إهانة المرأة باسم حقوقها...



عمرو الخيّر
2004 / 8 / 31

نفهم أن تفتح صفحة "الحوار المتمدن" صدرها لكافة الكتاب من كافة الإتجاهات، لكن أن يبلغ "التمدن" حد نشر مقال يهين النساء... و أن ينشر هذا المقال تحت باب "حقوق المرأة"؟ فنتعجب!!!

تفضلت السيدة الفاضلة "سهيلة زين العابدين حمَّاد" و كتبت مقالا عنونته "وضع المرأة قبل الديانات السماوية"... هذا هو العنوان، أقسم لكم بما تشاؤون من الآلهة!

فنقرأ هذا المقال و نلاحظ أن "الديانات السماوية" الوحيدة التي تتحدث عنها هي... الإسلام!
فنفهم أنه وفقا لأختنا الفاضلة اليهود و المسيحيون هم ديانات غير سماوية...

و لم لا؟ أولم يسبق لشيخ الإسلام ابن تيمية أن أفتى بكفرهم رغم كل ادعاءات القرآن بأنهم أهل الكتاب و أنهم مؤمنون؟
بصراحة: هل تظنون أن لكلام القرآن أي قيمة لدى أختنا الفاضلة و لدى ابن تيمية و أمثالهم؟

ثم إن أختنا الفاضلة تتحدث مطولا عن ظلم المرأة لدى اليونان و الفراعنة و الرومان، و كيف أن الإسلام أعطاها حقوقها... فنقول:
إن صح ذلك، فهو و بكل بساطة دليل على ظلم الله للنساء: لماذا لم يتفضل و يتعب نفسه قليلا و يرسل رسولا كمحمد لهذه الشعوب؟

دع يا سيدي! فما يعنينا من كلامها هو محاولتها الإدعاء أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها و أن ما نشاهده في ديار الإسلام من ظلم للمرأة -نقول ظلم للمرأة لأننا نحاول أن نتحاور بشكل "متمدن"، و لو أردنا أن نقول الصدق لقلنا: معاملة المرأة كالبهيمة، بل هم -أعني من يعاملونها بهذه الطريقة- أضل سبيلا- نقول:
أختنا الفاضلة تحاول إقناعنا أن هذا من أخطاء المسلمين و ليس أصلا في الإسلام! فنتساءل: أوليس نبي الإسلام هو من ادعى أن أمته لا تجتمع على خطأ؟ و منه فاجتماع أمة محمد على سوء معاملة المرأة لا يعدو أن يكون أحد اثنين:
فإما هو الحق و هو الدين الإسلامي،
ماذا و إلا فهو الدليل على كذب الحديث إياه!

بصراحة، كانت أختنا الفاضلة أشد إقناعا حين كانت تتحدث عن "المؤامرة اليهودية العالمية" و بروتوكولات حكماء صهيون و ما إلى ذلك من الهلوسات العنصرية، كما نجد على هذا الرابط:

http://www.islamtoday.net/balosrah/show_articles_content.cfm?artid=3176&catid=155

لكن لعل أختنا الفاضلة ستقول أن هذا المقال العنصري الحاقد الذي أوردنا رابطه ليس من يراعها؟ إذن فنحن نسدي لها خدمة لوجه الله لا نريد جزاء و لا شكورا، فنرشدها لوجود من يستغل اسمها لكتابة مقالات عنصرية حاقدة...

فأصل الآن لنقطة الختام: أختنا الفاضلة تحاول إقناعنا أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها بما في ذلك حقها في التعلم و في العمل. فنقول:
نحن نعرف من علماء المسلمين العشرات من الرجال: ابن سينا، الفارابي، الطوسي، إبن الهيثم، و عدد و لا حرج...
لكننا لا نعرف اسم أية عالمة مسلمة، فلمه؟

الجواب لا يعدو أن يكون أحد اثنين:

فإما أن أختنا الفاضلة كاذبة حين تدعي أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها في العلم و العمل...

أو أنها صادقة، و في هذه الحالة يكون عدم وجود العالمات المسلمات هو الدليل القاطع على أن المرأة ناقصة العقل.... و لعل هذا هو ما تسعى أختنا الفاضلة للبرهان عليه!


طبعا، نختم كلامنا بملاحظة أن نقص عقل المرأة الذي تحاول أختنا الفاضلة أن تبرهنه هو نقص عقل لا يصيب، لحكمة من لدنه تعالى، إلا نساء البلدان الإسلامية... فمثلا هو لم يصب ماري كوري التي بزت الرجال!