المرأة السعوديه ... الرجل السعودي



حسين القطبي
2004 / 9 / 28

ان تدافع بعض النسوه عن حق الرجل بالزواج من اربعه، فذلك احتراما للقران ولسورة البقره الزاخره بالمواعض للنساء.
وان تدافع أمرأة سعوديه عن القانون الذي يمنعها من سياقة السيارة، فضلا عن الدراجه الهوائيه، فذلك قد يكون احتراما للرجل، ولرأيه في ان المرأة هي من القواصر وليس لها القدرة الذهنيه او الجسديه الكافيه لقيادة هذا المركوب.
ولا غرابة بعد هذا ان تدافع بعض النسوة السعوديات عن قرار الحكومه السعوديه بمنع المرأة من الترشيح في اول انتخابات لمجلس في المملكه والتي يبدو ان السلطات قد وافقت على اجرائها في المستقبل تحت الضغوطات الدوليه.
المرأة هناك ليست سوى وعاء، خلقه الله للرجل من اجل افراغ خبثه واطفاء شهوته الجنسيه، ومن اجل ان يكون هذا العالم عالم خير، يشبه في بعض تجلياته الفردوس الذي سوف يلتقي فيه هؤلاء الرجال الصالحون فان دور المرأه، ومن اجل ان تكمل رسالتها ايضا، يحتم عليها ان تذعن للرجل وتكون وعاءا ايضا لسخطه وشتائمه وافراغ طاقاته الجسديه وشحناته العصبيه بالضرب حين يرى ان الانثى لا تستجيب لكل متطلباته، بل الافضل بين النساء هي من تقدم جسدها دون وساوس شيطانيه بالتمرد سواء كان للجنس او للضرب وقت الحاجه للرجل الذي ملكت يمينه ثمنها.
هذه هي الفضيله المتاحة للنساء، حسب الفكر السلفي ومنطقه الذي صار بعيدا بعض الشيئ عن الانسانية حتى في وجوهها غير المشرقه في بعض بلدان العالم الثالث.
والرجل، ابن الوعاءالقاصر، وهواخ واب وزوج لكل هذه الاوعية القواصر، ابن مجتمع نصفه نساء كيف لا يكون وعاءا، وقاصرا، وهو يرضع ويتلقى الوعائيه ثم يشب بين يدي كل هذه القواصر؟
والرجل حسب الفكر السفلي هو خليفة الله في الارض -اذ لا يمكن للقاصر الذي لايستطيع امتطاء المركوب ان يكون خليفه- تبيح له القوانين تبعا لذلك ان يمارس نفس السلطات الالهيه على الجنس الذي يوصف في اماكن اخرى باللطيف، وهو الاضعف الذي يستثنى من الخلافه.
ولكن حدود هذه الخلافه الالهيه على الارض لاتتعدى سياج الدار، اذ ما ان يخرج من غرف الحريم، الى العالم حتى تصادر حرياته ويصير عبدا، لا للفكر السلفي السفلي المتخلف، بل لسطوة الشرطي وشرطي المرور ورجال القبائل الاكثر عددا، وابناء العوائل الاعلى رقيا بل وحتى لحريم الطبقات والشرائح المتنفذه.
لم يجني الرجل السعودي من تفوقه الذي يكفله له القانون سوى المزيد من العبوديه ليس للفكر الماضوي الذي لم يعد صالحا للحياة العصريه، بل وخنوعا لحضوة الفئات المسيطرة، التي ترى من مصلحتها تكريس العقلية البدويه لشل حركة نصف المجتمع السعودي واضعاف الصوت الانساني المطالب بالمساواة والعدالة الاجتماعية.
لم تجني المرأة السعودية من حضوة السلفيين غير سجون الحريم ولفافات سود تصورها على اشكال البطريق، دون النظر لانسانيتها ولطاقاتها التي لم يعد بالامكان تناسيها، ولم يجني الرجل السعودي سوى العزلة، والدفع باتجاه الارهاب، في العراق، افغانستان، الشيشان وغيرها لتحقيق السيادة الحقيقية في الدار الاخره، الى حيث الولدان المخلدون بدلا من النسوة اللائي ملوّا خضوعهن على الارض.
من واجب الرجل السعودي المتحضر ان يحارب الجهل والفكر الظلامي ليس ليعتق امه واخته وبنته وزوجته فحسب، بل ليحرر نفسه من شرنقة المرحلة الزمنية التي تبدلت في الخارج، وما تزال تلتف حوله في المملكه.