نوال السعداوي.. زهرة ميدان التحرير



خولة عليان
2011 / 2 / 9

خـولــة عليــان
عضو اللجنة المركزية
حزب الشعب الفلسطيني

نوال السعداوي.. زهرة ميدان التحرير

ثمانون عاماً أو تجاوزتها بقليل ، وغطّى رأسها البياض الذي تحول لإكليل ورد أبيض لصاحبة المكان والزمان ، انها الثقافة والابداع والحيوية والحرية المتدفقة ، انها العنوان ضد التمييز والقهر بكافة أشكاله ، فنضالها ضد اضطهاد المرأة أدخلها واعيةً ضد كل مظاهر التمييز الطبقي والاجتماعي ، انها الشجاعة التي وقفت في وجه رموز الفساد والظلام في آن .

نوال السعداوي، المناضلة المصرية التي جاءت من أرياف مصر وعمق آهات الفقراء ، عنيدة في اصرارها ، انسانية في حضورها وثقافتها وتصديها لأعداء الحرية ..

فواجهت دون خوف أصنام الفكر السلفي والتخلف والرجعية ، وصمدت في وجههم رغم التحريض القاسي عليها والذي وصل في كثير من الاحيان لحد الدعوة الى تطليقها من زوجها ، وتكفيرها ، كما انها لوحقت واعتقلت وهددت حياتها ..

نوال السعداوي ، الطبيبة ، والكاتبة، والمناضلة ، والأم ، والمحاضرة الجامعية والمصلحة الاجتماعية والمثقفة البارزة ، أضفت بحضورها المميز على ميدان التحرير طابعاً مميزاً وزخماً عالياً وخاصاً لإرادة الشباب والفقراء والكادحات ، فهي امرأة فعلٍ قبل أن تكون مثقفة شعارات .. هي شجاعة محرضة ، ضد كل مظاهر الاستبداد .

رجاها الكثيرون ان تغادر المكان خوفاً على حياتها فرفضت ، وبقيت رغم التهديدات المبطنة والعلنية، ومحاولة الاعتداء عليها من بلطجية النظام في موقعة الجمل، ورغم البرد القارس ، ورغم صعوبة العيش لإمرأة مسنة في عمرها ، عاشت وما تزال التجربة بكل ابعادها، فهي الشابة بروحها ودفء فكرها ، فأعطاها العزيمة والاصرار والتحدي فزادت من تحفيز الآخرين.

كنا نراها تتنقل بين جموع المتظاهرين والمعتصمين تشد من ازرهم ، وتحفزهم على كسر قيود القهر والذل والاستغلال والظلام .. هي شعلة اضاءت لمن حولها الطريق وفتحت رغم كل المصاعب الابواب الموصدة امام الطامحين والطامحات للحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية .

فمن فلسطين تحية ، لمناضلة تربينا على فكرها وثقافتها وشموخها منذ ان كنا في المدارس صغارا وصغيرات ، قبل ان تنطلق ورشات الممولين بالأجندات غير المفهومة حول حرية المرأة ومكانتها الاجتماعية ، والتي صرف عليها ملايين الدولارات ، في حين كانت هي ما ان تصدر كتابا ويرى النور حتى تتلقفه النساء في كل مكان ، ليشبع نقاشاً وحواراً وتفكيراً، فكانت منارة مبكرة لكل المضطهدات، فحركت المياه الساكنة وأجرت فيها الحياة..

نوال السعداوي ، نتوجه اليك بإعجاب كبير ، وباحترام وتقدير لمسيرتك التنويرية ، فأنت شجاعة حقاً ، حين جبن الكثيرون .. وظهر الانتهازيون والملونون !

9/2/2011