تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 9 ) .



سامى لبيب
2010 / 9 / 22

فى هذا الجزء من تأملات سريعة سأتناول خواطر عن المرأة فى الحياة والتراث والميثولوجيا .. المرأة التى هى نبع وينبوع الحياة المتدفق بالعطاء , كيف تُغتصب وتُهان وتُهمش ليتم تشويهها بكل قسوة , وكيف تُنتهك إنسانيتها بكل وحشية وهمجية ذكورية لا تعرف الترفق والمحبة .
إنتهاك المرأة سنحصد من وراءه ثمار مُر وحَنظل فلن نرى حضارة ولن نذوق تقدم ولا إنسانية .. فنصف المجتمع تشوه والنصف الآخر هو مُدمر وبائس من إنتاج النصف الأول لتدور دوائر جهنمية .
كل النداءات الإصلاحية والديمقراطية ستذهب كلها أدراج الرياح طالما نحن مازلنا نضطهد المرأة ونقهرها ونتلذذ فى مسخها وتشويهها .

هذا الجزء من سلسلة تأملات يأتى كاملا ً محتويا ً على ماسجلته فى تأملات ( 8 ) والتى سبق لىّ نشرها بمحور حقوق المرأة والذى أرى أنه من الأفضل أن يُنشر بمحور العلمانية الذى إستوعب الأجزاء السابقة .

* هل نحب المرأة كإنسانة ذات عقل وروح ومشاعر أم كجسد نريد إعتلائه ؟ ..الإعتلاء شئ جميل ولكن هل هو كل شئ .؟!
لو أجبنا على هذا السؤال بصدق وشفافية .. سنعرف موقع المرأة فى الحياة وفى عقولنا .

* الأديان الإبراهيمية ماهى إلا تعبير عن إنتصار لهيمنة ذكورية لم تتورع فى إستخدام المقدس لتشريع وتكريس هيمنتها بكل قسوة .

* فى الميثولوجيا الدينية خلق الرب حواء من ضلع آدم ..لتسأل ألم يكن لديه حفنة من الطين الزائد ..أم هو إرسال رسالة ذكورية محددة المعنى والهدف .

* فى ملحق أخر للميثولوجيا الدينية جعلوا الضلع الذى تكونت منه حواء ضلعا ً أعوج .!!
يا نهار أسود ..إنهم إستخسروا فيها أن يكون العضو سليما ً .!! ..أو قل هو إرسال رسالة ذات مغزى بأن أصلها التكوينى فاسد ومعوج ..ولن تخرج هذه الرؤية من نظرة مشبعة بالإحتقار والدونية أسقطت كراهيتها وبداوتها .

* حسب الأسطورة الدينية فالمرأة أغوت آدم للأكل من الشجرة المحرمة لتنضم إلى مربع الشيطان .
لا تسأل لماذا لم يرفض آدم صاحب العقل والولاية والسيادة .. الأمور لا تعدو كونها محاولة لتبرير الذكر وإيجاد شماعة يضع عليها هوانه , مدفوعا ً فى الوقت نفسه بكراهية دفينة أسقطها مُبدع الأسطورة على المرأة للحط منها فى بداية تكريسه لهيمنة ذكورية بعد عصور أمومية .

* " النساء ناقصات عقل ودين "
منهجية هيمنة ذكورية لم تتورع أن تُبدى إحتقارها ..هى رؤية شاذة مُتسلطة تجعل من نوعية العضو التناسلى معيار لرجاحة العقل والفكر والسلوك ..فهل العقل والفكر يرتبطا بنوعية أى عضو تناسلى نملكه .؟!

* بعض خصلات الشعر تثير شهوة الرجل وتفتنه !! ..ألا تعتبر هذه الرؤية مُهينة للرجل كما للمرأة ..فإذا كان إختزل المرأة كظاهرة جنسية لم تترك حتى شعرها , فهو صَور الرجل أيضا ً ككائن بوهيمى لا يستطيع التحكم فى نفسه لأبسط سبب ..فما أن يرى بعض خصلات الشعر حتى يُفتن طالبا ً الجماع .!!

* " الرَّجُلَ عَلَيْهِ أَلاَّ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ، بِاعْتِبَارِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 فَإِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُؤْخَذْ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ أُخِذَتْ مِنَ الرَّجُلِ؛ 9وَالرَّجُلُ لَمْ يُوجَدْ لأَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ وُجِدَتْ لأَجْلِ الرَّجُلِ. " بولس .

بس خلاص !!.. فقد قرروا ان يكون الرجل صورة الله ومجده وأنه لم يُؤخذ من المرأة بل هى من أُخذت منه ولذا فالمرأة وُجدت من أجل الرجل .!
نفسى أعرف ما علاقة عدم تغطية الرأس بالمجد؟! .. وما علاقته بما بعده ؟! ..وما العظمة فى أولوية الوجود ومن أخذ من مَن ؟!..وسؤال أخير : ماذا لو لم تُوجد المرأة ..ماذا كان يساوى الرجل هو ورأسه ومجده ؟

* " لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة " .حديث
مرة أخرى .. هل رجاحة العقل والفكر يتوقف على نوعية العضو التناسلى ؟!!..وهل كل رجل راجح العقل ؟..وهل كل إمرأة بالضرورة فاسدة العقل والفكر ؟!.
أم هى نظرة دُونية مُمعنة فى إحتقارها وبغضها و تأتى فى سياق هيمنة ذكورية سلطوية غبية .

* إذَا دَعَا الرّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتّى تُصْبِحَ". ( حديث )
إتضح أن للملائكة وظيفة أخرى غير توصيل الرسائل للأنبياء فهم يلعنون ويسبون , بل يردحون على أبواب الجنه لتلك النسوة التى يتمنعن عن الإستجابة لنداء الفراش .!!
فهل الملائكة هم هكذا إن وُجِدوا ..أم أن الرجل لم يتورع فى تطويع كل مفردات الأسطورة لنداء القضيب .

* " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور "
ماذا نفهم من هذا الحديث ..أنه لا نداء أعلى من نداء القضيب ..أنه لا يوجد شئ إسمه ظرف مناسب او غير ملائم ..وأنه لا يوجد أى إحساس ولا فكر ولا تقدير بكون المرأة مهيأة نفسيا ً وجسديا ً أم لا .. فلتذهب للجحيم أمام نداء الغريزة التى لا تصبر ولا تنتظر ولا تتفهم , فالمرأة ماهى إلا ثقب لإلقاء شحنة حيواناتنا المنوية متى نريد .

* التراث الدينى لا ينظر للمرأة إلا كوعاء للجنس والمتعة .. كثقب نحشر فيه عضونا الذكرى لنستمتع به ..ومن فرط شبقنا الجنسى خلقنا ميثولوجيا النساء الجميلات التى تنتظرنا على أبواب الجنه لممارسة الجنس المجنون الذى لا يعرف التوقف .!!

* من أنانية الرجل أنه جعل المتعة له فى السماء وعلى الأرض وأهمل تماما متعة النساء حتى فى الجنه الإفتراضية .. فلم يذكر لنا حظ النساء من متع الجنس .
فهل إهماله يرجع لتهميشه المعتاد للمرأة أم أنها الحمية من الإقتراب من أوانيه الجنسية القديمة فلتبقى كما هى ودعونا نلهو مع الحوريات .

* لماذا ختان الإناث ؟!
هل الله أخطأ فى صنعته فوجب التعديل .!! ..أم هى أنانية وسادية ذكورية مفرطة ترى مُتعتها فقط ولا يهمها مُتعة الأنثى .. هل هى كراهية دفينة للمرأة فى نزع اللذة منها ؟ .. هل هو الخوف من جسدها ومحاولة قهره ؟..هناك أشياء كثيرة يُمكن أن تقال .

* " يتمنعن وهن الراغبات " .. مقولة من التراث قالها على بن أبى طالب ومازالت حاضرة فى ثقافتنا ..مقولة بشعة بكل المقاييس تطعن كل إمرأة فى ذاتها وتركل كل رجل حُر ..هى تصور المرأة كعاهرة أو بوهيمية شبقة تطلب الجماع دوما ً وتتظاهر بالعفة .

* (( وإذا كانَ باَمرأةٍ سَيلانُ دَمِ مِنْ جسَدِها كعادةِ النِّساءِ، فسَبعَةُ أيّامِ تكونُ في طَمْثِها، وكُلُّ مَنْ لمَسَها يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 20وجميعُ ما تَضطَجعُ أو تجلِسُ علَيهِ في طَمْثِها يكونُ نَجسًا، 21وكُلُّ مَنْ لمَسَ فِراشَها يَغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 22مَنْ لمَسَ شيئًا مِمَّا تجلِسُ علَيهِ يغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 23وإنْ كانَ على فِراشِها أو على ما هيَ جالِسةٌ علَيهِ شيءٌ، فَمَنْ لمَسَهُ يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 24وإنْ ضاجعَها رَجلٌ فصارَ طَمْثُها علَيهِ يكونُ نَجسًا سَبعةَ أيّامِ، وكُلُّ فِراشٍ يَستَلقي علَيهِ يكونُ نَجسًا )) لاويين

طالما النجاسة مثل الإشعاع .. فلماذا لا نضع المرأة فى قفص حديدى بدلا ً من توزيعها للنجاسة هكذا .!!..ماهذا الهراء.!!.وماهذا الإحتقار والهوان .!!

* (( ُقلْ لِبني إِسرائيلَ: إذا حَبِلَتِ اَمرأةٌ فوَلَدَت ذَكَرًا، تكونُ نَجسةً سَبعَةَ أيّامِ كما في أيّامِ طَمْثِها. 3وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ. 4وتنتَظِرُ ثلاثةً وثلاثينَ يومًا آخرَ لِيتطهَّرَ دَمُها، لا تُلامِسُ شيئًا مِنَ المُقَدَّساتِ ولا تدخلُ المَقْدِسَ حتى تَتِمَ أيّامُ طهورها 5فإنْ وَلَدت أُنثى، تكونُ نَجسةً أسبوعينِ كما في أيّامِ طَمْثِها، وتنتَظِرُ سِتَّةً وستينَ يومًا لِيتطهَّرَ دَمُها.6وعِندَما تَتِمُّ أيّامُ طُهورِها )) لاويين

يا نهار أسود .. هل وصلت العنصرية وكراهية الأنثى إلى هذا الحد الغبى ..أتكون العنصرية أيضا ً فى مدة النجاسة ..بأى عقل نقبل أن النجاسة والتطهر للوليدة الأنثى ضعف الولد الذكر ..لن نقول أكثر من أنها كراهية ونظرة دونية يسبقها كم لا بأس به من الغباء .

* ماهى النجاسة ..هل هى القذارة ..إذا كانت هكذا فالرجل تنتابه القذارة فلماذا بقليل من الماء يصبح طاهرا ً بينما المرأة تكون نجسة مهما إغتسلت .!!
النجاسة ليست أكثر من صفة صدرها التراث الدينى وتريد إرسال شحنة من الإحتقار والتدنى , كما هى سُبه تلصق بجبين المرأة دائما ً لنمارس عليها إذلالنا وسطوتنا البغيضة .

* تُنكح المرأة لمالها وجمالها ودينها .
الجيد فى هذه المقولة أنه قال تًنكح ولم يقل تًحب ..عذرا ً فهو لا يعرف معنى شئ إسمه " الحب ".
والشئ الثانى الجيد هو صراحته , فالمرأة تُنكح لمالها لنضيف رصيدا ً على رصيدنا ..ولجمالها لتعطينا المتعة فى ممارسة الفعل الميكانيكى المعروف بالنكاح ..ولدينها لنضمن إنسحاقها وهوانها ..لا يوجد شئ آخر .

* هل لك أن تتخيل هذا المشهد ؟
إمرأة يُذبح أبيها أو زوجها ..وفى مساء ذات اليوم يضاجعها القاتل ..هذا المشهد ليس من البوسنه والهرسك حتى نتسرع ونعلن رفضنا لهذه الوحشية والهمجية وندين فعل القتل والإغتصاب .. بل علينا أن نُمارس إزدواجيتنا فهى توصيات الرب لمقاتليه الأبطال من أيام موسى وحتى محمد ومكافأتهم بسبى النساء وإغتصابهن لما بذلوه من جهاد لنصرته ..وعجبى .

* صوت المرأة عورة .
هل هو العيب فى الموجات الصوتية أم فى المُرسل أم المُستقبل .
المؤكد أنه فى المًستقبل الذى يشغل كل تلاليف دماغه هوس جنسى ويحرك كل خلية من مخه شبق جنسى ..فتصبح بعض الموجات الصوتية مُدعاة لإثارته طالبا ً الجماع .
هذا هو الإنسان عندما لا يهذبه كيان إسمه العقل والإرادة وتكتمل البشاعة بتصدير حمولة ثقيلة من الإحتقار والنظرة الدونية .

* " لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ، عَلَى حَدِّ ما تُوصِي بِهِ الشَّرِيعَةُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ، إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا، فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ.) بولس .
لماذا يا سيدى عار عليهن أن يتكلمن فى الجماعة .. ماذا سيحدث منهن ومن مجرد كلمات .!!.. أم القصة أن يَكُنَّ خاضعات على حد ما توصى الشريعة .

* الشؤم في المرأة والدار والفرس .( حديث )
شكرا ً يا سيدى نيابة عن كل نساء الأرض على رحمتك ورقتك وحلو لسانك .

* المرأة والكلب والحمار يقطع صلاة الرجل . ( حديث )
شكرا ً يا سيدى مرة أخرى على أنها مثل الكلب والحمار ..ولكن حتى لا يجد المبررون شيئا ً ألم يكن ذكر المرأة عاما ً وشاملا ً..ثم ألا يسئ هذا الحديث للرجل فيجعله كائن غريزى لا يملك من أمره شئ .

* وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ .
أهكذا تكون المعاملة والتفاهم ؟!..لا تقل لى أنها تُضرب بأصبع بسكويت أو بعصا سواك فالضرب يكون ضربا ً يهين الكرامة وينتهك الإنسان .. كما هو لم يذكر سقفا ً للضرب ولاحدودا ً له .
أندهش من أمرين .. الأول عن الملائكة التى كانت تلعن النساء المتمنعات عن الفراش ..أين الملائكة من الرجل هاجر الفراش ؟! لماذا لا يمارسوا عملية اللعن والسب والردح ؟!..وأستغرب من قدرة الرجل والمرأة على ممارسة الجنس بعد علقة ساخنة تنالها الزوجة ألا يدخلا بذلك فى دوائر البوهيمية والسادية والماسوشيزم .

* لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم لعلّه يعانقها ويجامعها في آخراليوم.( حديث )
يالها من حكمة ..فإضرب يا سيدى كما تُحب ولكن ليس بقسوة ضرب العبد فلعلك تفكر أن تتضاجعها بعد ذلك فتجد شيئا ً تضاجعه ..ولكن إذا لم ترغب أن تجامعها فإضرب وتوكل على الله .

* الحصير في البيت خير من امرأة لا تلد. ( حديث )
شكرا ً على هذه الرحمة المهداة ..شكرا ً على هذه الرقة والعذوبة واللطف والترفق .
ثم تعالى هنا أليس من الأجدى أن نلوم الإله الذى وهب العقر والعقم !!..أم أن الأمور لا تتم بإرادته .؟!
أم أنها كراهية وإحتقار دفين ينفث عن نفسه بجهل .
حسنا ً نحن سنعالج العُقم للذكور والإناث وليذهب كلامكم هذا بعيدا ً هو وحصيره .

* وجه المرأة عورة . (حديث )

ماذا تبقى للمرأة ولم يكن عورة !!..هل وصلت الأمور أن تصبح المرأة كمسخ بشري بلا هوية ..أن نرى كلب فى الشارع فنعلم أنه كلبنا الضال .!
مآساة أن ترى الحياة من خلال ثقوب وكل هذا من أجل ذكر لا يُحرك دماغه سوى الهوس الجنسى ولا تكون مفردات حياته كلها سوى هوس جنسى .
والمصيبة أن تجد من ترضى بهذا الهوان وتمارسه ثم تستعذبه .

* " لا أسمح للمرأة أن تُعَلِّم ولا أن تغتصب السلطة من الرجل ولا تتسلط ، وعليها أن تبقى صامته، لأَنَّ آدَمَ كُوِّنَ أَوَّلاً، ثُمَّ حَوَّاءُ ، وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي انْخَدَعَ بَلِ الْمَرْأَةُ انْخَدَعَتْ، فَوَقَعَتْ فِي الْمَعْصِيَةِ ". بولس

ماهى الأفضلية فى تكوين آدم أولا وما هى الميزة فى ذلك ..وهل المرأة هى التى إنخدعت ووقعت فى المعصية وبقى آدم هو الشاطر والحبوب والغلبان ..ماهذه السذاجة ؟!.
ولما هى سلطة وتسلط ونهى عن التنازع عليها ..أنتم تريدونها صامتة ومقهورة ..أنتم لا تعرفون الحب ولا الإنسانية بل تعيشون هيمنة ذكورية بغيضة .

* أليس غريبا أن لا تكون هناك نبية وسط مئات الأنبياء الذكور ..وأليس الأغرب ان تُحجب المرأة عن ممارسة أى دور دينى أو كهنوتى ..فهل سيصعب على المرأة التى إرتادت الفضاء وخاضت فى أرقى العلوم أن تتمتم ببعض العبارات الجوفاء ..أم هى نظرة دونية للمرأة فهى لا تزيد عن كونها عورة أو نجسة مهما إمتلكت من علوم ...أم هو إحتكار لهيمنة ذكورية .

* الزواج ماهو إلا عملية إنتقال ملكية .. تتم فيه عمليات بيع وشراء داخل هذه المؤسسة ..فتقدم المهور من الإبل والدنانير والريالات والدولارات ..وقد نحاول أن نخدع أنفسنا فنخفف من حدتها ونطلق عليها مؤسسة لتكوين أسرة , ولكن تبقى حسابات الأرصدة البنكية والفيلا والسيارة حاضرة ..وكل إمرأة لها سعر فى هذا السوق حسب جمالها أولا ً وحسبها ومالها .. وكما نقول فى أمثالنا المصرية " كل برغوت على أد دمه " .

* لماذا نفقد حماسنا للمرأة بعد الزواج ؟..إما لكوننا إعتدنا تضاريس الجسد الذى هو مدخلنا للزواج فلم يعد يثيرنا بعد أن فقد الجسد بريقه بعامل الزمن والتعود..أو يكون حالة من الطمأنينة بأن المرأة إنضمت لقوائم حيازتنا وأملاكنا .

* الرجل يقدم للمرأة شبكة ذهبية للإقتران بها ..وكل إمراة حسب حجمها فى سوق المال والجمال والنسب .. ولا تسأل ما علاقة الحب كشعور بالذهب كمادة ؟
لا يوجد شئ إسمه حب فى هذه المعادلة وإنما عملية شراء إمرأة تفرح بهكذا تثمين .. لقد شوهوا المرأة بما يكفى .

* المرأة تفرح بالشبكة ليس لكونه معدنا ًجميلا ً بقدر ما هو تثمين جيد لها تتباهى به وسط أقرانها !!.. إنها تتباهى بأن أسهمها عالية فى سوق الحريم .!!
هى تفرح بعملية البيع والشراء تلك وتتأذى لو لم يتم تقديرها بما يكفى !!..ولا تسأل عن الحب فهو بمثابة العلبة القطيفة الذى يوضع فيه الذهب يمكن الإستغناء عنه بسهولة

* هل الحب الذى يتولد بعد الزواج هو حب حُر أم عشرة طيبة أم هو مناخ وأمان نفسى وإقتصادى يوفر الغذاء والحماية ..ولكن المؤكد أنه ليس حب حُر .

* الهيمنة الذكورية والتشريعات الدينية خلقت سادية ذكورية تستمتع بالمزيد من الهيمنة والإذلال ومنحت المراة فى المقابل حالة من الماسوشيزم لتستمتع بالإذلال والقهر ..الإثنين فى حاجة إلا علاج نفسى .

* الذى لن نغفره للتراث الدينى أنه شوه المرأة وحطمها بما يكفى .. والأسوأ أنها تقبلت ذلها وهوانها تحت وطأة المقدس ..والمصيبة أنها إستعذبت الإهانة والتحقير والتهمييش !! ..والفجيعة أن هناك نسوة يفتخرن بهوانهن .!!

دمتم بخير وكل النساء عزيزات أبيات .