دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا



قاسم السيد
2011 / 1 / 27

تنويه ــ هذا الموضوع كان المفروض نشره في بداية شهر حزيران من العام الماضي 2010 لكن الأحداث التي جرت على سطح مرمرة سفينة التضامن التركية لكسر الحصار المفروض على شعب غزه حملني على التريث ثم عملت ظروف مرضي على الحيلولة دون ذلك ايضا ولتقادم الأيام على كتابة هذا الموضوع جعل حماسي لنشرة يتراجع الا ان مطالبة من كانت طرفا في محاورتي بالايفاء بوعدي لها على نشره جعلني اقدم على تنفيذ ماوعدت به .
نص الموضوع

هناك على الفيس كان اللقاء كم كان ذلك مفاجئة لي لم يكن ضمن المتوقع حدوثه كانت امرأة ولكن أي امرأة ليست كالأخرين الذين يتخذون من الفيس ميدانا للتسلية والتعارف وهذا ديدن الاعم الاغلب من مستخدمي هذا الموقع الاجتماعي رجالا كانوا ام نساء فالفيس يكاد يكون المتنفس الوحيد في مجتمعاتنا العربية الذي يبدو فيه الاشخاص على طبيعتهم من دون تزييف بفضل الاسماء المستعارة وتستر الكثيرين وراء صور شخصيات سياسية او نجوم الفن والرياضية مما يسهل عليهم الخروج بشخصياتهم الحقيقيه الى العلن من دون خوف من اي ملاحقة اجتماعيه
عندما وقع بصري على اسمها تعرض صداقتها وهو كما معروف لمستخدمي الفيس حيث يكون الشخص اما عارضا للصداقة او قابلا لها قبلت تلك الصداقة من باب الاحترام للاخر في ان تجيب من يقرع بابك خصوصا اذا كانت طالبة الصداقة امرأة .
ورغم حداثة تواجدي على صفحات الفيس اذ لولا مبادرة موقع الحوار المتمدن بفتح الفرصة امام من يكتبون فيه بنشر نتاجاتهم على صفحاتهم الشخصية وغيرها على الفيس والتي كانت سببا في فتح حساب على هذا الموقع الأجتماعي ومع قصر هذه المدة التي امضيتها في الدخول اليه لم الحظ اي من النساء ممن دردشت معهن من كانت تملك مثل مثل هذه الرؤيا المتماسكة لهذه المرأة رغم ثقل بعض الاسماء اذا نظرنا اليها من باب كثرة النشروتنوعه .
الا ان الامر مع هذه الانسانة كان مختلفا تماما حيث الجمت المفاجئة اصابعي عن كتابة الكلمات وهي في دردشة الفيس تكتب ولاتقال حينما تعرضت انا لطلب الدردشة معها بعد ان لفت نظري بعض الكتابات في صفحتها وهي عادة ماتكون كثيرة في الاعم الاغلب لصفحات المشتركين وبعد المقدمات المتداولة من صيغ التعارف المعتادة بدأت تميط اللثام عن نفسها لأكتشف انها من الكاتبات الناشئات وانها في بدايات المشوارالابداعي الا انها تمتلك فهما واعيا لما تطرحه من قضايا وافكار مما يدلل على انها تستند الى خلفية ثقافية رصينة رغم حداثة تجربتها في الكتابه .
شابة مملوءة بالطموح والثقة تشدك عبارتها رغم بساطتها ولشفافية اسلوبها كان يخيل الي انني أراها رغم عدم وضوح الصورة التي تضعها في البروفايل الخاص بها في صفحتها على الفيس سألتها عن اهم القضايا التي تحب الكتابة فيها اجابت بثقة احسست بثقلها من خلال الكلمات الواثقة التي اجابتني بها قالت هدفي هو المرأة وقضيتها لكوني امرأة ولايصلح للدفاع عن اية قضية الا اصحابها .
قلت لها وكيف وقد انبرى كثير من عمالقة الفكر والسياسة والاجتماع من الرجال الأفذاذ لنصرة قضية المرأة ودفعوا بنضالها الاجتماعي خطوات بعيدة ولايزال التاريخ يذكر اياديهم البيضاء على قضيتها ونضالها بأتجاه نيل حقوقها .
فأجابتني انا بالتأكيد لا أنكر هذا ولكن هل تتصور ان المحسنين الذين يمدون يد المساعدة للفقراء يستطيعون ان يصفوا الفقر بالدقة التي يصفه بها الفقراء... وضع اولئك الرجال الذين نصروا المرأة بمواقفهم وكتابتهم لايختلف كثيرا عن حال اولئك المحسنين لكن دعني اطرح القضية بشكل مختلف كأمرأة تجاه قضية المرأة أي تجاه قضيتها كما تراها هي وأن كان في هذه الرؤيا من الاطالة ما كان بودي أن تكون في أول دردشة لي معك ولكن الموضوع مادام فرض نفسه فلا داعي لتأجيله .
قلت لها لاأستطيع أن أقول لك كلي اذان صاغية لأنني لا أسمع لك صوتا ولكني سأقول لك كلي عيون قارئة لما ستكتبيه ولن أمل أي اطالة لأنني سأسمع رؤيا كما تقولين من اصحاب الشأن أنفسهم أي امرأة تطرح قضيتها وتدافع عن حقوقها وتناضل من اجل ان تنال كامل استحقاقاتها .
فأجابتني بداية مشجعة ياسيدي تساعدني على الاسترسال وانا واثقة من سماعك لما سأقوله ... اسفة انما اقصد من قرائتك لما سأكتبه وفق تعبيرك .
قالت لقد شغلت قضية تحررالمرأة قطاعات واسعة من المجتمع خصوصا فيما يتعلق بمساواتها في الحقوق والواجبات وعلى مدى اجيال عديدة ظهر خلالها الكثير من المفكرين والكتاب الذين ملئوا الدنيا ضجيجا وصخبا وملئت كتاباتهم الصحف والمجلات وأصدروا عشرات الكتب إن لم نقل المئات وزعقوا بأصواتهم من على المنابر ليسمعوا كل ذي سمع كما ظهرت العديد من الحركات السياسية والنسوية طرحت قضية تحرر المرأة ورغم ذلك كله لم تؤسس كل هذه الدعوات والحركات أي برنامج سياسي اجتماعي قادر ان يرتقي بالعلاقات الانسانية الى الحد الذي تستطيع المرأة فيه ان تنال كامل حقوقها .
وبرغم التطور الصناعي والحضاري الذي وصلت اليه الانسانية بقيت المكاسب الاجتماعية التي احرزتها المرأة شحيحة حتى في أكثر بلدان العالم رقيا رغم ماتحسبه من مكاسب نالتها المرأة فيها على مختلف الصعد لكنك تحسها مصطنعة وكأن الرجل يقف ورائها لحساباته هو وأنه سيتصدى للمرأة اذا قررت شيئا ما ضد هذه الحسابات ويبدو أن الرجل قد تعمد في أن يبقي المرأة ملحقة فالمرأة به هناك في الغرب حيث يعتبر فيه وضع المرأة في أحسن حالاته عن بقية اصقاع العالم عندما تتزوج فأن تسميتها تلحق بأسم زوجها بعد أن كانت بأسم أبيها وكأنها سلعة انتقلت ملكيتها من رجل الى أخر ولقياس نفاقية التقدم الغربي في مجال حقوق المرأة خذ مثلا قضية الحجاب والنقاب التي تشغل أوربا عموما وفرنسا خصوصا هذه الأيام أليس من حق المرأة أن تقرر ماذا ترتدي وماذا تلبس... لماذا لاتقف أوربا هذه نفس الموقف من الرجل المسلم الذي يظهر بالسمت واللباس الاسلامي !!! اتلاحظ ياسيدي انها الوصاية والتي دائما تفرض على المرأة دونا عن الرجل .
ورغم الحرية الأجتماعية التي تسود المجتمعات الأوربية الا ان المرأة لم تعامل ككائن يتمتع بكامل الحقوق ونظر اليها دوما كدمية جميلة موضوعة في خدمة الرجل الذي يصمم لها ازيائها ويصفف لها شعرها حتى المسابقات الرياضية يعمل الرجل الأوربي فيها دائما على تعرية جسد المرأة ليجعلها اكثر جمالا لزيادة استمتاعاته بها وحتى مسابقات الجمال والتي هي دوما قصرا على المرأة دون الرجل تصب في هذه الخانة ايضا ولطالما استغل الرجل المرأة وجمالها في بعض الممارسات الدعائيه حتى الحرية الأجتماعية التي تحضى بها المرأة هي بسبب الخلفية الأخلاقية للمجتمع الأوربي وليست رؤيا تقدمية من الرجل الغربي وهذه الحرية بدورها تصب في مصلحة الرجل ايضا من خلال سهولة نيل مايشتهيه من هذه المرأة دون عقبات وموانع .... انا اشك في مكاسب المرأة الاوربية حتى وأن كانت المرأة على رأس هرم السلطة السياسية لانها لاتعدو عن كونها رجلا يرتدي زي امرأة او على الأصح امرأة مفرغة من انوثتها حتى النساء اللواتي يخدمن في بعض الجيوش الغربية فأمر وجودهن لايعدو اعتباره الا كنوع من تلطيف للأجواء التي تحيط بالرجال الذين يخدمون في هذه الجيوش ليس الا .
قاطعتها ولو أنها بداية تنم عن انحياز به صبغة عنصرية وتعسكر ضمن فكر نسائي بحت ضد الفكر الرجالي لكنني ارجوك أن تستمري لكون طرحك لايخلو من الموضوعية .
فأجابتني طيب لم لاتقل العكس من كونك تواجه الأمر بشكل مختلف فأنت واني آسفة لما سأقول من انك تريد ترى المرأة كما تريد انت لا كما هي تريد ان ترى نفسها يأستاذي لو تصبر علي ربما سيكون موقفك مغايرا وأستأنفت مكملة موضوعها
وعلى الرغم من وفرة الكتابات التي تتناول قضية تحرر المرأة ومساواتها في الحقوق وأنصافها في الواجبات فأنها تشكل استفزاز لي شخصيا من كلا الفريقين المنصفين والظالمين للمرأة المناصرين لقضية تحررها او الداعين الى ترويضها والابقاء على حجرها في ظلمات التاريخ سواء كانت هذه الاقلام لرجال ام نساء لأنه حتى النساء في هذه القضية بالذات بقين خاضعات للفكر الذكوري وسبب موقفي من كلا هذين المعسكرين المناصر والمخاصم أنني اجد في اصوات كلا الفريقين نبرة الوصاية المفروضة على المرأة ولربما اجد الاصوات الأكثر استفزازا لي هي الأكثر ارتفاعا والداعية الى نصرة المرأة وضرورة تحررها لأني أجدها أكثر نفاقا من الاصوات المعارضة لهذه الحرية لأن هؤلاءالمناهضين لقضية المرأة اكثر صدقا وانسجاما مع أنفسهم ومع مايتبنون من مواقف تجاه المرأة فهم متصالحون مع الموروث من الاعراف الاجتماعية التي تدعو الى لجم المرأة والزامها احد المكانين البيت او القبر .
ــ هل لازلت معي يا أستاذي العزيز
ــ أجل لكنني أستغرب من إنك تضعين كل من المناصرين لحقوق المرأة وخصومهم في سلة واحدة وذريعتك أنك تجدين في طرح الطرفين نبرة الوصاية على المرأة حتى أنك لم تتعاملي بشكل نسبي مع الطرفين على أساس سيء أفضل من أسوأ .
ــ ربما معك حق لعل هناك بعض المغالاة في طرحي نتيجة حنقنا منكم أنتم الرجال ... ههههههههها .. طبعا انا بالتأكيد لاأقصد شخصكم الكريم
قلت لها مداعبا
ــ لماذا !!! إلا اذا عتبرتيني خارج دائرة الرجال
ــ اسفه لم يتبادر الى ذهني هذا المعنى وأظنك تقول ذلك مازحا ...
ــ ارجوك استمري
فتابعت - بدأت الدعوات الى تحرير المرأة مع أواخر القرن التاسع عشر بفعل الأحتكاك بأوربا رغم ان المرأة في الغرب لم تكن قد حصلت بعد في هذا الوقت على نصيب مهم من الحقوق السياسية لكنها على الأقل كانت تحظى بموفور من الحرية الشخصية على الصعيد الاجتماعي فهي على الأقل لا تنهض بأعباء الشرف الجنسي وهذه الحرية لم تكن مكسبا بل كانت ترثها كموروث اجتماعي وليس كأنجاز حضاري ثم جاء الاحتلال العسكري المباشر لمنطقتنا وما صحبه من تأثير اجتماعي وثقافي في مجتمعاتنا ادى الى حدوث تغييرات على السطح الاجتماعي وليس عمقه ناشىء عن المحاكاة وليس التفاعل مع الجديد والبون شاسع بين الحالين فلقد عمل الرجال الذين تقول عنهم ان لهم أيادي بيضاء على قضية المرأة ودعوا الى تسفرالمرأة ورافق دعواتهم بعض الأنفتاح وتطور نسبي في الوضع الأقتصادي مما ادى الى أن تخرج المرأة للعمل وأن تذهب الى المدارس والجامعات وأن تلبس اخر صيحات الموضة للازياء الغربية واصطحبهن الرجال الى المراقص وعروا أجسادهن على البلاجات وغضوا الطرف عن بعض المحرمات الدينية ظنا منهم ان ذلك يكفي لكي ينسجموا مع روح العصر لكن ذلك كله لم يمنح المرأة اي ثقل اجتماعي او اقتصادي او سياسي في المجتمع ولم تحرز اية مكاسب حقه على كل المستويات رغم ان المرأة بدأت تحرز في الغرب خصوصا بعد اعقاب الحرب العالمية الثانية مواقع لابأس بها على الصعيد السياسي والأقتصادي .
لهذا بقي حال المرأة عندنا يراوح مكانه لأن الرجل الشرقي المالك لهذه المرأة والذي لايراها الا في شكلين لاثالث لهما وهي خادما مطيعا لتنفيذ طلباته و وعاء للتنفيس عن شهواته و مهما أدعى من ثقافة أو تقدمية تبقى شرقيته متيقضة في دواخله لأنه إنفعل بما رأى في الغرب ولم يتفاعل معه فلقد نظر الى الرجل الغربي ووجده غارقا في المتعة مع المرأة بكل يسر مما جعل الأمر يلتبس عليه ظانا ان حرية لباس المرأة هناك وحرية حركتها هما السبب في مثل هكذا وضع ولم يخطر بباله ان سبب تحرر المرأة في الغرب هو كونها تنتمي لمنظومة اخلاقية واجتماعية مختلفة جعلتها لاتخضع لأية قيود وأغلال اجتماعية وبالتالي فأنه ظن بسبب هذا الألتباس ان النساء في بلاده ان اخذن نصيبهن من التسفر وبعض الحريات الشكلية ستتيح له نفس الفرصة التي يعيشها الرجل الغربي في أن ينال من المرأة مايشتيهه منها فلهذا علا صوته واشتدت دعوته الى تحرر المرأة وضرورة ان تحاكي المرأة الغربية وهي نظرة نفعية خلت من اي مصداقية ومن دون ان تكون من اهدافها اية استحقاقات اجتماعية او سياسية او اقتصادية لكون طرحه هذا لايستند الى اي رؤيا فكرية ولم يخطر بباله أن حرية المرأة الغربية الشخصية متأتية من وضع اجتماعي وليس الأمر متعلقا فقط بالمظاهر الحضارية .
وهذا الرجل الذي يدعي الأخذ بأسباب الحداثة والحضارة والتقدمية واليسارية له نظرة مزدوجة تجاه علاقته بالمرأة فهو اذا كان يقصد الصداقة معها فهو متحرر غاية التحرر وهو بأسم هذا التحرر يفعل كل مايحلو له معها اما اذا كان يقصد الزواج منها فالأمر سيختلف كليا فهو هنا له اشتراطات وتحفظات يتقزم فيها تحرره رغم مراعاته لبعض الشكليات فهو عندما يذهب مع خطيبته الى المراقص والبلاجات وهي ترقص و تعوم امام بالمايوه البكيني أمام الغرباء سيعيد خطيبته هذه الى أهلها في اليوم التالي لزواجهما اذا لم يجدها محتفظة بعذريتها وهذا الرجل نفسه يعلم جيدا بأن هذه العذرية يجري التحايل والألتفاف عليها في اغلب الاحوال ولربما يتم فقد غشاء البكارة لأسباب لاعلاقة لها بالممارسة الجنسية ولربما يكون موجودا لكن اثار فض هذا الغشاء لاتظهر اثناء الممارسة الجنسية لعوامل كثيرة ولايشكل وجوده أي مصداقية للعفة لأن دليل العذرية هذا حتى وأن وجد فهو ليس دليلا على عفة المرأة التي تملكه وأن كثيرا من النساء المحتفظات بعذريتهن قد مارسن العلاقات الجنسية بشكل أو أخر قبل الحياة الزوجية رغم وجود الكثيرات اللواتي لم يمررن بتلك العلاقة لازهدا بهكذا علاقة وانما لكون الفرصة لم تسعفهن برغم وجود الاستعداد لديهن لممارستها وأن نفس الرجل الذي لم يستطع قبول زوجة فاقدة للعذرية يكون في أحيان كثيرة طرفا في هذا التحايل والالتفاف على هذا الشرف المزعوم مع أخريات بحيث يأخذ الطرفين بعين الاهتمام مسألة عدم المساس بهكذا أمر لكي يتجنبا اية عواقب قد تترتب على ذلك تمشيا مع العرف الأجتماعي ويستمتعان ببعضهما البعض متجاوزين حاجزالعذرية دون أن يمساه بأي سوء .
كل هذا يعلمه الرجل لكنه لايستطيع ان يسلم به ولا يرتب على نفسه الأثار التي يرتبها على المرأة..... أتدري لماذا ياسيدي ..؟ وقبل ان تقول لي لماذا أنا اجيبك لكون هذا الرجل جبان ولايملك من صفات الشجاعة بمعناها الحق أي خصلة تؤهله لتجاوز هكذا أمر... مثل هذا الشرف سهل الحصول عليه ولو بالنفاق فيكفي أن يشاع بأن الغرباء لم يصلوا الى الأجهزة التناسلية لنساء هذا الرجل المذعور وأن كانوا قد وصلوا حقا ونالوا مايريدون وبقي الأمر ضمن المستور فهو شريف ولايقدح بشرفه وأن كان لصا او قاتلا او من عتاة المجرمين فمثل هذه الأخلاقية المتدنية لايحملها رجل شجاع ... ولو كان شريفا حقا وشجاعا لرتب على نفسه ذات الأثار التي يرتبها على عذرية المرأة لا أن يجعل جهازها التناسلي ينوء بأعباء هذه الأخلاقية الواهيه ويعفي أدواته التناسليه من أن تتحمل نصيبها من هذا الشرف البائس ... حتى الحكم الشرعي المستند للنصوص الدينيه الذي يخضع فيه الرجل والمرأة لنفس العقوبة لايعمل به في كثير من الحالات التي تحصل في الدول التي تتخذ من الشريعة الأسلامية دستورا لنظام الحكم فيها والغرض من تعطيل هذا الحكم هو تجنيب الرجل هذه العقوبة خصوصا اذا كان من اصحاب النفوذ اما المرأة فيتولى المجتمع توقيع العقوبة بحقها وهي بالتأكيد ستكون القتل غسلا للعار اما الرجل فلا عار عليه من نفس الفعلة التي كان شريكا فيها .
بل الأنكى ان المجتمع عندنا لايتعامل مع المرأة المغتصبة بنوع من التضامن لكونها ضحية اعتداء بل العكس فهي تصبح في دائرة الأتهام بل والأدانة في اكثر الأحيان وكم من نساء قتلن تحت يافطة غسلا للعار البائسة بينما ينجو من قام بالأعتداء عليهن في اغلب الأحيان اما لغرض لفلفة الفضيحة او لكون المغتصب احد الأقرباء بل قد يكون احد المحارم .
وقد تصل دناءة بعض الرجال الى ان يقوم بالاعتداء الجنسي على بعض المخبولات الهائمات في الطرقات ممن فقدن قدراتهن العقلية ورغم وضوح براءة شراكتهن في هكذا فعلة عملا بالحديث النبوي الذي يدعي اغلب رجالنا العمل بسنة قائله ــ رفع القلم عن ثلاث النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يعقل ــ الا انهن في احيان كثيرة وعندما تظهر للعيان تبعات هذا الأعتداء يجري التخلص منهن قتلا تحت نفس اليافطة الخرقاء غسلا للعار فتصور بؤس الشرف الذي تتبناه مجتمعاتنا .
اليس سبب مايجري لأوطاننا من بؤس وتخلف بسبب جبن هذا الرجل وخوفه وخواره فهو يخاف من مواجهة القتلة والفجرة السارقين الفاسدين الذين يملكون مقاليد الحكم والسلطة في بلداننا الذين يبنون أماراتهم على جبن وذعر هذا الرجل والذي يعود لكي يوازن هذا الجبن والخواء داخل نفسه بأن ينقلب جلادا وفاتكا ضد المرأة ...!!! أنه لا يجرأ أن يقول لا إلا لإمرأته !!!
مشكلة الرجل الكارثية انه لايحس بمأساته ولايدري في اي منطقة اسر قد اوقع نفسه فيها عندما تبنى هكذا أخلاقية وهكذا شرف !!! وصرف تفكيره عن أن يتبنى مقومات الشرف والأخلاق الحقه التي تعتمد العقل والأنصاف والمروؤة والتسامح والأمانة والنبل والتفهم والشهامة لتشكل أرضية يؤسس عليها شرفا يستحق أن يعتد به وليضم اليه بعد ذلك مابين فخذي إمرأته لا أن يكتفي فقط بما بين فخذيها ويتخذه وحده شرفا أعرجا له .. مثل هذا الشرف الأعرج لايستطيع الرجل الشريف أن يعتمده وحده !!!
ان خسارة الرجل الشرقي بسبب وضع المرأة الراهن فادحة حينما أرغم المرأة على أن تمارس الكذب والنفاق لكي ترتب لها وضعا أخلاقيا في معظمه نفاقيا لكي يتوافق مع التزاماته الأخلاقية البائسة هذه !!! سبب تخلفنا هو المرأة!!! لكون المرأة أم المجتمع بل كل المجتمع وليست نصفه كما يصفها البعض !!! اذ كيف لمجتمع ان يحضى بفرصة للرقي وحاضنته يشوبها العطب !!! ماذا تورث نسائنا لأطفالهن ؟ انهن يورثنهم الضعة والهوان والانكسار والمكر والنفاق وكل صفات التردي الاخرى التي ترفل بها مجتمعاتنا ... الان هؤلاء الاطفال سيصبحون رجالا ونساء وتتكرر الدورة الجدلية المتخلفة التي جعلت المجتمع يدمن ثقافة التفاهة والتردي ... انهن ينتجن مجتمعات مستسلمة لجلاديها الذين يتوارثون الاوطان وكأنها ملكيات شخصيه لهم لأن رجال هذه الأوطان استمرأو الذل وتعودوه ولا تؤنبهم ضمائرهم على تفريطهم هذا لكونهم يستندون الى اخلاقية ترقد بين أفخاذ نسائهم ... ولاخلاص الا بزلازل وبراكين لتهد هذه الجبال من التقاليد والأعراف والتي نرقد تحتها لعل فينا بقية باقية يمكن لها ان تستمر... نحتاج لثورة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معاني .
توقفت قليلا عن الكتابة فما كان مني الا أن اكتب لها
ــ يبدو أنك متطرفة بعض الشيء واسلوبك يتميز بجرأة تكاد تكون نادرة خصوصا إذا كانت من أمرأة بل لاأغالي إن قلت إن كثير من الكتاب من الرجال لايملك هذه الجرأة
قاطعتني
ــ تقصد وقاحتي
فأجبتها
ــ ابدا انا لم اقصد هذا المعنى
ويبدو انها ارادت ان لاتنجر الى مناوشات او مداخلات جانبيه حين طلبت مني قائلة
هل تسمح لي أن اواصل
فأجبتها قائلا
ــ بالتأكيد
حينها استمرت في تكملة موضوعها
وطبعا لاأمل للمرأة في أي تطور حقيقي في قضيتها مالم يتبنى الرجل أخلاقية مغايرة تماما لما يركن إليه من تراث اخلاقي لايستطيع فيه التوافق مع العصر والحداثة... قنطرة العبور للحداثة تشكل هيكلها قضية تحرر المرأة وبدون ذلك لايمكن الانتماء للعصر والأنسجام مع منجزاته ... هذا الرجل العاجز المتربع في قمرة القيادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تراه الان يؤثر الرجوع الى الزمن الذي ولدت به هذه الأخلاقية بعد أن عجز عن الأنتماء للعصر لأنه يحس ان هذا العصر ليس عصره رغم انه يتعامل مع اخر مبتكرات التكنلوجيا الذي انتجها هذا العصر .
ومن هذه المنطقة الرخوة ــ اقصد عجز الرجل من الأنتماء للعصرــ اجتاحت موجة تسونامي السلفية منطقتنا وبدأنا العودة متقهقرين على أعقابنا والعود احمد وبدأنا نلفلف أجساد نسائنا مرة اخرى بالحجاب وعاد رجالنا الى فتل شواربهم رمز رجولتهم والبعض الاخر اكرم اللحية وأهان الشارب نزولا للمطلب الديني وهي في أغلبها لم تتم عن قناعات حقيقيه وانما تماشيا مع الموجه السائدة نتيجة الأمية الثقافية التي تسود المجتمع وتجعل من قضية ولوج الحداثة امر مرعبا وتهون امر التراجع عن بعض المكاسب الأجتماعية البسيطة فكما عرى الرجل امرأته مع موجة العري لاعن قناعات فكرية عاد القهقري مرة اخرى نزولا لمتطلبات الموجه الجديده وذهب البعض أبعد من هذا من انهم شحذوا السكاكين لذبح الفواجر من النساء اللواتي يأبين النزول عند متطلبات هذه الموجة ويحاولن الاحتفاظ بما حققنه من أوضاع فيها نزر يسير من الحرية وتردى مرة اخرى وضع المرأة الاجتماعي رغم ندرة المكاسب الاجتماعية التي احرزتها....
اما الذين لم تعجبهم هذه السلفية البغيضة وأحسوا تعاظم سطوتها و انها ستسحقهم تحت اقدامها علا صراخهم ليس من باب التقاطع الفكري معها في قضية المرأة بالذات والتي اعتبرها المقياس الذي اقيس به ادعاءات التقدمية لأصحاب الأصوات العالية ممن يدعون هذه التقدمية فهم ليس افضل حالا من السلفيين فكلاهما ينظران بعين الخسة للمرأة وأنما علا صراخهم وعويلهم اسفا على ما اصابهم من الحرمان في نيل مايشتهونه من المرأة بسب إنكفاء وضعها الاجتماعي داعين الى عودة الزمن الجميل الذي لم تسجل فيه المرأة أصلا اية مكاسب حقيقة لها لكنهم يرون في حرية المرأة الشكلية سترا لنفاقهم تجاه قضية تحررها وجل دعوتهم هو أن تعود تتعرى من جديد بحيث يسهل الحصول عليها والاستمتاع بها ليس الا ومهما تدثروا بالاف المصطلحات التحرريه فهم يبقون في أعماقهم متأثرين بهذا الكم المتراكم من الأرث الاجتماعي المدفون في الأعماق والذي يمنعهم من أن يتبنوا فكرا ناهضا يحملهم على النظر الى المرأة كأنسان ليس الا لأن طريق الانتصار للحق والحقيقة لابد من ان يمر من داخل أنفسهم كي يهزموا الظلامية التي عشعشت بداخلها اولا وبعد ذلك إذا أردوا ان يقدموا خدمة حقيقية لقضية تحرر المرأة هو أن يرفعوا ايديهم من قضيتها فهي اقدر ان تنهض بقضيتها من دون وصاية او منة من احد .
قلت لها ...
ــ لاادري لم تفرضين ان لبس المرأة وفق موضة العصر سيسهل على الرجل اقامة علاقة معها بكل يسر وكأنها مومس سهلة الألتقاط!!!
اجابتني
ــ هذا مايراه فعلا اغلب الرجال عندنا في المرأة المتسفرة اما انا انظر للأمر من زاوية اخرى فأنا اعني مايرتبه لباس المرأة المتحرر من تمرد على العرف الأجتماعي والذي سيرتب هامش من الحرية تجعل اقامة علاقات مفتوحة بين الرجل والمرأة امرا ممكنا وفي العلن وفي دائرة الضوء مما سيجعلها اكثر نظافة بينما طمرها بالحجاب يعني تحديد العلاقة بينهما في اضيق نطاق وبالتالي تضييق فرصة اللقاء بين الرجل والمرأة لتكون دائما في الظلام وخلف الأبواب فكلما تقلصت فرصة العلاقة بين الرجل والمرأة سيكون استثمارها بطريقة سلبيه لأن اول شيء يحاول ان يستغله الرجل من المرأة في هذه الفرصة هو جسدها اما اذا انفتحت الفرص بحكم الأنفتاح الأجتماعي قد تتراجع هذه الرغبه لتصبح حاجة من حاجات ولن تعود مطلبا اولا .
ــ اتصور احتاج لأستراحة طويلة لمراجعة كل ماقلتيه وأنني سأحفظه لكي أعيد قرائته ربما اكثر من مرة .
فأجابتني
– حقا فيما تقول اتصور ان علي التوقف عند هذا الحد ولعل فرصة قادمة تجمعنا لأكمال ما بدأناه
فأجبتها
– بالتأكيد سيكون لنا لقاء اخر وربما أكثر
فأجابت
– اتمنى ذلك ... تحياتي لك