تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 8 ) - لن نرى حضارة طالما تُسحق المرأة - جزء أول



سامى لبيب
2010 / 9 / 14

فى هذا الجزء من تأملات سريعة سأتناول خواطر عن المرأة فى الحياة والتراث والميثولوجيا .. المرأة التى هى نبع وينبوع الحياة المتدفق بالعطاء , كيف تُغتصب وتُهان وتُهمش ليتم تشويهها بكل قسوة , وكيف تُنتهك إنسانيتها بكل وحشية وهمجية ذكورية لا تعرف الترفق والمحبة .
إنتهاك المرأة سنحصد من وراءه ثمار مُر وحَنظل فلن نرى حضارة ولن نذوق تقدم ولا إنسانية .. فنصف المجتمع تشوه والنصف الآخر هو مُدمر وبائس من إنتاج النصف الأول لتدور دوائر جهنمية .
كل النداءات الإصلاحية والديمقراطية ستذهب كلها أدراج الرياح طالما نحن مازلنا نضطهد المرأة ونقهرها ونتلذذ فى مسخها وتشويهها .

* هل نحب المرأة كإنسانة ذات عقل وروح ومشاعر أم كجسد نريد إعتلائه ؟ ..الإعتلاء شئ جميل ولكن هل هو كل شئ .؟!
لو أجبنا على هذا السؤال بصدق وشفافية .. سنعرف موقع المرأة فى الحياة وفى عقولنا .

* الأديان الإبراهيمية ماهى إلا تعبير عن إنتصار لهيمنة ذكورية لم تتورع فى إستخدام المقدس لتشريع وتكريس هيمنتها بكل قسوة .

* فى الميثولوجيا الدينية خلق الرب حواء من ضلع آدم ..لتسأل ألم يكن لديه حفنة من الطين الزائد ..أم هو إرسال رسالة ذكورية محددة المعنى والهدف .

* فى ملحق أخر للميثولوجيا الدينية جعلوا الضلع الذى تكونت منه حواء ضلعا ً أعوج .!!
يا نهار أسود ..إنهم إستخسروا فيها أن يكون العضو سليما ً .!! ..أو قل هو إرسال رسالة ذات مغزى بأن أصلها التكوينى فاسد ومعوج ..ولن تخرج هذه الرؤية من نظرة مشبعة بالإحتقار والدونية أسقطت كراهيتها وبداوتها .

* حسب الأسطورة الدينية فالمرأة أغوت آدم للأكل من الشجرة المحرمة لتنضم إلا مربع الشيطان .
لا تسأل لماذا لم يرفض آدم صاحب العقل والولاية والسيادة .. الأمور لا تعدو كونها محاولة لتعظيم الذكر وتبريره وإيجاد شماعة يضع عليها هوانه , مدفوعا ً فى الوقت نفسه بكراهية دفينة أسقطها مُبدع الأسطورة على المرأة للحط منها فى بداية تكريسه لهيمنة ذكورية بعد عصور أمومية .

* " النساء ناقصات عقل ودين " .. منهجية هيمنة ذكورية لم تتورع أن تُبدى إحتقارها ..هى رؤية شاذة مُتسلطة تجعل من نوعية العضو التناسلى معيار لرجاحة العقل والفكر والسلوك ..فهل العقل والفكر يرتبطا بنوعية أى عضو تناسلى نملكه .؟!

* بعض خصلات الشعر تثير شهوة الرجل وتفتنه !! ..ألا تعتبر هذه الرؤية مُهينة للرجل كما للمرأة ..فإذا كان إختزل المرأة كظاهرة جنسية لم تترك حتى شعرها , فهو صَور الرجل أيضا ً ككائن بوهيمى لا يستطيع التحكم فى نفسه لأبسط سبب ..فما أن يرى بعض خصلات الشعر حتى يُفتن طالبا ً الجماع .!!

* " الرَّجُلَ عَلَيْهِ أَلاَّ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ، بِاعْتِبَارِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 فَإِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُؤْخَذْ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ أُخِذَتْ مِنَ الرَّجُلِ؛ 9وَالرَّجُلُ لَمْ يُوجَدْ لأَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ وُجِدَتْ لأَجْلِ الرَّجُلِ. " بولس .
بس خلاص !!.. فقد قرروا ان يكون الرجل صورة الله ومجده وأنه لم يُؤخذ من المرأة بل هى من أُخذت منه ..لذا فالمرأة وُجدت من أجل الرجل .
نفسى أعرف ما علاقة عدم تغطية الرأس بالمجد وما علاقته بما بعده وما العظمة فى أولوية الوجود ..وسؤال أخير : ماذا لو لم تُوجد المرأة ..ماذا كان يساوى الرجل .؟

* " لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة " .
مرة أخرى .. هل رجاحة العقل والفكر يتوقف على نوعية العضو التناسلى ؟!!..وهل كل رجل راجح العقل ؟..وهل كل إمرأة بالضرورة فاسدة العقل والفكر ؟!.
أم هى نظرة دُونية ممعنة فى إحتقارها وغباءها و تأتى فى سياق هيمنة ذكورية سلطوية بغيضة .

* إذَا دَعَا الرّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتّى تُصْبِحَ".
إتضح أن للملائكة وظيفة أخرى غير توصيل الرسائل للأنبياء فهم يلعنون ويسبون , بل يردحون على أبواب الجنه تلك النسوة التى يتمنعن عن الإستجابة لنداء الفراش .!!
فهل الملائكة هم هكذا إن وُجِدوا ..أم أن الرجل لم يتورع فى تطويع كل مفردات الأسطورة لنداء القضيب .

* " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور "
ماذا نفهم من هذا الحديث ..أنه لا نداء أعلى من نداء القضيب ..أنه لا يوجد شئ إسمه ظرف مناسب او غير ملائم ..أنه لا يوجد أى إحساس ولا فكر ولا تقدير بكون المرأة مهيأة نفسيا ً وجسديا ً أم لا .. فلتذهب للجحيم أمام نداء الغريزة التى لا تصبر ولا تنتظر ولا تتفهم , فالمرأة ماهى إلا ثقب لإلقاء شحنة حيوانات منوية متى نريد .

* التراث الدينى لا ينظر للمرأة إلا كوعاء للجنس والمتعة .. كثقب نحشر فيه عضونا الذكرى لنستمتع به ..ومن فرط شبقنا الجنسى خلقنا ميثولوجيا النساء الجميلات التى تنتظرنا على أبواب الجنه لممارسة الجنس المجنون الذى لا يعرف التوقف .!!

* من أنانية الرجل أنه جعل المتعة له فى السماء وعلى الأرض وأهمل تماما متعة النساء حتى فى الجنه الإفتراضية .. فلم يذكر لنا حظ النساء من متع الجنس .
فهل إهماله يرجع لتهميشه المعتاد للمرأة أم أنها الحمية من الإقتراب من أوانيه الجنسية القديمة فلتبقى كما هى ودعونا نلهو مع الحوريات .

* لماذا ختان الإناث ؟!
هل الله أخطأ فى صنعته فوجب التعديل .!! ..أم هى أنانية وسادية ذكورية مفرطة ترى مُتعتها فقط ولا يهمها مُتعة الأنثى .. هل هى كراهية دفينة للمرأة تم تصديرها لنا ؟ .. هل هو الخوف من جسدها ومحاولة قهره ؟..هناك أشياء كثيرة يمكن أن تقال .

* " يتمنعن وهن الراغبات " .. مقولة من التراث قالها على بن أبى طالب ومازالت حاضرة فى ثقافتنا ..مقولة بشعة بكل المقاييس تطعن كل إمرأة فى ذاتها وتركل كل رجل حر ..هى تصور المرأة كعاهرة أو بوهيمية شبقة تطلب الجماع دوما ً وتتظاهر بالعفة .

* (( وإذا كانَ باَمرأةٍ سَيلانُ دَمِ مِنْ جسَدِها كعادةِ النِّساءِ، فسَبعَةُ أيّامِ تكونُ في طَمْثِها، وكُلُّ مَنْ لمَسَها يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 20وجميعُ ما تَضطَجعُ أو تجلِسُ علَيهِ في طَمْثِها يكونُ نَجسًا، 21وكُلُّ مَنْ لمَسَ فِراشَها يَغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 22مَنْ لمَسَ شيئًا مِمَّا تجلِسُ علَيهِ يغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 23وإنْ كانَ على فِراشِها أو على ما هيَ جالِسةٌ علَيهِ شيءٌ، فَمَنْ لمَسَهُ يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 24وإنْ ضاجعَها رَجلٌ فصارَ طَمْثُها علَيهِ يكونُ نَجسًا سَبعةَ أيّامِ، وكُلُّ فِراشٍ يَستَلقي علَيهِ يكونُ نَجسًا )) لاويين
طالما النجاسة مثل الإشعاع .. فلماذا لا نضع المرأة فى قفص حديدى بدلا ً من توزيعها للنجاسة هكذا .!!..ماهذا الهراء.!!

* (( ُقلْ لِبني إِسرائيلَ: إذا حَبِلَتِ اَمرأةٌ فوَلَدَت ذَكَرًا، تكونُ نَجسةً سَبعَةَ أيّامِ كما في أيّامِ طَمْثِها. 3وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ. 4وتنتَظِرُ ثلاثةً وثلاثينَ يومًا آخرَ لِيتطهَّرَ دَمُها، لا تُلامِسُ شيئًا مِنَ المُقَدَّساتِ ولا تدخلُ المَقْدِسَ حتى تَتِمَ أيّامُ طهورها
5فإنْ وَلَدت أُنثى، تكونُ نَجسةً أسبوعينِ كما في أيّامِ طَمْثِها، وتنتَظِرُ سِتَّةً وستينَ يومًا لِيتطهَّرَ دَمُها.6وعِندَما تَتِمُّ أيّامُ طُهورِها )) لاويين
يا نهار أسود .. هل وصلت العنصرية وكراهية الأنثى إلى هذا الحد الغبى ..أتكون العنصرية أيضا ً فى مدة النجاسة ..بأى عقل نقبل أن النجاسة والتطهر للوليدة الأنثى ضعف الولد الذكر ..لن نقول أكثر من أنها كراهية ونظرة دونية يسبقها كم لا بأس به من الغباء .

* ماهى النجاسة ..هل هى القذارة ..إذا كانت هكذا فالرجل تنتابه القذارة فلماذا بقليل من الماء يصبح طاهرا ً بينما المرأة تكون نجسة مهما إغتسلت .
النجاسة ليست أكثر من صفة صدرها التراث الدينى وتريد إرسال شحنة من الإحتقار والتدنى , كما هى سبه تلصق بجبين المرأة دائما ً لنمارس عليها سطوتنا البغيضة .

* تُنكح المرأة لمالها وجمالها ودينها .
الجيد فى هذه المقولة أنه قال تًنكح ولم يقل تًحب ..عذرا ً فهو لا يعرف معنى الشئ الذى إسمه " الحب ".
والشئ الثانى الجيد هو صراحته , فالمرأة تنكح لمالها لنضيف رصيدا ً على رصيدنا ..ولجمالها لتعطينا المتعة فى ممارسة الفعل الميكانيكى المعروف بالنكاح ..ولدينها لنضمن إنسحاقها وهوانها ..لا يوجد شئ آخر .

* الذى لن نغفره للتراث الدينى أنه شوه المرأة وحطمها بما يكفى .. والأسوأ أنها تقبلت ذلها وهوانها تحت وطأة المقدس ..والمصيبة أنها إستعذبت الإهانة والتحقير والتهمييش !! ..والفجيعة أن هناك نسوة يفتخرن بهوانهن .!!

توجد دفعة اخرى من التأملات عن المرأة سأرفقها فى المقال التالى