الارهاب الاسلامي يسلب حق المرأة في الحياة



ليلى محمد
2004 / 9 / 24

كل يوم تنطلق الجماهير في العراق لتشييع جثثها التي تناثرت اشلائها في الشوارع( نساء ورجال واطفال)، نتيجة اما لوحشية الحركات الاسلامية وزعمائها امثال الزرقاوي الغارق بالاجرام ويديه الملطختين بدم تلك الجماهير البريئة، او القصف العشوائي الوحشي للقوات الامريكية المحتلة وهدم البيوت على راس ساكنيها اينما كانوا.
كل واحد يلوح براية مغرقة بالدم وغاية في الاجرام والارهاب ومن يدفع ثمنها هم تلك الجماهير البريئة التي ما ان نجت ابنائها من النظام البعثي الفاشي حتى تكالبت عليها قوى الارهاب من كل حدب وصوب.
ان وحشية الارهاب الاسلامي والتي حولت حياة الجماهير الى الجحيم وحولت المجتمع في العراق الى مجتمع الغاب والتي تتصارع فيها قوى اسلامية ورجعية وتتقاذفها اتفاقيات ومساومات من وراء الكواليس، لم تقف تلك الوحشية عند حد، بل راحت تحمل سيف الاسلام الارهابي وتلوح بها لتنقض على حياة النساء في كل مدينة من مدن العراق.
منذ بداية الحرب واسقاط النظام الفاشي فالحرب العشوائية التي تلاحق المرأة من قبل الحركات والاحزاب الاسلامية على مختلف الوانها واشكالها، كل يوم تستمر وتؤرق حياتها وتدفع بها الى ظلام حالك ومستقبل لن ترى فيها سوى بئسها وشقائها.
*(.....في القطب المقابل، يقف الارهاب الاسلامي والحركة الرجعية القذرة للاسلام السياسي.هذه القوى التي كانت في حينها خليقة وتربية امريكا والغرب في الحرب الباردة واداة تنظيم الرجعية المحلية بوجه اليسار في مجتمعات الشرق الاوسط، تحولت الآن الى قطب عالمي نشط للارهاب واحد منافسي حرب البرجوازية على السلطة في الشرق الاوسط.ان التاريخ الدموي المعادي للانسان للاسلام السياسي، من ايران وافغانستان وباكستان، الى الجزائر ، وفلسطين تشمل قائمة طويلة من التصفيات الجماعية والجرائم المروعة. من المجازر الحكومية وشبه الحكومية في ايران وافغانستان، الى الجرائم اليومية لجماعات الارهاب الاسلامي في اسرائيل والجزائر وقلب اوربا وامريكا، من القمع الدموي لمخالفيهم الفكريين والسياسيين، الى فرض القوانين الرجعية والمعادية للانسان على الناس و بالاخص على المرأة، من قطع الرؤوس وقطع الايدي الى زرع القنابل والقتل والابادة في الباصات والمقاهي والديسكوهات، هي سجل ممارسات هؤلاء الرجعيين)*.
ما ان وقع عين وسمع الحركات الاسلامية على المد الانساني في العراق والمطالبة بحياة افضل للجماهير وحقوق الانسان وحرية المرأة وانسانيتها حتى ثارت ثائرتها وانطلقت تهدد وتوعد النساء من على منابر مساجدهم وفي خطبهم التحريضية المشؤومة التي لن تزرع سوى الياس والقنوط في قلوب الجماهير، ونزلت فلولهم الى الشوارع لتمنع النساء من التمتع بابسط حقوقها ووقفت تتربص للمرأة امام محال الصالونات النسائية والمدارس والجامعات لتهدد وتشوه كل فتاة وامرأة لم ترتدي الجلباب والحجاب الاسود واللواتي لم يتلحفن بالسواد من راسها الى اخمس قدميها ليقرروا بذلك حياتها ومماتها.
لم تقف هذه الوحشية عند هذا الحد بل لجأت الى اعلى مستوى للعنف لها باغتيال النساء من موظفات واساتذة وطبيبات ومعلمات ونساء اخريات تارة باسم مقاومة الاحتلال!!!!!! واخرى باسم غسل العار!!!! وهكذا، وتطول كل يوم قائمة النساء اللواتي قتلن، ليس لشئ سوى لانها امرأة وذلك العداء الذي ناصبوه للمرأة منذ وجدوا على الارض باحكام وقوانين الشريعة التي لا تمت الى الانسانية باي صلة.
فالمحكمة الشرعية (الوحشية) التي نصبها جماعة مقتدى الصدر في مدينة النجف لمعارضيهم والتي تم اكتشاف 200 جثة امرأة في قبو الصحن، هي واحدة من الجرائم المروعة التي اعادت الى الذاكرة تاريخ المقابر الجماعية للنظام البعثي البائد، وبعد كل تلك الجرائم تدعو حكومة علاوي الغارقة في العمالة مقتدى الصدر الى المشاركة في العملية السياسية!!! ولنصحح الكلام ونقول: المشاركة في عملية الابادة الجماعية لجماهير العراق وخاصة النساء.
اما الاغتيالات التي تمت بحق النساء ومازالت على يد جماعات اسلامية اخرى في الموصل وبغداد ومحافظات العراق هو حرب اخرى ضد المرأة وضد انسانيتها، وان سلب حقها في الحياة هي السبيل الوحيد امام تلك الحركات لارعاب الجماهير النسوية وللوقوف بوجه الحركة التقدمية المدافعة عن حقوق المرأة في الحرية والمساواة. كل ذلك على مرأى ومسمع من تلك الحكومة التي فشلت سياستها اسوة بالسياسة الامريكية في الوقوف بوجه الجرائم التي ترتكب بحق الجماهير.
ان انهاء الاحتلال واخراج القوات الامريكية هي السبيل الوحيد لانهاء السيناريو الاسود وردع الحركات الاسلامية والوقوف بوجهها وبوجه تطاولها السافرعلى حياة النساء في العراق.

ان على الحركة التقدمية والنسوية في العراق ان تقف بكل قوتها بوجه تلك الانتهاكات التي تطال حياة المرأة، وليكن حق المرأة في حياة آمنة وكريمة وممارسة حقوقها كاملة في المجتمع ركنا وقانونا اساسيا لحياتنا الاجتماعية.
* منصور حكمت: ( العالم ما بعد 11 ايلول)