الاغتصاب الاخلاقي



ديمة كرادشة
2010 / 10 / 18

هل يجوز ان نعمم مصطلح الاغتصاب على كافة الحالات التي تنتهك فيها حقوق الانسان ، وبالاخص حقوق المرأة . واذا سمحتم لي بهذا التعميم فالمرأة منذ لحظة ولادتها وحتى مماتها تتعرض لسلسلة من الاغتصابات والتي تتنوع ما بين الاخلاقي والعاطفي اوالاجتماعي والجنسي وغيرها . اليس حرمان الطفلة من اللعب بلعبة تحبها انطلاقاً من كونها انثى هو احد انواع الاغتصاب الانساني؟ . ومن ثم تواجه خياراتها في الحياة بالتحجيم والقمع من الاهل والمجتمع بدءا من لحظة الارضاع والرعاية التي لا تكاد تخلو من حسرة عدم انجاب الابن ، ثم مرورا بالتنميط الذي يرسم لها ادوارها الرئيسية في المجتمع والتي لا تخرج عن كونها ادوار انجابية امومية وعدم افساح المجال لها لتخطي ادوار اخرى ...اليس هذا نوع من انواع الاغتصاب؟، وتبقى هذه الطفلة حبيسة رغباتها وحاجاتها المقموعة لتصبح فيما بعد امرأة لا تعرف معنى النضوج ولا المعنى الحقيقي للحياة وقد تبدأ في رحلة البحث عن الذات في مراحل متأخرة قد تضر بها وبمن حولها ...ويعرضها للمزيد من الرفض او الاهمال .اضف الى ذلك ان هذه الطفلة ستواجه انواع عدة من الاغتصاب والذي يتمثل بهتك حقوقها في ممارسة هواية معينه او تختار مهنةا والتعبير عن رغباتها والاستهزاء بمشاعرها وعواطفها وتشويه للمنظومة القيمية التي تتربى عليها من حيث الممنوعات والمحظورات منها ....اليس التشويه الاخلاقي نوع من انواع الاغتصاب؟ . وإن صادفت في حياتها الشخص المناسب فسوف تباشر في رحلة التضحيات والتنازلات لارضاء الحبيب والعشيق وتواجه في هذه الرحلة الاغتصاب العاطفي والجنسي والمتمثل في عدم القدرة على ممارسة حقها في التعبير عن رغباتها واحاسيسها كما تريد هي وليس كما يريد هو ،وان حدث وان تجرأت على ذلك نعتت بالعاهرة , وحتى عند العناية باطفالها والذين هم جزء منها تخضع لانواع اخرى من الابتزاز والالحاح لتلبية طلبياتهم ورغباتهم وهنا تصبح المعاناة اضعاف واضعاف , وفوق كل هذا وفي نهاية الرحلة لا تملك اي حق من الحقوق تجاه اطفالها وتجاه نفسها , بل تجرد من كافة انسانيتها وهذا ايضا شكل اخر من الاغتصاب الانساني !!!من كثرة الانهيارات التي واجهتها بحياتها ستتحول الى ركام او بواقي انسان غير معروف الهوية .