فتاوى شيوخنا : خادمة آه , كاشيره لا .



ياسمين يحيى
2010 / 11 / 2

أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء السعودية فتوى تحرم عمل النساء بمهنة ( كاشير ) في الأسواق التجارية وذالك بعد سماح وزارة العمل السعودية للمتاجر التموينية الكبرى بتوظيف النساء في هذه المهنة .
حيث قالت اللجنة في بيان لها : أنه وبعد تدارس سؤال حول حكم عمل المرأة في هذه الأعمال فأنه لايجوز للمرأة المسلمة أن تعمل في مكان فيه أختلاط بالرجال .

وأعتبر البيان الشركات التي تشغل النساء في هذه الوظيفة بأنها " تعاون منها على المحرم " .
وعارض الشيخ يوسف الأحمد قرار وزاة العمل هذا ودعا الى مقاطعة المتاجر التموينية التي وظفت النساء بهذه المهنة ، وقال أن هذه المهنة لاتليق بالمرأة السعودية وأنها من المهن الدنيا ، وأن للمرأة السعودية كرامتها وخصوصيتها ، وقال أن هذا العمل عمل محرم بسبب الاختلاط ولايجوز للمرأة المسلمة العمل به . ووصف هذا القرار بأنه تغريب للمرأة السعودية وشاركه في هذا الرأي كثير من المشائخ وأتباعهم .

الغريب في الموضوع أنه قبل فترة ليست ببعيدة صدر قرار يسمح للمرأة السعودية في العمل (خادمة) في البيوت ولم تصدر أي فتوى مشابهة لهذه الفتوى رغم الأختلاط المؤكد والخلوه المتوقعة ، بل على العكس رحبوا شيوخنا الوهابيون (الغيورون) بهذا القرار وأصدر أحدهم وهو الشيخ اللحيدان فتوى تجيز عمل المرأة السعودية (خادمة) في المنازل السعودية ولم نسمع عن أعتراضات ولا حملات مقاطعة ولا أوصاف تصف هذه المهنة بغير لائقة أو أنها من المهن الدنيا كما وصف الأحمد مهنة (الكاشير) ولم نقرأ لأتباعهم كتابات في المنتديات تسأل : هل ترضى لأختك أو زوجتك أن تعمل خادمة في البيوت ؟ مثلما يكتبوا الآن هل ترضى بأن تعمل محارمكم بمهنة كاشير في المتاجر ؟

والأغرب في الموضوع كله أن كلا المهنتين فيهما أختلاط فلماذا يحرموا هذه ويحللوا تلك ؟
لو دققنا في المهنتين قليلا سنجد أن نسبة وقوع المحظور الديني في مهنة الخادمة أكبر بكثير منه في مهنة الكاشير، ولو قارنا بين المهنتين من ناحية المستوى اللائق وحفظ الكرامة سنجد أن مهنة الكاشير مهنة محترمة وتحفظ للمرأة كرامتها وأنسانيتها لأنها تعمل في شركة مثل جميع العاملين في العالم وليست خادمة في بيت.
أن تبريرهم لجواز عمل المرأة خادمة في البيوت رغم حصول الاختلاط هو أنه بشرط وهو: أن يطلب من رب البيت وباقي الذكور عدم التواجد في بيتهم أثناء عمل الخادمة السعودية به . ومدة العمل المحددة هي 8 ساعات يوميا .
تخيلوا أن رجل يريد الدخول إلى بيته في أثناء عمل الخادمة ثم يقفوا له عند الباب ويقولوا : لا لا تدخل الخادمة موجودة . (والله شيوخنا نكتة ) . من يضمن لنا أن لايدخل الرجال بيوتهم في أي وقت شاءوا ! ثم لماذا لايشترطوا نفس الشرط على مهنة الكاشير ويطلبوا من الزبائن عدم التواجد في المتاجر أثناء عمل النساء ؟ على الأقل هذا الشرط سهل تحقيقه بأن يضعوا لافتة على بوابة المتجر مكتوب فيها _ الرجاء عدم دخول الزبائن الرجال _
أما في حالة المنزل فمن المستحيل أن يضع أحدهم لافتة على بيته مكتوبا فيها _ الرجاء عدم دخول رجال البيت_ لأن الذي يعمل هذا العمل بالتأكيد سيقولوا عنه مجنون رسمي .

لا أعرف كيف تفكر هذه الكائنات الحية يقولون الشيء ثم يفعلون عكسه!، فمثلا دائما هم ينادون بخصوصية المرأة السعودية وبأحترام العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية ثم يقفوا مع عمل المرأة خادمة في البيوت وهذا يخالف العادات
والأعراف الاجتماعية فنحن مثلا أذا قمنا بزيارة أقاربنا أو جيراننا يدخلوننا من الباب الخاص بالنساء ويجلسوننا في غرفة الضيوف الخاصة بالنساء أيضا ولايمكن أن يرانا أحدا من الرجال أو نحن نراهم فكيف فجأة وبهذه البساطة يطلبوا منا مثلا أن نقدم وجبة الغداء لهذا الرجل الذي كان يوصد بيننا وبينه الف باب وباب ؟ (أسم الله علي) .

بعدما فكرت في هذا التناقض السافر وجدت التفسير (العلمي) لهذه المسألة وهو : هم لايهمهم أختلاط المرأة بالرجل بقدر خوفهم من تمكن المرأة وأستقلاليتها وأعتمادها على نفسها وعدم حاجتها للرجل وأرتفاع شأنها ، فعمل المرأة كخادمة في البيوت لا يرفع من شأنها ولا يمنحها الاستقلالية والاكتفاء . أما المهن الأخرى التي يعترضون عليها بحجة الاختلاط فهي مهن رسمية محترمة تابعة لمؤسسات وشركات الدولة وتمنحهن رواتب جيدة وهذا يرفع من معنوياتهن وعزتهن بأنفسهن ويغنيهن عن الرجل وهذا المحظور بالنسبة لهم أي لشيوخنا (الأعزاء) . واذا عرف السبب بطل العجب .
وهذا مثال آخر يدل على صحة تفسيري لتناقضهم : نحن الوحيدين في العالم الذين محلات اللانجري [ملابس داخلية] لدينا البائعين فيها رجال .
وعندما صدر قرار سابق يسمح للمرأة بالعمل كبائعة في محلات اللانجري تبيع فيه للمرأة فقط وبهذا تتخلص المرأة السعودية من الأحراج الذي تتعرض له مع البائع الرجل كانوا هم أول وآخر من أعترض على هذا العمل الذي يحفظ حياء المرأة .
المشكلة أنهم مصدعين رأووسنا بجملة "حياء المرأة "
ولكن الحياء يهون طالما ظلت المرأة بحاجة للرجل وعديمة الاستقلالية المادية .

الاحظ أحيانا في محلات اللانجري نساء واضح من طريقة لباسهن أنهن ملتزمات دينيا ومع ذالك يسألن البائع على المقاس ويستفسرن عن الألوان بكل جرأه وأنفتاح وأنا الغير متدينة والتي لا أعترف بالدين أصلا أتفرج فقط وأذا أردت أن أشتري شيئا أذهب الى الاسواق القليلة المخصصة للنساء وحضرة المطوعات [المتدينات] ماخذات راحتهن عالآخر ومبسوطااااااااااااات . .