الحب بين رجل و حشد من نساء



نرين طلعت حاج محمود
2004 / 10 / 11

الحب بين رجل و حشد من نساء
نرين طلعت حاج محمود
الحب بين المرأة و الرجل فعل من أفعال المعرفة و الذكاء ، فعل يتيح لكل طرف فيه إدراك ماهية الطرف الآخر -الإحساس به- مساندته و الاتحاد به و احتوائه - و يعبر هذا الحب الإنساني عن نفسه بالجسد بالحياة الجنسية.
و هذا الحب يتيح الإدراك الشامل و العميق للحياة و لا يمكن تحقيق هذا الحب إلا عند الأشخاص الأسوياء المتحررين من مخاوفهم و كبتهم و أمراضهم.
و الحب هو إيمان عميق و شعور متجدد بالحياة و تناغمها و هو بهذا لا يختلف عن الإيمان الذي هو الشعور بالانسجام و التناغم التام مع الحياة و إدراكها بعمق و تحقيق التطهير الداخلي الذي يصل بصاحبه الى الرقي و الجمال بحيث يجعله يأنف من الانغماس في فاحشة أو عدوان أو تبدر منه التفاهات و الدناءات.
و لا يمكن لإنسان ان يصل لحالة الحب أو الإيمان إلا من خلال ذاته من خلال تحقيق سويته النفسية الخاصة به و حين يعجز الإنسان عن تحقيق هذا الإحساس المتجدد بالحياة و لا يجد من يساعده على تحقيقه ,على فهمه، قد يلجأ للبحث عن الاحساسات القوية للتعويض عن فقدانه الإحساس العميق بالحياة من اجل خلق جمال مفقود من الداخل و ان تكن تلك المحاولات هي أحيانا كثيرة متعة و لا تضر بأحد إلا بصاحبها كالمخاطرات الذي يمارسها المجازفون الأوربيون الباحثون عن الغريب و هي تقدم متع لحظية قد تطول أو تقصر و لكنها لا تحقق شعورا دائما و لكنها الأهم لا تضر بأحد و لا تمس أو تحقر أحد, و لكن هناك أساليب أخرى للبحث عن الأحاسيس تضر و تسيء للإنسان و كرامته و الاسوء ان تدعم بقوة تشريعية و تستغل الواقع التعس للإنسان في البلدان النامية لتحقيقها و من اشهر هذا النوع بحث بعض الرجال عن علاقات غرامية متعددة ( و كذلك بعض النساء ) تحقق الإحساس بالحياة و لا يختلف هذا السلوك عن سلوك الإدمان على الكحول أو المخدارت, و الاسوء منها تعدد الزوجات الذي يدافع عنه البعض و يروج له مع الأسف البعض ممن اتجهوا الى حرفة الدعوة و التبشير المربحة يبشرون به على كل أنواعه الزواج الشرعي المتعدد و زواج المسيار و زواج المتعة و أنواع أخرى في المدة الأخيرة و هي جميعا لا تحترم العلاقة الإنسانية الوجدانية بين الرجل و المرأة و لا تنطلق من فهم عميق للإنسان و حاجاته الروحية, فهذا السلوك هو انحراف وجداني، انحراف في الشخصية لا يمكن تجاوزه إلا من خلال الذات و تحريرها من مخاوفها و أمراضها الداخلية و فقدانها طعم الحياة.
و هنا أتساءل حين ترسخ ثقافة ما هذا النوع من المرض الوجداني السلوكي ألا تمارس تشويها متعمدا لمغزى العلاقة العميقة بين الرجل و المرأة و تشوه نساء و رجال هذا المجتمع.
حين يقوم بعض رجال الدين و هم بأكثريتهم أشخاصا جهلاء جهلا مطبقا بكل فروع العلوم الطبيعية و الإنسانية –الاجتماعية – التربوية –النفسية -و لا يحاولون فهم هذه المشكلات النفسية و ما معناها حقا و يفتون بأنواع من الزواج أو يدافعون عن التعدد دون ان يدركوا مدى التشوه الوجداني العميق لمثل تلك العلاقة التي تربط رجلا برعيل من النساء و دون ان يدركوا مدى ابتعادها عن الإيمان و الطهارة و الحب العميق بين الرجل و المرأة و الإحساس بالحياة و دون ان يدركوا مدى التشوه الوجداني لدى الإنسان الذي يمارس علاقة مع الآخر تقوم على مفهوم الاستخدام, و مدى تحقيره بهذا السلوك و تحقير الآخر بجعله شيء أو غرض يلبي حاجة مرضية ألا يزيدون هذا المجتمع تشوها و يزيدون ألمه و بؤسه بؤسا و حتى متى و بعد كم من مئات السنين علينا ان ننتظر حتى يقوم لدينا رجال دين يحاولون فهم الإنسان بعمق و فهم دوافعه و مشاعره و تقدير قيمة حياته .
خلق الله عز و جل الإنسان في أحسن وضع نفسي و خُلقي و خَلقي و لا يمكن ان يدعو عز و جل هذا الكائن لممارسة تشوهاته حسب قدراته و سلطاته بل انه يدعوه لاكتشاف ذاته و فهم نفسه و معالجتها للفوز بالإيمان الحقيقي و الحب العميق المنسجم مع الحياة و الذي يمنع الإنسان من ممارسة القبح و التفاهة دون خوف من احد .