في العراق ...سلطه بلا ا مرأة أم ا مرأة بلا سلطه؟



عارف الماضي
2010 / 12 / 30

في العراق ...سلطه بلا ا مرأة أم ا مرأة بلا سلطه؟
من نافل الكلام .. ان أسرد قصه قصيره جدا .. عشتها مع والدتي والتي كنت وأياها نلوذ بصفصاف الفرات.. عندما جاء اخي الكبير (سلام)مبتهجا فرحا وهو يملئ شبكته بسمكه كبيره ليقدمها لوالدته قبل ان يعلن المؤذن القريب من قريتنا .. والذي لايفصلنا عن صوته الشجي سوى خرير نهر الفرات الهادر اّن ذاك وهو يصرخ لقد اصطدتها يا امي .. وكانت قاب قوسين من يدي ابن عمي( عادل ) والذي هم لها قبلي ..وردد اخي المرحوم والذي تبعته والدتي ايضا..كلام تفوح منه رائحة النصر والابتهاج .. عندما قال تمنيت ان يكون افطارنا لهذه الامسيه الرمضانيه والتي كانت في غُر عقد السبعينات من القرن الماضي.. تمنيت والكلام دائما لاخي سلام ان يكون افطارنا شهيا... وتلك السمكه تكفي لنا جميعا
بعد لحظات معدوده.. وعندما همت والدتي لاستلام الصيد الثمين والذي جاء في الوقت المناسب؟ بعد تلك اللحظات اختلطت الابتسامه والحزن على ملامحها...ثم استدركت الموقف وهي تردد المثل الجنوبي المعروف: صدق من قال (صِمنا وفطرنا عله جريه)0
وانا وفي هذه الايام المُزدحمه بهموم الناس وبعد طول الانتظار... لتشكيل الحكومه العراقيه العتيده والتي سبق لنا في مقالات سابقه ان اعلنا عن تشكيكنا في ان تُفضي تلك الفتره الطويله جدا عن ناتج مثمر يُزيح المعانات من قلوب الناس,وان يروا الضوء في نهاية النفق؟
وبعد الانتظار المُمل ..والمواطنين العراقيين وبمختلف مشاربهم وشرائحهم وتطلعاتهم مازال يراودهم الامل الاخضر .. في انجلاء الغبش وان يكون فجرهم حريريا , سيما وان كل مقومات الازدهار تنطوي تحت ظلال ثروات بلدهم السخيه0
ولكن وببا لغ من الاسف.. ( صحوا الناس قتلى!!)عندما تناقالت الفضائيات اخبار غير ساره عن عدم مهنية الوزراء الجدد واللذين افرزتهم نتائج الانتخابات الاخيره المثيره للجدل,
ولكني في هذه المقاله القصيره لايمكنني ان احتوي كل محاور تلك المصيبه؟ , ولكني احاول ان ابقى دائما اسيرا لعنوان مقالتي وهي ازمة المرأه وتهميشها المقصود في التشكيله الوزاريه الاخيره والتي اظهرتها مُجرد (ديكور) في البرلمان العراقي, وان ماعرف بالكوتا هي املائات خارجيه مفروضه على كافة الكتل الفائزه دون تمييز , فأغلب المنادين بدور المرأه وضرورة اشركها في قيادة المجتمع هو لايسمو عن كونه نفاق ثقافي وهو لايختلف عن اللذين يشتركون في العمليه السياسيه الديمقراطيه دون ان يؤمنوا بمبادئ الديمقراطيه.. وثوابتها ومحاسنها رغم تأكيداتنا السابقه بأن لكل انماط القياده محاسن ومساوء والتي منها القياده البيروقراطيه والاوتوقراطيه علاوه على النمط الاكثر قبولا وهوالقياده الديمقراطيه السائده والتي نلتمس منها تحقيق مطالب الجميع . وليس الغاء جنس بشري لطيف يفوق عدده نصف المجتمع العراقي.فاي ديمقراطيه تلك وهل يتماهى هذا التطور غير الحضاري مع مجمل الاتفاقيات الدوليه والتي كان من ابرزها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي جاء في مادته الاولى( ان الناس ولدوا احرارا) وهنا اقول( احرار وليس عبيد مطابخ)
ان الكُتل السياسيه العراقيه والتي والتي شكلت الحكومه والتي تعاني أصلا من التضخم غير المُبرر في بلد لايحتاج الى اثنان واربعون وزيرا لادارة دفة البلاد.. تقع عليها مسؤوليه تاريخيه في هذا الانحدار الخطير في الثقافه العراقيه والتراجع غير المُبرر في أزدراء الاخر
والذي جاء مُكملا لفصول عديده في انتهاك الحريا ت العامه والخاصه وتحدي مجتمع عانا الامرين من سياسات النظام السابق الاكثر استبداداً وتعسفاِ. وبين تطلعات واتجهات الاغلبيه من الكتل الحاكمه ذات الطُرز المذهبيه والقوميه والعشائريه0
اننا نرى وبكل مهنيه وشفافيه ودون رغبه عارمه في توجيه اللوم اومحاولة التصيد في مسيرة العمليه السياسيه والتي نرغب جميعا ان تسير بخطى واثقه نحو التأسيس لدوله مدنيه يصبوا لها الجميع في تحقيق الاهداف والغايات المنشوده في تحقيق العداله والتقدم والمساوات, دون ان نتردد او نستكين لاي شارده او وارده تسيئ اوتحجم أي مكون من مكونات الشعب ومهما كان حجمه, وخاصه عندما يكون الامر مع المرأه العراقيه والتي كان لها دورا رياديا وقياديا في عصور غائصه في عمق التاريخ , سيما ونحن نتذكر نجوم لامعه .. تتقدمها عشتار .. وفينوس
وزنوبيا ... ونتمنى ان لاتكون مسك ختام القيادات النسويه نزيه الدليمي والتي تسلمت حقيبه وزاريه قبل نصف قرن, فهل عقارب ساعة بغداد .. وحدها تتحرك الى الخلف.. أم ان في الامر شيا اخر سوف تكشفه السنوات القادمه؟0
ولكي ننصف المرأة ولو بخط الحروف فقط او التبجح باحترامنا لقدراتها وابداعاتها في كل ميداين الحياة والتي يزخر التاريخ العالمي لها بألاف الانجازات العلميه والادبيه 0 فاننا نقول ان على قادتنا المفترضين.. الايمان فعلا بحقوق المرأه,,بل غسل نشيج الروح من النظره الدونيه المتأصله في نفوس الرجال .. وتحرير الرجل اولا من نظرته للمرأه قبل ان يفتشوا في ايجاد السُبل الكفيله في تمتعها بحقوقها المشروعه وتسلمها حقائب وزاريه فعليه تستطيع ان تؤدي دورها الانساني الخلاق في اثبات قدرتها في القياده في شتى المجالات 0
وعلينا ان لاننسى شاحذين همم المدافعين الحقيقين عن حقوق المرأة في دعوة البرلمان لاعادة النظر في بعض الاتفاقيات الدوليه الخاصه بالمرأة واذكر منها.. اتفاقية(سيداو) والتي تناهض العنف ضد المرأه . مذكرين بأن العراق احد الموقعين على تلك الاتفاقيه.. ولكنه متحفظاً على اثنين من بنودها0 مطالبين البرلمانيات الجدد في تبني الدفاع عن حقوقهن قبل الاخرين.. أملين ان تحاول المرأه العراقيه الاصيله ان لاتضيع الفرصه في الممارسات الانتخابيه القادمه وان لاتعيد الكََره بأ نتخاب جلادها!