احتجاج الناشطات النسويات ضد رجال الدين في اربيل



بيان صالح
2011 / 1 / 6

يبدوا إن رجال الدين والطوائف وأتباع الملل في إقليم كردستان لم يكفوا عن بث سموم أفكارهم المتعفنة و الإستمرار في تهجمهم الشرس على الحياة المدنية وكل ما هو منجز حضاري تحاول النساء ترسيخ قيمه داخل المجتمع . مستخدمين منابر الجوامع للتحريض و الهجوم على حقوق ومكتسبات المرأة وإن دلل هذا على شيء فما هو إلا اعتراف بدور المنظمات النسائية التي بات نشاطها واضح ومؤثر في فضح ما يقومون به من أعمال مستغلين الدين وبيوت العبادة . فمن الواضح ان نشاط و فعالة المنظمات والهيئات والناشطات النسويات له تأثير ايجابي في الدفاع عن قضية المرأة وفضح الظواهر السلبية ضد ها والعنف الممارس عليها يوميا داخل البيت و في الشارع و في أماكن العمل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بات يشكل و أصبح مؤشر وناقوس خطر على جماعة الشيوخ والملل المتعصبين دينيا ذوات العقلية الذكورية و المتعفنة المناهضة لروح التقدم والحضارة.
حيث شهدت مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان يوم الأربعاء المصادف 5-01-2011 تظاهرة كبيرة من قبل ناشطات و نشطاء في الدفاع عن حقوق المرآة ومساواتها في المجتمع الكردي احتجاجا ضد كتاب –رجعي - ألفه احد الخطباء الدينين في احد مساجد المدينة و التي بات عدد المساجد فيها لا يحصى من كثرتها و تزايد عددها ، وتحت عنوان "الحقيقة الضائعة" و فيه هجوم و تهديد سافر ضد مجموعة من الناشطات النسويات وضد مفهوم النسوية والجندر و تاثير وجود تلك الحركات في تفكك الاسرة والانفصال.
وطالبت المتظاهرات بالالتزام وإبقاء كلمة النوع الإجتماعي (الجندر) في دفاتر قانون وزارة الثقافة و الرياضة و الشباب في إقليم كردستان ومنع إصدار مطبوعات تهدد و تهاجم الناشطات النسويات. رفعت المتظاهرات لافتات جاء فيها "ننتظر المساءلة القانونية للذين يستغلون مكانتهم الدينية والاجتماعية ويستخدموها ضد المرأة" و كذلك "نطالب بعدم استغلال خطب الجمعة ضد المرآة بل ترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح".
إن تطاول رجال وخطباء المساجد و بشكل سافر وعلني على حركة ونشاط الناشطات النسويات له أبعاد وأجندة خطرة في تكميم افواه وخنق أصواتهن و تخويفهن و ثم دفعهن إلى التراجع والكف عن الدفاع عن حقوق المرأة و المطالبة بتحسين أوضاعهن، والوقوف ضد العنف اليومي الممارس ضد المرأة، وما تعانيه المرأة من تهميش و إقصاء و تمييز في المجتمع الكردي التي تحكمه قوانين عشائرية وذكورية مستمدة من الشريعة الإسلامية .نعم الأمر ليس إصدار كتاب من قبل خطيب بل هو ابعد من ذلك كثيرا , هو خلق جو ملئ بالرعب والخوف والإرهاب بحق الناشطات النسويات والتي تحاول فضح ما تعاني منها المرآة من اضطهاد كبير وفي كافة المجالات.
لنظم أصواتنا لأصوات و احتجاجات جميع الناشطات و الناشطين في الدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان في بلدنا ومن أجل تحصيل المزيد من المكتسبات للنساء وقضية المرأة في المطالبة بالمساواة في القوانين وعلى ارض الواقع ونقف ضد الهجوم والتهديد من قبل رجال الدين المتعصبين و خطباء المساجد في تحديد عمل وحركة الناشطات النسويات وجر المجتمع الى مستنقع التخلف والخرافات الدينية الغير حضارية . وأن يكفوا أيديهم في التدخل في حراك المجتمع الذي نصبوا ونناضل من أجل ترسيخ قيم العدالة ونشر ثقافة التسامح والعيش بأمان فيه للجميع بدون تمييز .