غشاء البكارة و السيطرة على جسد المرأة



بيان صالح
2010 / 9 / 28

حتى وقتنا الحاضرفي القرن الواحد و العشرون, مازالت العذرية و غشاء البكارة من احد السلع بالغة القيمة للرجل الشرقي وشرفه!!!..فمن خلال هذه القطعة المطاطية الصغيرة والرقيقة في مهبل المرأة , يتم السيطرة الكاملة على جسد و جنسانية المرأة و إخضاعها الكامل للخوف والرعب و الكذب و الاهانة لشخصيتها و كرامتها وفقدان الثقة بنفسها , حيث تقيم الفتاة من خلال عذريتها ويقاس بها شرف ومكانة الرجل و العائلة والعشيرة , فعذرية المرأة تعتبر من احد أملاك الرجال المحيطين بها ,والدها و أخوها وأعمامها ... الخ , ثم تقدم كهدية لزوجها مقابل المهر الذي يدفعه ,بهذا يعتبر غشاء بكارة المرأة أي عذريتها سلعة ثمينة باهضة الثمن تساوي حياة المرأة لذلك مسؤلية حمايتها والدفاع عنها تقع على عاتق أفراد الأسرة وعموم المجتمع .
تضطر المرأة طيلة حياتها قبل الزواج إلى الحفاظ على تلك -العذرية- وعدم ممارسة الجنس حتى لو بلغت الخمسين إلا من خلال الزواج الشرعي أو ممارسته بشكل غير اعتيادي أو مشوه , أما من تجرأت على ممارسة الجنس أو الإقتراب من المنطقة التابو قبل الزواج فتلجأ إلى ترقيع هذه القطعة الصغيرة واللجوء إلى الكذب و الخداع و التضليل مع الرجل الذي ستقضي معه حياتها و تشاركه حياة الزوجية في الأفراح والإحزان و في إنجاب و تربية الأطفال وهي تشعر أن ذنب قد إقترفته في الماضي سوف لن ينسى بسهولة؟
ألا يعتبر هذا- خيانة وكذب - يفرضها المجتمع والتقاليد بحق الشريكين؟
أم هو فقط لإرضاء رجولة الذكر الشرقي حتى لو كان الغشاء مصطنعا"؟
الدنماركية -كرستنا أبو قادر ئوماند - وهي من أصل إسلامي. تعمل مرشدة إجتماعية قامت بحملة حول -غشاء البكارة وتأثيراته- و أسست موقعا الكترونيا مختصا بهذا الموضوع و ذلك لقدسية ودور العذرية في حياة الجاليات الشرق الأوسطية في الغرب والتي من خلاها يتم قياس كرامة المرأة وعائلتها ,وتقتل و تهدد الكثير من الفتيات بدافع غسل الشرف والعار.
الهدف من تأسيس الموقع الألكتروني :
- طرح ونقاش المواضيع التي تخص غشاء البكارة لما يمثله من أهمية في تفكير وعقلية
الجاليات الشرق الأوسطية في الدنمرك
- المشاكل و العقد التي يعاني منها الشباب و الشابات.
- الجهل الكبير بين الجالية المسلمة بما يتعلق بالثقافة الجنسية وغشاء البكارة.
- التأثير السلبي لموضوع العذرية على العنف ضد المرأة و تشويه صورة الأجانب من قبل الاتجاهات اليمنية والعنصرية في الغرب.
- القتل بدافع الشرف والعار بين الجالية الشرق الأوسطية, ولجوء عدد كبير من الفتيات إلى بيوت الأمان – الشلتر - هربا وخوفا" من القتل بدافع - الشرف – و -غسل العار-.
للمزيد راجع-ي
http://www.nymoedom.dk/e_version/why.html
من خلال الحوار مع صاحبة الموقع ما لفت انتباهي ليس مأساة الفتيات الأجنبيات فقط وبل أيضا ما يعاني منه الشباب من ذوي الأصول الشرق الأوسطية من قلق وخوف و عدم ثقة من الفتاة التي يتزوج منها , حيث أن عدد من الشباب المسلم يتصلون بها و يسألون عن إمكانية التأكد من أن الغشاء أصلي أو مصطنع ,الأمر المخزي و المأساوي بان الكثير من هؤلاء الشباب عاشوا في تلك الدول الغربية أو ولدوا هناك ومارسوا الجنس قبل الزواج مع عدد كبير من الفتيات ولكن عندما يصل الأمر إلى الأسرة و الزواج و الأطفال ,يجب أن تكون الفتاة عذراء و لم يمسها رجل آخر من قبل , هكذا تم تربيتهم!.هنا تتبين الازدواجية و شيزوفرينيا مجتمعاتنا المتخلفة و حتى في الدول الغربية ,حيث يكون عارا على المرأة ممارسة الجنس مع الرجال قبل الزواج أو خارج إطاره ولكنه كما يعلم الجميع يعتبر فخرا لرجولة الرجل .
الحالة الأخرى التي لاحظتها من خلال العمل مع المنظمات النسائية بان عدد لا بأس به من الشابات ذوى الأصول الشرق الأوسطية يقبلن بأي زواج مرتب من قبل أسرهن وذلك ليس لبناء حياة شراكة صادقة مع الزوج القادم بل للتخلص من عبء وثقل العذرية وليكن لديهن الحرية في ممارسة حياتهن الجنسية بعد الانفصال الذي عادة ما يكون سريعا جدا والتخلص من امتحان العذرية في الزواج القادم.
وهكذا نرى كيف يعاد إنتاج السيطرة الذكورية على المرأة من خلال الأفكار المتخلفة , حيث العذرية التي هي شان شخصي بحت , تتحول لتصبح شانا من شؤون العائلة والمجتمع وفي المحصلة الأخيرة يتحكم المجتمع بجسد المرآة من خلال العائلة ومعايير – الشرف- المقيتة.
إن قدسية عذرية المرأة تحت ظل العادات و التقاليد البالية من قبل النظام البطريركي و المتخلف يؤدي إلى عدم اعتماد بناتنا على أنفسهن والوقوف على اقدامهن, بل تجهيزهن للخضوع الكامل لهيمنة الرجل ,و يؤدي ذلك إلى بناء أسرة مبنية على فقدان الثقة و علاقات جنسية يسودها البرود الجنسي والعاطفي وعدم التكافؤ أو إنها مبنية على الكذب و الخداع من جانب المرأة و تضليل الرجل الذي يصبح شريك حياتها والكثير منهم و تحت الضغط النفسي يبقى قلقا من عدم التأكد من ممارسة زوجته للجنس قبل الزواج أو إنهم فضوا غشاء حقيقي أم اصطناعي ليلة الزفاف, حيث تداولت وسائل الأعلام أن المزيف لا يكلف غير عشرة دولارات وهو بنوعية جيدة ولو كان من صنع صيني!.