوا شيئا من حقوقهم فمن المرجح أنهم سيتصرفون في فترة الانتظار بطريقة يصعب التنبؤ بها أو تقدير عواقبها , وكما أكد إعلان اليونسكو في المادة الثالثة في الفقرة الثالثة (والذي تم إصداره والتوقيع عليه يوم 16 تشرين الثاني 1995بشأن العنصرية والتمييز العنصري واخذ التدابير الكفيلة بضمان التساوي في الكرامة والحقوق للأفراد والجماعات حيث اقتضى , لذا يجب على الحكومات الالتزام بذلك أولا قبل الأفراد والجماعات لخلق مجتمع مستقر خالي من المشاكل والتعقيدات و خصوصا في مجتمعاتنا النامية .