العراق.. تعدد الزوجات كحل لأرامل الحرب!؟



عبدالوهاب حميد رشيد
2011 / 1 / 30

سنوات من الصراع في العراق، تركت البلاد مع أكثر من مليون أرملة في ظروف نقص أعداد الرجال غير المتزوجين.. وهذه الحالة تولد الضغوط ربما باتجاه العودة إلى تعدد الزوجات.
حنان فقدت ثمانية من أفراد عائلتها في الحرب، بما في ذلك زوجها، وتُرِكَتْ وحدها لتتحمل أعباء أطفالها الثلاثة. مأساتها لم توقفها عن العمل وأداء واجبها.. فهي مستمرة في مهنتها- مصففة شعر في منزلها الصاخب بشارع حيفا- بغداد. لكنها لا زالت بحاجة إلى "رجل يحميها ويكون ملاذها"، حسب قولها.. وهذا هو سبب زواجها حتى من رجل متزوج. عندما تقدّم للزواج منها، قال بأنه مطلق، "ولكن بعد الزواج، قال لها بأنه عاد إلى زوجته الأولى لأن لديه اطفال منها."
حالياً، يبقى مع حنان مرة واحدة في الأسبوع. ولكن، في حين أنها قبلت، على مضض، هذه الحالة- مشاركة الزوج مع إمرأة أخرى- هناك البعض في العراق يعملون بنشاط على تشجيع فكرة تعدد الزوجات.
الكرامةDignity
إنها ممارسة صارت أقل شيوعاً في القرن العشرين، لكن السياسيين تقدموا باقتراح العام الماضي بتقديم حوافز للمتزوجين لاتخاذ زوجة ثانية.
في ظل القانون العراقي الحالي، يعتبر تعدد الزوجات غير قانوني ما لم يأذن به القاضي.. على الرغم من أن تعدد الزوجات (لغاية أربع زوجات) جزء من من القانون الإسلامي! وكان محل دعم بعض الجماعات الإسلامية في السنوات الأخيرة.
في أكبر المحافظات العراقية- الأنبار- قامت جماعة خيرية- ملاك الرحمة Angel of Mercyوعلى مدى السنوات الأربع الماضية بمساعدة الأرامل على الزواج مرة أخرى، ونجحت في إتمام عشرات الزيجات، حيث تزوجت الأرملة عادة أقارب من زوجها الأول.
انقسمت القيادات النسوية بشأن الموضوع. ندى إبراهيم عضوة البرلمان تؤيد فكرة تعدد الزوجات من حيث المبدأ.. طالما أن الزوج يُعامل زوجاته بـ "العدل".. بيد أنها ترى ايضاً أنه يتعين على الحكومة تقديم المزيد من الدعم للأرامل لتسهيل تحمل حياتهن بدون زواج. "غالبية الأرامل شابات، لكنهن بدون عمل في غياب التأمين الصحي والضمان الاجتماعي. ونحن لا ينبغي أن نشجعهن على الزواج فقط."
كذلك ترى هناء ادوار- جمعية أمل الخيرية- بأنه يتعين على الحكومة مساعدة الأرامل مالياً لتمكينهن تقرير مصيرهن بأنفسهن، وتُعارض بشدة تعدد الزواج. "الموضوع يرتبط بكرامة المرأة.. إنها بحاجة إلى تثقيفها وتعريفها بحقوقها." وأضافت، عند زواج المرأة ثانية لرجل متزوج، وهو أمر غير قانوني، غالباً ما "تكون في وضعية أدنى، لا تتمتع بالحماية، وعرضة للأنتهاكات من قبل الرجل." لكن أحد أسباب قبول حنان الزواج ثانية هو شعورها بالحاجة إلى الحماية.
الحمل Pregnancy
أضافت حنان "كنت أشعر بأني ضعيفة في غياب أية حماية، وأخشى أن اتعرض لهجوم أي شخص أو التحرش بي... حماية الرجل تُماثل المأوى. وهذا هو بالضبط ما تحتاجه المرأة من الرجل." وخلافاً للكثرة من الأرامل، قالت أنها قادرة على توفير معيشتها وأطفالها. زوجها الثاني، وهوصديق زوجها الأول، قدّم لها الكثير من الدعم بعد وفات زوجها العام 2005، وتزوجا قبل عام. وحسب قولها، كانت مضطرة لقبول التوافق الذي حصل بينه وبين زوجته الأولى، لأنها لا يمكن أن تكون عامل قطيعة بينه وبين أطفاله.
عامل آخر يؤثر في شعورها يتمثل في حملها طفلاً من زوجها الحالي. "الجنين في بطني، أنهى مشاكلنا، وجعلنا نقبل بالواقع ونتوقف عن الجدل... في البداية كنت أشعر بالغضب، كنت أبكي. لكني تعلمت كيف أتعامل مع هذا الواقع. ماذا أكسب من وضعي إذا بقيت احتفظ بشعور الغضب والحزن؟ كنت بحاجة إلى أن أُقنع نفسي وأتقبل الواقع."
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraq toys with polygamy as solution for war widows,By Roula Ayoubi,uruknet.info, January 26, 2011.