جرائم الاختطاف.. الانتقام القبلي.. قلبت حياة المرأة العراقية.. جحيماً..



عبدالوهاب حميد رشيد
2010 / 11 / 16

بعض ما أنتَ مقدم على قراءته ربما ليس صحيحاً في الواقع. ستتكشف لك أسباب ذلك بعد أن تقرأ القصة كاملة (كاتب المقالة).
تبدأ القصة مع إمرأة (فتاة) شابة تُدعى Uhud (19 عام)، بالكاد تعرف القراءة والكتابة، وإبنة قبيلة قديمة تفتخر بنفسها وتتواجد في ديالى- شمال شرق بغداد.
في يوم ما من أيام شهر آب/ اغسطس، ذهبت أُحد للتسوق وسط المدينة. تتذكر محنتها في مقابلة مع وكالة NPR. أخبرت الوكالة أنها تركت متجر التسوق وكانت على وشك عبور الشارع. "وحالاً توقفت إلى جابنها سيارة، خرج منها أربعة رجال." وأضافت: لقد هددوني بمسدس وأمسكوا بي، لفّوني في عباءتي ووضعوني في السيارة."
خطف وتعرض للضرب Kidnapped And Beaten
وحسب قولها: أخذها الخاطفون إلى منزل ما، وأخذوا بضرب قدميها بشكل قاس بحيث فقدت في نهاية المطاف عدداً من أظافرها.. عصبوا عينيها ووضعوها في غرفة أقفلوا الباب عليها. "هددوني إذا ما هربتُ، عندئذ سيذهبون ويقتلون والدي أو أخي."
حجزوها في الغرفة على مدى عشرة أيام، ثم نقلوها بسيارة باتجاه الشمال وأدخلوها إلى منزل في أربيل- المدينة التي تقع ضمن الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق. "وضعوني مع أربع فتيات كُنّ بعمري... بعضهن مخطوفات مثلي."
واحدة منهنّ أخبرت أُحد بقولها: "إذا كُنتِ ترغبين العمل بالدعارة، يمكنك الانضمام إلينا.. إذا كُنتِ ترغبين بعمل أكثر احتشاماً، يمكنكِ الاشتغال في مقهى." أُحد اختارت المقهى.
تقول جماعات حقوق الإنسان.. هذه هي الطريقة لكيفية الاتجار بالفتيات.. من خلال تقديم الوعود بالعمل، النقود، أو حتى الحب.. كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بأن عشرات آلاف النساء العراقيات تم إيقاعهن في مستنقع "الاستعباد الجنسي sexual servitude." كثرة منهنّ ينتهي بهنّ المطاف في مدن عربية أخرى، مثل دمشق أو دبي. وفي بعض الأحيان يبقين في بلدهنّ.
أُنقِذتْ من قبل لاعب كرة؟ Saved By A Soccer Player?
بعد أن قابلنا أُحد، ذهبنا إلى المقهى في أربيل. يقع في ضاحية مسيحية كبيرة، معروفة ببيع الخمور. يُخيم على المقهى الظلام والدخان، لكنه، يُقدّم العصير فقط.. أكّد مالك المقهى أن أُحد اشتغلت في المقهى، لكنه قال بأنه لم يعرف بقصة الاختطاف.
أثناء مقابلتنا معها، حاولت أُحد وصف زبائن المقهى: رجال أعمال عادة يأتون لتدخين النرجيلة، لكنها إنهارت بعدئذ.. وعندما سألناها ما الأمر؟.. أجابت "لا شيء".. وهنا تعقّدت القصة..
قالت أُحد أن مالك المقهى شعر بالأسى لحالها، وسمح لها العيش في الطابق العلوي من المقهى، حتى لا تضطر للعودة إلى المنزل مع البغايا. وبد مُضي حوالي الشهر على اختطافها، حسب قولها، جاء إلى المقهى لاعب كرة معروف مع زوجته. أخبرتهما أُحد بقصتها. أشفقا عليها ووعداها بمساعدتها للعودة إلى عائلتها. وأقامت مع الزوجين لمد شهر.
"فكَّرنا في قتلها We Thought Of Killing Her"
قالت أُحد أنها بدأت بإجراء مكالمات تلفونية سرّية مع والدها. وعندما شعرت بالأمان في حالة عودتها لمنزلها، جاء والدها واصطحبها. وصف عمّها (شقيق والدها من طرف الأم- الأخ غير الشقيق..) لنا ما حدث لاحقاً. "عندما وضعت قدمها في المنزل، كانت العائلة كلها تُفكر في أمر واحد. افترضنا أنها تعرّضت للاغتصاب... عليه، فكّرنا في قتلها. عندها أخ.. القتل عنده أسهل من شرب كوب ماء.. ولكن هدأت الأمور بعدئذ."
هذه هي الطريقة (القتل) المعمول بها في الأسر القبلية. إذا قضت المرأة وقتاً مع رجل غريب، مع الافتراض بتعرضها للاغتصاب، عليه تكون قد جلبت العار للعائلة/ القبيلة. الطريقة الوحيدة لمحو هذا العار، تتلخص في قتلها.. أو البحث واكتشاف الشخص الآخر المعني لإلقاء اللوم عليه (وتجريمه قتلاً أو الزواج بها)..
متابعة الخيارات القانونية Pursuing Legal Options
كانت أُحد محظوظة أنها في عائلة لديها الرغبة والاستعداد لمجرد النظر في الخيار الثاني. عليه، ففي البداية حاولوا تجربة استخدام النظام القانوني لحل هذه المعضلة.
بدأت محاولة تنفيذ الخطة عندما تسلّمت العائلة نصيحة (خبراً) من صديق بأنه تم إلقاء القبض على إمرأة تمارس هذا النوع من الإتجار. سافرنا مع أُحد، أبوها (و) أحمد (عمّها) إلى السجن، رغم بعض الصعوبات.. خرج والد وعم أُحد من السجن وهما يهزّان رأسيهما.. قالا: سبع سنوات من الحرب (الاحتلال) تركت العراق حُطاماً في سياق انهيار نظامه القانوني. "حاولنا تجربة وسيلة جيدة، لكنها فشلت.. والآن علينا اتباع الطريقة السيئة،" وفقاً لـ أحمد.. والوسيلة السيئة تعني الطريقة القبلية.. إنها ليست أخباراً طيبة لـ أُحد..
هل اُغتُصِبتْ؟ Was She Raped?
بالنسبة لعائلتها ولنا، تصرّ أُحد على أنها لم تُغتصبْ. عليه، لماذا تخبر أي شخص مهما كان بأنها اُغتصبتْ عندما يعرض هذا الاعتراف حياتها للخطر؟
قالت هناء ادوار- رئيسة شبكة جماعات حقوق المرأة في العراق- بأن ما يحدث عادة هو استدراج البنت من قبل رجل يتظاهر pretend بأنه يرغب في بناء علاقة غرامية معها. "وبعد ذلك يُقدّم لها وعود الزواج، ثم يأخذها إلى منزل ما، ويُمارس الجنس معها... ثم يُقدّم لها صديقه، ومن هنا تتسع الحلقة حولها... وبعد ذلك تسقط في طريق الدعارة."
سواء حدث هذا مع أُحد، أو كان على وشك الحدوث، يبقى وضعها غير مستقر. ويرتبط ذلك بأنه ما زال على عائلتها إيجاد شخص ما يتحمل اللوم على ما حدث، واللوم ما زال واقعاً عليها.
بعد شهور من المحاولة، أقنعنا والد أُحد أن يسمح لنا بزيارتها في منزل العائلة.. لأول مرة رأيناها تبتسم.. في البداية تصورنا أن ذلك بسبب عودتها إلى عائلتها.. ولكن بعد ذلك تساءلنا فيما إذا جاءت ابتسامتها لأن لديها ضيوفاً/ زواراً.
البحث عن شخص يمكن إلقاء اللوم عليه Looking For Someone To Blame
وفي وقت لاحق، تقول أُحد بأن والده الذي يوفر معيشتهم من البقالة، سمح لها بالخروج من المنزل مرّة واحدة على مدى ثلاثة أشهر ونصف الشهر، هي الفترة منذ عودتها لعائلتها.
وتقول أن والدها وأخيها لا زالا يحاولان الاتصال بلاعب الكرة، ويحاولان إيجاد نوع من الحل (التوافق) بينهم وبين قبيلتهم. وبهذا تستطيع القبيلة حفظ ماء الوجه، ويتم غلق القضية.
تقول أُحد، وفي غير ذلك، عليهم البحث عن الخاطفين. وتُضيف بأن والدها الذي كان دائماً يقف إلى جانبها، صار مؤخراً يشعر بالإحباط تجاهها ويضربها. بينما عمّها، حالياً، أخذ يبصق في وجهها كلما يراها. "إنه يقول لي: أسمعي.. إذا وجدنا أي شيء.. إذا اكشفنا أنكِ مسئولة بأي قدر مهما كان صغيراً.. سأقطع رقبتك بيدي.. وهذا هو السبب لماذا أنا خائفة منه."
حتى وإن تمت تبرءتها، وعاد اسمها نظيفاً دون شائبة، يبقى أفضل خيار أمامها.. الزواج.. "ولكن كيف لي أن أتزوج، طالما لا يسمحون لي أبداً الخروج من البيت؟،" وفقاً لها.
قبل أن ننهي زيارتنا، أخذتنا أُحد إلى سطح المنزل، لاطلاعنا على تربيتها واحتفاظها، مع أخيها الأصغر، بعدد من طيور الحمام، في أقفاصها. وعندما سألناها: ما حال الطيور عند مغادرتها لأقفاصها.."إنها تطير في الفضاء لبعض الوقت، ثم تعود إلى وطنها!!"
((بغض النظر عن مدى مصداقية القصة، فهي تُقدّم شيئاً من الحقائق المُرّة لمظالم اجتماعية تُحيط وتواجه المرأة العراقية في سياق القيم القبلية والطائفية المتخلفة التي تُغلف حياتها في عموم الشرق المتحرك سريعاً إلى الوراء.. وأيضاً، ربما تُقدّم أفكاراً قيّمة قد تُشكل مادة غنيّة لإنتاج فيلم سينمائي-سياسي اجتماعي- ناجح ومُربح، فيما إذا توفر التمويل اللازم والمُخرج الجيد!!))
ممممممممممممممممممممـ
Kidnapping, Tribal Reprisal Upend Iraqi Woman s Life,by Kelly McEvers and Isra al Rubei I,uruknet.info,November 14, 2010.
Editor s note: The Iraqi government says about 90 women are killed by their own tribes each year. And those are only the cases that are reported. As of this writing, Uhud is still alive. NPR maintains phone contact with her and has notified a group that has experience in convincing tribesmen not to kill their daughters.