د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!



عمر أبو رصاع
2004 / 9 / 8

من هي ابتهال يونس ؟
ابتهال يونس هي استاذة الأدب الفرنسي نموذج خاص لامرأة عربية قوية ومقاتلة اهلها علمها لتبوء مكانة اجتماعية مرموقة في مصر ، تزوجت الدكتورة ابتهال يونس بالمفكر والباحث الجدلي الدكتور نصر حامد أبو زيد ، ومن هنا تبدأ حكاية الدكتورة ابتهال مع ازمة من ازمات مجتمعنا العربي التي لا تنتهي ولا تنفك تهين الانسان العربي وتعتدي على انسانية الانسان وكرامته ، وضع نصر أبو زيد رسالته للماجستير في الاتجاه العقلي للتفسير وهي دراسة في المجاز في القرآن عند المعتزلة ، ليبدأ رحلته الشاقة والشائكة كباحث في مفهوم النص ، حتى وضع كتابه الإمام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية في الاسلام وهو الكتاب الذي بدأ فيه نصر أبو زيد تفكيك الخطاب الديني المعاصر ، مميطاً اللثام عن التحالف الآثم بين السلطة والخطاب الديني المعاصر تحالفاً يتفق على استنزاف المجتمع العربي وقواه ، وهاجم الدكتور نصر القادم من أديم أرض مصر ومن طبقاتها الكادحة استغلال الدين وتوظيفه من قبل الخطاب الديني المعاصر في شركات توظيف الأموال التي نصبت على الناس وباعتهم الوهم باسم الدين وسرقت شقاهم وعرقهم واحلامهم وهربت ، هنا أعلن الخطاب الاسلاموي السياسي المعاصر الحرب على نصر أبو زيد ، وبدأ رحلة اجتزاء نصوص الدكتور نصر خاصة من كتابه الذي يعتبر ثورة في علم المعنى والقراءة وهو مفهوم النص ، واستغل هؤلاء الثغرات القانونية لحرمان الدكتور نصر من ترقيته بواسطة تقرير أعده أحد الأساتذة وهو الذي كان مستشاراً –افتائياً طبعاً- لأحد تلك الشركات ، والغريب أن نفس الرجل تعرض لحملة تكفير مشابهة جراء كتاب وضعه بعنوان أبي آدم ، ولكن لأن الرجل من أزلام هذا التيار تم احتواء الزوبعة التي ثارت ضده ، أما باحثنا الفقير إلا للمعرفة فقد واصل ذلك التيار حربه عليه ، فذهب إلى القضاء ليصطاد الدكتور نصر بواسطة الخلل القانوني وبواسطة قاض محسوب على ذلك التيار الاسلاموي ، وقاد الحملة بشكل أساسي شخص يكنى بالشيخ يوسف ، وحكمت المحكمة بردة الدكتور نصر عن دينه وبالتالي اعتبار عقد زواجه من الدكتورة ابتهال يونس باطلاً والتفريق بينه وبينها اصبح واجباً شرعياً مقدساً!
ووقفت الدكتورة ابتهال ودون أي تصريح بقوة إلى جانب زوجها الباحث الموصوم بالكفر ، يقول الدكتور نصر أنها كانت تقول لو خرجوا علينا بمدافعهم الرشاشة لقتلك لمنعتك بجسدي !
الدكتورة ابتهال يونس هي التي رفضت بغضب شديد أن تعيد وزوجها عقد قرانهما لتجاوز قرار بطلان العقد السابق والعودة إلى حالة الزواج الطبيعي لأن ذلك معناه كما ترى اقرارها بأن زواجهما كان باطلاً وهو الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به !
الدكتورة ابتهال يونس التي تمسكت بزوجها وبكرامتها وهي تتحمل قسوة المنافي معه لأنها ترفض أن يكون لأحد الحق في أن يمارس الوصاية عليها وهي الأستاذة الجامعية .
الدكتورة ابتهال يونس هي المرأة التي لا زالت تتحمل تطاولات وتهجمات ذلك التيار الذي يتجر بالدين والذي يسيء إلى خلقها وكرامتها عندما يتنطع أحد زبانيته ليقول استمرار هذه المرأة بالارتباط بزوجها هو فاحشة وأنه مستعد لتزويجها من رجل آخر إذا كانت مشكلتها مشكلة الحصول على زوج!
إلى أي مستوى من الإسفاف وصل مجتمعنا ، ومتى نقر بحق المفكر غير المنقوص والانسان عامة بأن يعبر عن رأيه بحرية كاملة ؟ متى نصل إلى ما وصلت إليه المجتمعات المتمدنة عندما أخذت برأي جان جاك روسو الذي قال :"أنا مستعد لأن أموت حتى تقول رأيك الذي يعارضني بحرية" ؟!
حتى نجيب عن هذه الاسئلة المعلقة أبداً في ثقافتنا ونعتذر كمجتمع من الدكتورة ابتهال يونس ، فإن قضيتها تبقى طعنة للضمير العربي ، واحتقار سافر للعقل والانسان العربي.