عن اهون موجود و اعز مفقود



حمادي بلخشين
2010 / 11 / 18


سؤال

ذات مساء كئيب سألني جدّي بصوت أشدّ كآبة:
ــ أي بنيّ، أخبرني عن ممسحة أرجل بالنهار و حجر أسود بالليل!
كان عليّ سؤاله:
ـــ خليقة أو صنيعة؟.
أجابني جدي وقد غادره بعض وجومه:
ـــ بل خليقة.
حين أطلت التفكير أضاف جدّي مسهّلا:
ــ هي لدينا أهون موجود و أعزّ مفقود؟
ـــ...؟!!!
سكت جدي قليلا ثم أضاف مبتسما هذه المرّة:
ــ ذات مرة قيل لجحا:" على من رجولتك يا جحا؟!" فأجاب فورا:" على أمّي و أخيّاتي"!!
كنت أضحك من خسّة حجا التي أذهلتني عن سؤال جدّيّ، حين استمرّ الأخير يسألني:
ـــ أي بنيّ، أخبرني الآن عن الغرض المستحبّ لدون كيشوت السّلفيّ.
ـــ ...!؟
ثم وهو يستعجلني:
ـــ هيا يا ولد.. اخبرني.. من هي بطّة الوهابيّة الجالسة.
ــ ...؟!
ـــ بصيغة أخرى.. من هي الأتان القصيرة التي تستظهر عليها السلفية " رجولتها" الجحوية المخلّة بالشرف الجاهليّ، و بالخلق العربيّ و حتى بالتديّن البوذيّ؟!
ـــ...؟!!
حين تبيّن له عجزي عن الجواب أعلن جدّي بنبرة حزن عميق:
ـــ أي بنيّ كنت أعلم أنك أصغر سنا، و أقل علما و تجربة من أن تدرك الجواب.. ولكن كيف أصنع إن كان لا بدّ للمقهور من صرخات و للمصدور من نفثات؟.
ـــ ...
زفر جدّي بحرقة ثم أضاف:
ـــ تلك هي المرأة أيها الحبيب
ـــ ؟؟!!!
ـــ في بلاد الأعاجيب!
أوسلو 27 سبتمبر 2010
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ