لن يشفى العراق وليلى مريضةٌ ...!



كامل السعدون
2004 / 9 / 14

لن يتعافى العراق وليلى مريضةٌ…!
1__________
لا وربي … لن يتعافى العراق ويشفى من آثار الفاشية وآخر نسخها المنقحة المتمثلة بكل هذه التيارات الوسخة التي عصفت بالشارع العراقي ، الصدر ومجاهدي الفلوجة وجند محمد وسيف علي وجيش الصحابة و…و…و… الخ ، إلا بتماثل ليلى العراقية المريضة ، للشفاء وأخذها لمكانها الطبيعي في الشارع …في المدرسة في المعمل في المقهى في الحديقة العامة في الشرطة والجيش والمرور …!
لن يتعافى العراق بأطنان العمائم التي تتنافس على خلافة عمر وعلي ، فلا عمر بيننا ولا علي ولن يعودا ولن يعود زمانهم ولو هلك عشاقهما ومريديهما من فرط اللطم والبكاء وتخزين الأسلحة في المقابر والجوامع وتكايا الوسط ومراقد الأئمة …!
لن يتعافى العراق من مرضه العضال ، الإرهاب والقتل على الهوية وازدواجية الولاءات وتعدد المنابر ، إلا بتحرير ليلى العراقية من مطبخها والزجّ بها في موقعها الطبيعي الشريف النبيل ، في ساحة العمل الوطني السياسي الواسع لتضيف نكهة روحها المتسامحة الجميلة ، ولمساتها الرشيقة الحنون على الأداء الوطني الرجولي الأناني النفعي فتقلم بحضورها الأظفار والمخالب وتعيد المتحاورين بالهاونات والقاذفات إلى رشدهم ليؤمنوا أن العراق ليس لهم وحدهم ، ولا ينبغي أن يكون وإن ليلى ليست العاشقة البليدة المنتظرة عودة البعل أو الحبيب الغائب ، بل الحاضرة الأبدية معه تعقلن فعله وتجملّه وتذكره بأنها هنا وإن لها في العراق حصةٌ كما له وأن لها أيضاً اهتماماتها واحتياجاتها الإنسانية التي ينبغي أن تشبع وتلبى تماماً كاحتياجاته وأكثر …!
لن يتحرر العراق من صدام وميراث صدام وخلفاء صدام من فئة حزب الفضيلة وحزب الله وغضب الله ولعنة الله وألف عمامةٍ لألف أميٍ يستنكف أن يمد اليد لمصافحة أخته وأمه وجارته لأنها تفسد وضوءه …!
ليلى هي التاج الذي ينبغي أن يتوج رأس العراق بدلاً من عمائم الماضي التي لا نفع فيها إلا الفتن والخراب والذلّ والفساد …!
ليلى هي الفضيلة بوجهها وشعرها وأناملها وذراعها التي تدير المكائن وتحرس الشارع وتتصدى للهم السياسي الوطني !
…ليلى هي العراق الجديد العادل الآمن القوي العزيز الجميل …!
لن يتحرر العراق … إلا بأن يلقم أشباح العتمة وذوي العمائم الفارسية ومروجي الحجاب الفارسي ، يلقمون حجراً ثقيلاً بتحرير ليلى ومساواتها بالرجل ، وفي ساحة الفعل سيثبت الفريقان أيهما أحرص على العراق وأيهما أنفع للعراق ، وبالمنافسة الشريفة والعمل المشترك والارتقاء المشترك لكلا الجنسين ، يتقدم العراق ويتطور ويزهو ويتألق ويغدو النموذج المشع المبهر الذي يجتذب الأنظار وتضرب به الأمثال في العدل والمساواة والجمال …!
لقد استبشرنا خيراً بتحرير عراقنا ، لا لنسلمه لعمائم الشيطان فيعيدون دورة العنف والذبح الطائفي والتشدق بالفضيلة الزائفة .
لقد استبشرنا بالتحرير ، وكان لكل واحدٍ منّا دوره الصغير في النضال ضد الفاشية الصدامية منذ ظهورها حتى يوم سقوطها ، لكي نرى العراق بعين المستقبل لا بعين الماضي ، لكي نراه لأهله ، لكل أعراقه ، لكل طوائفه ، لكلا الجنسين الجميلين من أبنائه ، لا لطائفةٍ واحدةٍ وجنسٍ واحد كما كان حاله طوال الخمسة وثلاثون عاماً الماضية …!
ومثل هذا العراق الحلم مسئوليتنا جميعاً ، الرجل كما المرأة ، في تحقيقه وبناءه ، لأن اليد الواحدة لا تستطيع وحدها أن تبني أن لم تشاركها الأخرى …!

2_____________

رغم إن للحكومة أجندتها العريضة ورغم أنها جديدةٌ بعد على الحكم والإدارة وأمامها مصائب جمة لما تزل تتناسخ وتتناسل وتفرخ الواحدة عشراً أخر في كل يوم ، رغم هذا فقد أغفلت الحكومة وللأسف دور المرأة وأهميتها في المشاركة في التصدي للإرهاب وإعادة بناء العراق ، وتركت الساحة شاغرةٍ فملأتها القمامة ، قمامة الرجل اللص ، الرجل الطائفي ، الرجل المتخلف ، رجل الماضي ، رجل الولاء للخارج …!
كان ينبغي للحكومة أن تحرك عجلة الاقتصاد في الجنوب العراقي كما يفعل الأشقاء الكرد في الشمال بالزجّ بالمرأة وبقوة في معركة الأعمار … لديها ملايين الدولارات التي ترد يومياً من بركة هذه الأرض المعطاء ، لماذا لم تشغل المرأة بقوة …تخرجها إلى ساحة العمل تزجّ بها في صلب مسؤولياتها ، تمنحها الفرصة للتحرر من حجابها بل وعبائنتها لتطرز لون الشارع والمعمل والمزرعة العراقية بلونٍ بهيٍ جميلٍ تطيب له النفوس فتهدأ وتتعقلن وتؤمن أن هناك تغيير حقيقي حاصل في العراق ولا ردة فيه وبالتالي يكف الرصاص أو يخفّ عن التفجر هنا وهناك من أجل تنفيذ أجندات الآخرين من السلفيين والظلاميين المتخشبين المتخلفين في دول الجوار …!
كان ينبغي أن تولى الأولوية لتشغيل المرأة وحثها وإغرائها على العمل وبأجورٍ أعلى من أجور الرجل لأنها بمثل هذا يمكن أن تكسب قطاعاً كبيراً من الشعب إلى صفها …!
قطاع كبير من النسوة اللواتي لم يتلوثن بعد بالطائفية أو الظلامية الدينية لأنهن يؤمن في قرارة أنفسهن أن هذه الظلامية تحمل في جوهرها بذرة الاحتقار لهن ، وبالتالي فأن ولائهن سيكون للعراق الجديد ودعاة العراق الجديد وبقوة لا يمكن الحصول عليها من أهل الأحزاب المختلفة ( اللهم إلا الأحزاب العلمانية أو بعضها ) …!
كان ينبغي للحكومة أن تشغل المرأة بل وتفضل تشغيلها على الرجل ، لأنها بمثل هذا تعزز من ثقل دور المرأة في المجتمع وبالتالي تكسب الرجل من خلال كسب أمه وأخته وزوجته ، وتلك الأم والأخت كما أسلفنا ليس لها ميول سياسية أو دينية معادية للعراق الجديد كما يمكن أن يكون الحال لدى الرجل الذي ( تأدلج ) في الغالب في إيران أو السعودية أو مقبرة النجف …!
عوضاً عن جنود بولندا وبريطانيا وغيرها الذين يملئون شوارع مدننا ، كان ينبغي أن تملأها نسائنا وشبابنا في حركة عملٍ دائبةٍ نشطة تفزع بمطارقها ومعاولها وهابيو السعودية الذين يستبيحون اللطيفية والمحمودية وأقبية النجف …!
كان ينبغي أن تنشط عشرات بل مئات الورش والمعامل الصغيرة ودورات تعليم الكمبيوتر والخياطة … كان ينبغي أن تنشأ شرطة نسائية مستقلة بقيادتها وإدارتها ، تملأ شوارع مدننا وقرانا …!
أنا لا أفهم كيف يتصرف الحاكمون حقاً ولماذا هذا التباطؤ في البناء والأعمار ، ولماذا لا تكون لدينا وزارة للمرأة تكون معنية فقط بإدارة شؤون المرأة وتشغيلها وتثقيفها …!
لا أدري أيجهل الحاكمون أم يتجاهلون أن مشكلة العراقيين الأساسية اليوم هي المشكلة الاقتصادية وأن البطالة سببٌ أساس في تفشي الإرهاب وعزل المرأة أو إلزامها بالبقاء في بيتها يعزز الإرهاب بقوة لأنه يخلي الشارع من حضورها الجميل …!
الناس تريد وفرةٍ في الخبز والدواء … تريد سكناً … تريد أمناً … طيب لم لا تشرك الناس في تحقيق الوفرة والأمن من خلال الزجّ بكلا الجنسين في معركة البناء وحماية العراق …!
3__________________

هذا المهرجان الرجولي الجبار الذي هرول وراء السيستاني لتحرير النجف وإنقاذ المرقد والحفيد المختبئ في المرقد ، كان يمكن أن يتوفر للبناء والعمل بدلاً من الهرولة وراء الشيخ الفاضل !
…تلك المئات والآلاف التي قتلت وجرحت مع المعتوه مقتدى ، كان يمكن أن تتوفر دمائهم لتكون زيت عجلة البناء العراقي الجديد الشامخ …!
تلك الست مائة مليون دولار التي أحرقها الشيخ سميسم والشيخ البيضاني والسوداني والأقحواني ، كان يمكن أن تتوفر لتتحول إلى معامل ومزارع وملاعب أطفال ورياض أطفال بدلاً من أن تحترق في الفضاء لتلوث رئة الولي السفيه في إيران فيصاب بالسعال والزكام …!
كل هذا الذي خسرناه وسنظل نخسره إلى ما شاء الله ، أحد أسبابه عزل المرأة وتجاوزها والتنكر لدورها وعدم إبلائها الأهمية التي تستحقها من عراقها الجديد …!
لو إن هذا الذي خرج ليقتل الناس في الشارع من أجل عيون الشيخ ضاري أو ذاك الذي خرج ليحرق آبار النفط إكراما لحزب الله اللبناني ، كان يعرف أن أخته أو أمه هي من يعمل الآن في هذا الشارع أو ذاك المعمل أو تلك المحطة الكهربائية ، لأستحي من نفسه ولم يفعلها لأن أمه أو أخته ستعود إليه في المساء برزقه ورزق أخوته …!
الحكومة خسرت للأسف حليفاً قوياً لها من خلال تجاهلها للمرأة وتأثيرها التربوي والمعيشي والعاطفي على الرجل … الرجل الإرهابي أو المتواطئ …!
شارعنا بحاجة قوية للمرأة … معملنا …مدرستنا …مزرعتنا …آبار نفطنا …حدودنا …صحرائنا …جيشنا وشركتنا …بحاجة قوية لحضور المرأة …!
حضورها الجميل النقي الذي لا يشك بولائه للعراق وتاريخ العراق وألق العراق …!

4___________________

لماذا تنتج السعودية أكبر كمية من الإرهابيين كل عام …؟
لأن الشارع السعودي يفتقد للمرأة …!
لأن المعمل السعودي يفتقد للمرأة … !
لأن البيت السعودي يفتقد للمرأة …!
سيهتف أكثر من واحد ، أتق الله يا رجل ، كيف يفتقد البيت السعودي للمرأة …!
بلا يفتقدها… أقولها وأصرّ عليها ، لأن المرأة السعودية محكومة بأنها عورة ، حتى في سرير الزوجية ، هي عورة ، وبالتالي فهل يمكن لمن هي عورة أن تنجب أبناء أصحاء سليموا العقل والقلب والضمير …!
وهل يمكن لهذا الابن الذي يقتدي بأبيه في الإيمان بعورة أمه وأخته ، ومنْ يخرج إلى الشارع فلا يرى إلا العورات مثل زجاجات الكولا السوداء ، تمشي بذلّةٍ وانكسار في شوارع الرجال …!
سوادٌ بسوادٌ بسواد …وحرمان يفرخ حرماناً … وبالنتيجة لا مهرب إلا إلى غانيات الجنة …!
عاهرات الجنّة المنتظرات بلهفة لهذا الشهيد السعودي القادم … هذه الروح التي ارتدت جسداً معافى بعد أن أودعت المسيب أو المحمودية فتيتها الأصلي معلقاً فوق أعمدة الكهرباء وسطوح المنازل البائسة لفقراء العراق …!
ولماذا تنتج السعودية التي تبيع قرابة الثمانية ملايين برميل بترول يومياً كل هذا الكمّ من البؤساء الذين يموتون غرباء في أفغانستان أو العراق أو الشيشان أو القلبين ، بينما تونس الخضراء تعيش عزيزةٍ كريمةٍ خضراء على واردات السياحة والزيتون …ولو كانت تبيع مليون برميل بترول يومياً لكانت والله سويسرا الشرق بغير منازع …!
لماذا … ؟
لأن تلك لا حضور فيها للمرأة ولهذا تنتج رغم ثرائها كل هذا الكم من القتلة المقتولين ، بينما الأخرى على فقرها ، تجدها آمنةٍ مطمئنةٍ وادعةٍ منسجمة في علاقاتها الدولية ومقبولة من قبل العالم المتحضر ويفدها كل عامٍ مئات الآلاف من السواح من أوربا فيغنون خزينتها بملايين الدولارات …!
لماذا لأن المرأة فيها مصونةٍ من قبل الدولة وحريتها محمية من رأس الدولة وحضورها بهيٌ في الشارع والمعمل والمزرعة والكافيتيريا ، في كل لحظةٍ وحين من الزمن التونسي الجميل …!
لا ندعي أن تونس قبلة الديموقراطية وأن الحريات السياسية فيها كتلك التي في عراقنا اليوم ، قطعاً لا … ولكن أهلها وأهل الحكم هناك ، عرفوا أهمية كسب المرأة من أجل ضمان الأمن والاستقرار في البلد وإقصاء دعاة التطرف والظلام بعيداً عن ساحة الفعل …!

5____________

أحزاب الرجال … حتى الأحزاب الدينية منها ، لو إن المرأة وجدت لها حضوراً فيها ، لأمكن لها أن تعقلن مسيرة تلك الأحزاب وتعطيها عدلاً ومصداقية وألقاً تفتقد له في غياب هذا الجنس اللطيف الجميل …!
ولكننا لا نعول على هؤلاء ولا نظن أنهم يمكن أن يكسبوا المرأة لأنهم بهذا سيتنكرون للوضوء ولوازم الطهارة ولأن العراقية لا يمكن أن تقبل أن تكون عورة أو أقل من الرجل شأناً ، ولكننا نعول على أحزاب العلمانية لأن هؤلاء وحدهم هم المرشحون لنيل الحصة الأكبر في الحكم والسلطة ولأن أمريكا لا يمكن أن تكون قد خسرت كل هذا الذي خسرته لتسلم العراق في النهاية للوهابيين أو البعثيين أو الصدريين …!
طيب … أحزاب العلم والعلمانية ، منوطٌ بها أن تفتح ذراعيها للمرأة لأن لها ثقلاً انتخابيا كبيراً وكلما زاد وعيها كلما توجهت صوب أولئك الذين سينحازون لها اليوم فتمنحهم كراسيهم غداً …!
أحزاب العلمانية الضعيفة أصلاً في العراق وللأسف رغم إن لديها رصيداً هائلاً مدخراً في الجامعات والدوائر الحكومية والبيوت والمزارع ، عليها أن تتوجه بقوة لهذا الرصيد فتشغله وتنمي وعيه وتدعمه بقوة من خلال الزجّ به في العملية السياسية ومن خلال الضغط على الحكومة لتشغيله وتوفير الرعاية والدعم الحكومي له .
يجب تحريك الطاقات النسوية بقوة وإغراء المرأة للتصدي لدورها الوطني ، يجب أن تقوم الأحزاب بزيارة المرأة في بيتها ومزرعتها ، يجب إقامة الندوات المشتركة مع المنظمات النسائية ، يجب أن يفرد للمرأة دورٌ كبير في برامج الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وينبغي أن تكون مشاركة المرأة في قيادات الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني بنسبةٍ لا تقل عن نسبة مشاركتها في الوزارة أي 25% ، وأن لا يكون هذا السقف هو النهائي ، بل ينبغي أن يرتقي لاحقاً إلى نسبة النصف أي 50% ، هذا إذا أرادت تلك الأحزاب أن يكون لها مستقبل حقيقي في العملية السياسية وبناء العراق الجديد …!

6_____________


أذكر إذ كنت بعد صبياً أن البعثيين وفي الأعوام الأولى لحكمهم ، زجّوا بالمرأة بقوة في العملية السياسية ، اتحاد نساء وندوات مخصصة للمرأة وتحالف مع الشيوعيين مهد لتطور ثقافي وانفتاح سياسي رائع ، وكان مؤملاً أن يرتقي الوضع السياسي والاجتماعي إلى مستوى أرقى لولا إفلاس حزب البعث الباكر وتناحر أطرافه وسقوطه لاحقا في مستنقع القبلية والطائفية والولاء للخارج القومي على حساب الداخل العراقي الوطني .
الحقيقة لقد خدمهم هذا النهج الذي انتهجوه في أوائل السبعينات ، خدمهم كثيراً في أوانه أو لاحقاً ، فقد نجحوا في ضمان ولاء المرأة لهم وللنهج القومي الاشتراكي العلماني الذي أدعوه في البداية ، ضمنوا ولائها من خلال الحريات الشكلية التي منحوها لها ، والحماية القانونية التي أسبغوها عليها ، لا بل وتسنى لهم أن يحموا المجتمع عامةٍ من التطرف الديني والسياسي وتعدد الولاءات الثانوية ( عشائرية ، طائفية ، دينية …الخ ) .
لم يكن في عراق السبعينات ولا حتى الثمانينات ، هذا الغزو البشع للحجاب الفارسي ، لأن المرأة كانت محمية بقوة ولأن الواعظ كان يجري في ركاب الحاكم ، وكانت العمامة السوداء تخفى من قبل صاحبها ذاته ، ليرتدي عوضاً عنها ( بيرية ) الجيش الشعبي ويذهب لحراسة تمثال الحاكم الذي يتوسط الحي الذي يعيش فيه …!
تمكن العراقيون من عبور الموجة الخمينية العاتية بقوة ولائهم للعراق وبقوة حضور المرأة في الساحة ، رغم إن حضورها بدأ يتلوث ويشوه ويقصر على جوانب دون أخرى ، ورغم إننا كنا نتألم لأننا كنا نريد لها وعياً شمولياً لا يقتصر على جانب دون آخر ولا يجير لحساب قوةٍ سياسيةٍ فاشيةٍ ظالمة …!
أظن أن من المهم بالنسبة للأحزاب العراقية العلمانية اليوم أن تنتبه لهذه الحقيقة ، وإذا كان البعث المجرم قد أغرق العراق بالدماء ، فإن تجربة النصف الأول من السبعينات تستحق أن تولى الاهتمام ، لأنها حررت المرأة وكسبتها ومنحت البعث عمراً ما كان يستحقه …!
تربحون المرأة اليوم ، تضمنون للعراق الجديد فرصة الحياة والخروج من عنق الزجاجة …!

7________________

تجربة الأخوة في السليمانية اليوم ، تجربةٌ تستحق الاهتمام والإقتداء من كل العراقيين وكل القوى السياسية .
في السليمانية لا ترى عمائم سوداء ولا حجاب ولا عصابات إسلامية تتبع هذا الفقيه أو ذاك …!
في السليمانية لا ترى الحجاب الإيراني رغم إن السليمانية أقرب لإيران من واسط أو بعقوبة أو الفلوجة …!
في السليمانية قمعوا أنصار الإسلام بقوة وأطفئوا نيران الفتنة باكراً وفتحوا الباب واسعاً لأهل الإسلام من المعتدلين …!
في السليمانية زجّوا بالمرأة في صميم الحياة ، أخرجوها من البيت والمطبخ إلى ساحة العمل … أشركوها في الهم السياسي …القومي … الوطني …فكسبوا بحضورها احترام العالم وحققوا الأمان لإقليمهم ولعموم كردستان …!

8_________________

دعوة للرجال :
_______
أود في الختام أن أدعو العراقيين ، مناضلوا العراق الحقيقيون ، عشاق الحرية والتقدم والعدل والوحدة الوطنية والرفاه لأجيالنا القادمة ، أدعوهم لدعم المرأة بشكل خاصٍ ومستقلٍ عن الحكومة العراقية وعن الأحزاب والجمعيات الأخرى مع الاحتفاظ بالأواصر الطيبة وتبادل الخبرة والدعم .
أدعوهم لتشكيل جمعية خاصة تدعو لحرية المرأة وحماية المرأة ومساواة المرأة مع الرجل .
جمعية يبادر الرجال لإنشائها ووضع برامجها وخططها ونظامها الداخلي ، لتكون رافداً إضافياً لمنظمات المرأة وجمعياتها واتحاداتها .
جمعية يكون هاجسها الأوحد هو النضال من أجل المرأة …!
جمعية تضم كل من يؤمن بحرية المرأة وحقوق المرأة ومستقبل المرأة ومستقبل العراق… من خلال رفاه وسعادة وتقدم المرأة …!
أدعو العراقيين المهتمين وبالذات الأكاديميين والمحامين والسياسيين والمثقفين عامة للمسارعة بتشكيل المنظمة الوطنية لدعم وإسناد حرية المرأة …!