إذا كانت عينا المرأة المنقبة تثير الفتنة ، فما هو حكم حواء العارية .


مصطفى حقي
2010 / 11 / 18

حائل ـ أكد الشيخ مطلق النابت المتحدث الإعلامي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحائل شمال السعودية أن رجال الهيئة "الشرطة الدينية" العاملين في الأسواق سيوجهون الأوامر لأي امرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة. ولم يذكر الشيخ من الجهة التي تحدد أن الأعين مثيرة أم لا.!
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية السبت عن النابت أن "لرجل الهيئة الحق بأمر المرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة . والسؤال المحيّر كيف لرجال الهيئة العاملين في الأسواق البصبصة والتلصص إلى عيون النساء المنقبات والذي هو بدوره أمر شائن وغير أخلاقي وفيه تخل سافر أرعن لا يليق برجال هدفهم المحافظة على الأخلاق العامة ، وإذا بهم يترقبون عيون النساء ومن خلال البرقع ليؤكدوا إن كانت تلك العينان مثيرتان للفتنة أم لا ، وما هو معيار هذا التقييم ( الإثارة) ومن مجرد البصبصة إلى عيني أنثى ومن بين شقي نقاب ...!؟ ولنفرض إن تلك العينين وهما خلقة الرب جميلتين وفيهما سحر الأنوثة ، وهل في مشيئة الله إثارة الفتنة إذا كان في الحدود الطبيعية حيث حرية النظر والتطلع دون أي منع أو تفرقة بين الجنسين وإلا كنا خُلقنا عمياناً لا نرى ولا نُفتن ، ومن الطبيعي أن إيجاد التفرقة وحجز الأنثى عن الذكر وبمجرد نظرة سيكون دافعاً ومحفزاً إلى إثارة الشبق الجنسي في الذكر نتيجة معاناة التقشف والحرمان والكبت في سوق الأديان وسلطة وقمع القائمين عليها ، فالذكر في مثل هذه المجتمعات المغلقة يخرق سجنه بالتخيل والأحلام ليتصل بالجنس الآخر وليطفيء شبقه الجنسي الطبيعي .. وان مجرد رؤية أنثى حتى لو كانت منقبة وحتى عينيها فإنها تثيره جنسياً ويخترق درع نقابها بأحلامه وتثيره وتفتنه .. وكان على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تلك المجتمعات الغارقة في الجهل والتزمت المتوارث ، كان عليها منع المرأة بالمطلق أن تخرج من البيت إلا لدفنها بسبب كونها مثيرة للفتنة . طبعاً هذه من اجتهادات متزمتة وبعيدة عن الواقع وبالأخص أن الأديان تؤكد وبالمطلق أن أم البشرية حواء كانت عارية إلا من ورقة توت فوق عانتها وأما مؤخرتها وساقيها وصدرها ووجهها في عري تام وتحت أنظار عيون الملائكة والأبالسة تثير شبقهم ، وأنقل جزءاً من مقال الكاتب نضال نعيسة والذي أثار جدلاً واسعاً ، ولفت نظرٍ تاريخية لها بعد فكري وبنتيجة إيجابية عصرية ، وقبل التعرض لمقال السيد نعيسة أورد تعليق السيد خالدالهواري المنشور في القدس العربي معلقاً على الفتوى وبعنوان شر البليه مايضحك
الغريب في ألامر هو أنه وعلي الرغم من عدم وجود أدني مقارنه بين المرأه العربيه التي ضربتها الشمس والغبار بالمقارنه مع المرأه ألاوروبيه من ناحيه الجمال الفاتن وعلي الرغم من ذلك لايعلن أحدا أن جمال المرأه ألاوروبيه مثير للفتن والحياه تمضي بصوره عاديه وطبيعيه لكن في عالمنا العربي كل شئي يسير بالمقلوب وأصبحت عين المرأه العربيه مثيره للفتنه( انتهى) ومقال السيد نعيسة والمنشور في الحوار هو بعنوان(خرافة الحجاب والنقاب: لماذا نزلت أمكم حواء عارية من السماء؟) ليقول :
وثالثة الأثافي هو أن أمنا "حواء" نزلت عارية من السماء إلا من ورقة التوت، وربي كما خلقتني، وهذه أم البشر ورمزهم وقدوتهم وحظوتهم وأقنومهم المحتذى، حسب الأساطير الدينية، ولم تنزل لا بنقاب ولا بحجاب، ولم يحجبها الله، ولم يطلب منها ذلك، وكانت عارية حسب الفطرة، أمام الله، وهذا يعني أن الله لم يغضب من عورتها، وكان موافقاً على ذلك، كما لم يفكر بحشمتها، ولو كان هذا الأمر وارداً بتفكير الله وعلى تلك الدرجة من الخطورة التي يصورها بدو الصحراء وفلاسفتهم، لحجبها ونقبها وصلى الله وبارك، كي لا تثير غضبه، أو غريزة إبليس اللعين والشيطان الرجيم، كونها غير محجبة ومنقبة وتظهر كل مفاتنها وعورتها أمامه؟ هل يحق لنا أن نسأل لماذا لم تنقب أمنا حواء وكانت عورتها وكل أجزاء جسدها بارزة وواضحة وخاصة أمام الله؟ ومن هنا فالفطرة، واقتداء بأمنا حواء، تقتضي، كما يفعل الغرب الكافر، أن تتعرى المرأة، وألا تختبئ، وتنزوي، وتطمر، وتقبر داخل الحجاب والنقاب والأكياس السوداء. وكذلك الأمر بالنسبة للرجال، ومن هنا فالثياب وكل أنواع القماش وستر العورات، هو حرام بحرام، وكله اقتداء بأبينا وأمنا آدم عليهما السلام وكله حسب الفطرة، وخطاب الشيوخ الأجلاء، رضوان الله تعالى أجمعين.
(لا أدري لماذا لم ينقب أبونا آدم زوجته، وهو قدوتنا، أمام إبليس والملائكة الآخرين والشيطان اللعين الذين تلصصوا جميعاً على عورة أمنا حواء، ورأوها كلهم؟ ويا "عيب الشوم بس")، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، من كل ذنب عظيم (تم) وبعد ما تقدم ياشيخ مطلق النابت دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ، ألا يكفيكم تكفين المرأة بالسواد بحياتها إلا من عينيها واستكثرتم عليها حتى عينيها ، وتحاولون تشميلهما بذلك الكفن القاتم .. وأمكم حواء قد خُلِقَت بكامل عريها وبحضور الخالق ولم يحجبها أو ينقبها ،أو أن يوكل من يراقب عينيها إن كانت تثير الفتن ، ولله في خلقه شؤون وشجون ...؟