اهمية المراة في تقدم المجتمعات



ادم عربي
2011 / 1 / 7

المراه مكون رئيسي في المجتمع ، لا يساوي النصف ،بل يتعدى ذلك بكثير ، فهي اكثر واكثر من نصف المجتمع .
فالرجل هو نتاج المراة التكاثري والفكري والثقافي ، فانحطاط ذلك النتاج يعني انحطاط المجتمع .
تاريخيا كان وضع المراه افضل ما يكون ، في بداية نشوء الانسان البدائي ، حيث كانت مرحلة المشاع و مشاركة المراة للرجل في جميع متطلبات الحياة ، حيث عملت مع الرجل في الصيد ، وهي وسيلة الحياة الوحيدة في تلك الفترة ،ومع نزوع الانسان الى حياة الاستقرار ، ونشوء الزراعه والممالك والاستيطان ، فرضت على المراة حياة مختلفه عن الرجل ، فالمراه لا تستطيع الدفاع عن القبيلة ، ولا تستطيع ممارسة الاعمال الشاقه في الزراعة ، بل اقتصر دورها على تربية الاطفال في المنزل مع مساعدة جزئيه للرجل ، في بعض الاعمال وخصوصا الزراعة ، كان ذلك محددا قصريا لدور المراة ، لذلك اضطهدت المراة ، واصبحت في بعض الاحيان عبئا ثقيلا على الرجل ، خصوصا في مراحل الغزو .
الرجل هو المسيطر الوحيد في المجتمع ، ودور المراة لا يتعدى تربية الاطفال ، واداة للمتعه والجنس والترفيه ، في الجزيرة العربية كانت الانثى تدفن حية بعد ولادتها ، للتخلص من تبعياتها المستقبليه ، في الحضارة المصريه القديمة كانت المراة تقدم كل عام هديه للنيل ، حيث كان الفرعون يختار اجمل النساء ويلقي بها في النيل حية .
جاءت الاديان وكرست دونية المراة متمشيه مع ما هو موجود من ثقافه مجتمعية ، ضمن تلك المراحل التاريخيه ، ولو نشات اديان اليوم لاختلفت مكانة المراة كليا عن السابق .
نظرة الرجل الى المراة لا تخرج عن الملكية الخاصه لها ،حتى في عصرنا هذا.
الذي يحمي المراة الان هي القوانين الحديثه ، التي اعطت المراة جميع حقوقها ، التي سلبت منها ، ولو اعتذرنا للمراه خمسة الاف عام لما كان يكفي .
ان الرجل هو اخطر مهدد لكيان المراة و انسانيتها ، وتستغل الى يومنا هذا ، ابشع استغلال ضمن طيبة الانثى ونعومة عواطفها .
ان تقدم المجتمع مرتبط ارتباط وثيق بتقدم المراة ، ونيلها جميع حقوقها وحريتها وقرارها ، ولا شك ان تقدم الرجل هو ثمرة تقدم المراة ، فكما قال نابليون " المراة التي تهز السرير بيمناها ، تهز العالم بيسراها" .

ان اعطاء المراة حريتها وقرارها ، يخلق قوة ابداعية اخرى في المجتمع ، ان حرية المراة من اهم دعائم المجتمع الحر ، لكن يبقى ذلك كلاما نظريا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ، فلا يمكن لهذه المجتمعات القفز في الهواء مراحل تاريخية دفعه واحده ، بل يجب ان يكون الموضوع مرتبط في تنمية مجتمعيه ، المراة محورها ، ولا بد في نفس الوقت سن تشريعات حديثه لصالح المراه تدريجيا ضمن تلك الخطة التنمويه المجتمعيه ، وترك الموروث وتقليص نفوذه تدريجيا للوصول الى حالة المجتمعات الحره ، بحيث يتسنى للمراة الخروج من عقدتها انها امراة ،تلك العقدة التي اقنعناها بها حتى اصبحت جزء من هويتها.
ان المراة في المجتمعات العربية والاسلامية بحاجة الى تشريعات حديثه تضمن لها حقوقها وتقليص نفوذ الرجل في حياتها واختياراتها، ولا يمكن ان ننتظر من المراة القيام بدورها وحيدة ، فهي بحاجة الى حماية الدولة ، ضمن قوانين حديثه ، اضافة الى اشراكها في الحياة الاقتصاديه وفي عجلة الانتاج ، لضمان تاكيد هويتها وشخصيتها .
ان التقوقع في داخل الموروث وفي داخل جلابيب رجال الدين ، والاباء والامهات لهو وصفة لاعادة انتاج التخلف والاضهاد.
ادم عربي