اختطاف الصحفيين من اجل تعميم انتهاك حقوق المرأة



ليلى محمد
2004 / 9 / 9

تعددت الاسباب التي من اجلها تختطف زمر الاسلام السياسي الاجانب العاملين في العراق، مثلما تعددت اسمائهم المشؤومة والتي لا تثير سوى الحنق والسخط من قبل الجماهير.
لا تستطيع هذه الزمر مهما فعلت ان تخفي عدائها الازلي للمرأة ولحقوق المرأة. فمن خطف النساء الى تهديهم وتهديد عوائلهم الى الاعتداء عليها في كل مكان يقع ناظهرم فيها على امرأة، الى اعتبارها عورة!!! يجب ان تخفى عن المجتمع، الى رجمها ..الى سحق حقوقها الانسانية وحرمانها من ابسط حق لكل انسان وهو حق الحياة الى فرض القوانين الاسلامية الرجعية عليها( اللباس الاسلامي ، الزواج المبكر، الخضوع لقوانين العائلة،الحرمان من التعليم، تعدد الزوجات، الحرمان من حق اختيار شريك الحياة)، كل هذه الحقوق هي برنامجهم وسياستهم لمستقبل المرأة في العراق والعالم اجمع.
اليوم ومن المثير للسخرية ان تختطف واحدة من هذه الزمرالاسلامية الارهابية صحفيان فرنسيان ومطالبة الحكومة الفرنسية بالغاء قانون حضر الحجاب في فرنسا. ترى لماذا هذا المطلب ولو انه ليس غريباً عليهم فعل ذلك.
ما نراه ان تلك الجماعات قد يإست ووصلت الى حد الافلاس من المطالبة بخروج قوات الاحتلال الامريكية من العراق بعد اختطاف العديد من الاجانب وقتلهم وذبحهم تارة، وتارة تركهم لانهم مسلمين!!!! وتارة اخرى الافراج عن بعضهم بعد الحصول على ما ساوموا عليه الا طرد القوات الامريكية التي هي الورقة الرابحة والتي يتم التعامل بها في الوقت المناسب. هذه من ناحية ومن ناحية اخرى تريد هذه الجماعات من اطالة امد عمرها وايجاد مكان لها في تلك الصراعات وان تلفت انظار العالم بانها باقية والمدافعة الوحيدة المستبسلةعن الاسلام رغم الانتقادات الحادة والسخط التي باتت تواجهه حتى من الجماعات الاسلامية الاخرى التي تسمي نفسها بالمعتدلة!!!!
بعد كل هذا فاليوم لم يجدوا باساليبهم الوحشية من يصغي اليهم وهم على علم ان الحكومة الامريكية مثلها لا تبالي ابداً بحقوق الانسان في العراق وخاصة النساء، وان الهجمات العسكرية المتكررة وقتل الآلاف من الابرياء لمحاربة الارهابيين!!! هو دليل ليس بحاجة الى توضيح، وانهم قتلوا وذبحوا اضعاف ما تقتل وتذبح تلك الزمر الاسلامية وما زالت.
ان مطالبتهم اليوم برفع الحضر عن الحجاب في فرنسا ليس الا مطالبتهم بتشديد قبضة الاسلام السياسي على حياة وحقوق المرأة. ان هذا المطلب لا يد ل الا على ان محاربة هؤلاء لحقوق الانسان يبدأ بمحاربة حقوق المرأة. ان تهديديهم بذبح المخطوفَين ليس الا لبث الرعب في نفوس تلك الجماهير البريئة في كل العالم والتي تبعث برسالة الى نساء العراق ومنظماتها التحررية مؤداها،ان حد السيف والذبح والتعذيب والعنف هو الطريقة الوحيدة لديهم للوصول الى مبتغاهم.
ليس بالجديد على الزمر والجماعات الاسلامية بفرض الحجاب واللباس الاسلامي على المرأة في جميع الدول التي يكونون هم الحاكمين فيها ام معارضة في دولة تغازلها حكومتها للرضوخ لمطالبها. ان المرأة في تلك الدولة مبتلاة بمجرمين يشددون خناقهم على حياتها وعلى كل خطوة تخطوها الى الامام. فدول مثل ايران والسعودية اكبر معقلين للرجعية في الشرق الاوسط واللذان يمولان كل حركة اسلامية رجعية هدفها محاربة المدنية والتحضر والانسانية في العالم، يمكن ان يكونا مثالين لما تقاسي فيها المرأة من حياة ملئها الآلام والمآسي.
لم تستطع المنظمات الاسلامية الرجعية في فرنسا، والهرج والمرج التي قامت بها تحت اسم حرية وحق المرأة!!!! إلغاء هذا القانون المدني عند سنه، واليوم تاتي حليفاتها باسلوب اكثر عدائية لانسانية المرأة ولحقوق الانسان وتساوم على حياة الابرياء.
ان على جميع الحكومات في اوربا والعالم المتحضر ان تلتزم بحماية حقوق وحياة المرأة في بلدانها، وان مطلب فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم يجب ان يكون المطلب الرئيسي لكل المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة في العراق وهو السبيل الوحيد لحفظ حرمة وكرامة وانسانية المرأة في الحرية والمساواة الكاملة في المجتمع والغاء كافة القوانين الرجعية والمستندة على الشريعة الاسلامية التي تكرس دونية المرأة في المجتمع. وبالحكومة العلمانية وحدها يمكن فرض هذا المطلب.